مصادر عراقية أكدت أن قوات الاحتلال في سورية تكبدت خسائر فادحة بضربات المقاومة … «ناشونال إنترست»: أمن أميركا لا يخدمه التدخل غير الشرعي والحرب التي لا نهاية لها
| وكالات
أكد مصدر أمني عراقي أمس، أن استهدافات المقاومة لقواعد قوات الاحتلال الأميركي غير الشرعية في سورية، أحدثت إصابات بشرية ومادية جسيمة وسط تكتم إعلامي رسمي من قبل واشنطن، على حين اعتبرت مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية أن «أمن الولايات المتحدة لا يخدمه التدخل غير الشرعي والحرب التي لا نهاية لها».
وقال المصدر في تصريح نقلته وكالة «المعلومة»: إن ضربات المقاومة الإسلامية (العراقية) المتكررة والمستمرة على القواعد الأميركية داخل مناطق العمق السوري، سجلت إصابات بشرية ومادية إثر إخفاق الدفاعات الجوية بالتصدي للهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة».
وأضاف: إن «التصريحات التي تبثها القوات الأميركية حول التصدي لهجمات المقاومة كلام عار عن الصحة ولا يستند إلى المصداقية وهو بمثابة ترويج إعلامي للتكتم عن خسائر قواتها نتيجة الهجمات الصاروخية».
وأوضح، أن عمليات القصف أدت أيضاً إلى مقتل وإصابة عدد من جنود قوات الاحتلال الأميركي لم يتسن التأكد من عددهم بسبب الإجراءات المشددة التي تفرضها القوات الأميركية على أماكن وجودها داخل قواعدها في سورية.
ولفت إلى، أن صواريخ المقاومة أثارت الرعب والخوف والهستيريا في صفوف قوات الاحتلال الأميركي بعد انهيار دفاعاتها الجوية أمام ضربات المقاومة.
يشار إلى أن قواعد قوات الاحتلال الأميركي في سورية تعرضت خلال الأسبوع الجاري لأقسى هجمات صاروخية منذ دخولها إلى سورية واحتلال أراضٍ منها.
وفي السياق، أفاد مسؤول عسكري أميركي بأن قوات الاحتلال الأميركي، تعرّضت لما لا يقل عن 118 هجوماً في سورية والعراق منذ 17 تشرين الأول الماضي، حسب قناة «الميادين».
ومنذ ذلك التاريخ، تواصل المقاومة الإسلامية في العراق استهدافها قواعد الاحتلال الأميركي في البلدين، وتؤكد، في بياناتها، أن الضربات تأتي استمراراً للنهج في مقاومة قوات الاحتلال الأميركي في العراق والمنطقة، ورداً على مجازر الكيان الإسرائيلية بحق أهالي غزة.
وتشكل هذه العمليات ضغطاً على الإدارة في البيت الأبيض، إذ ذكرت شبكة «سي إن إن» البريطانية أن الاحتمال المتزايد للخسائر في صفوف الجنود الأميركيين يُمثّل أزمةً خارجية جديدة غير مُرحّب بها، ولاسيما في موضوع إعادة انتخاب الرئيس بايدن.
من ناحية أخرى، أشارت الشبكة إلى أن وتيرة الاستهدافات والتصعيد في الأيام الأخيرة تكتسب زخماً مميتاً ضد القوات الأميركية في العراق وسورية، بما يزيد من المخاوف بشأن بقائها في البلدين، وهو ما عبّرت عنه مجلة «The American Conservative»، مؤكدةً أن القوات الأميركية تخاطر بحياتها «بلا داعٍ» بسبب الشلل السياسي والافتقار إلى الشجاعة السياسية.
وفي مقال تحت عنوان «عارنا الوطني في العراق وسورية »، شدّدت المجلة على أن هذه القوات موجودة في العراق وسورية كجزء من «عملية قتالية مدمرة للذات».
مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية من جهتها دخلت على الخط وانتقدت بشدّة السياسة الخارجية للرئيس بايدن، وتوريطه الولايات المتحدة في صراعات لا نهاية لها على حساب مصالح الأمة ورفاهية الجيش.
وفي مقالةٍ بعنوان «يجب على جو بايدن التوقف عن معاملة الجنود الأميركيين كأهداف»، ذكّرت المجلة أن الهجمات على القواعد الأميركية في العراق وسورية بقذائف الهاون والطائرات المسيّرة والصواريخ، أصبحت روتينية، وتسبّبت بوقوع عشرات الإصابات.
ورأت المجلة، أن ادّعاء المتحدّثة باسم «مجلس الأمن القومي» أدريان واتسون أن بايدن لا يضع أولوية أعلى من حماية الجنود الأميركيين» هو هراء واضح، لأنهم لا يزالون يتعرّضون للإصابة في العراق وسورية من دون أهداف إستراتيجية واضحة، وأنّ 2500 أميركي يتمركزون في العراق، و900 آخرين في سورية، بلا غرض واضح سوى أن يكونوا أهدافاً لـــ«الأعداء».
وتخوّفت المجلة من ضربة أكبر قد تصيب مبنى مزدحماً، وتوقع العديد من القتلى الأميركيين، فتضطرّ معها الولايات المتحدة إلى خوض حرب أخرى في الشرق الأوسط، متسائلةً عن المبرّر القانوني لاحتلال الأراضي السورية، ساخرةً من رفع شعار «الدفاع عن النفس» في هذه الجبهة.
واعتبرت، أن سياسة واشنطن المدعومة من الإدارات المتعاقبة و«الكونغرس»، والرامية إلى تجويع الشعب السوري في محاولة غير مجدية للضغط على دمشق، هي سياسة بغيضة أخلاقياً، وحمقاء من الناحية العملية.
وختمت المجلة بالتشديد على ضرورة عودة العسكريين الأميركيين في العراق أيضاً إلى وطنهم، بدلاً من بقائهم هدفاً مناسباً، معتبرةً أن «أمن الولايات المتحدة لا يخدمه التدخل غير الشرعي والحرب التي لا نهاية لها، وأنّ أفضل خدمة لأميركا هي تجنّب التورّط في صراعات ذات أهمية قليلة بالنسبة للولايات المتحدة».