الخبر الرئيسي

الأمين العام لحزب اللـه يُحذّر العدو من محاولات إشعال المنطقة ويؤكد أن الحرب ستكون بلا سقوف … نصر الله: بيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي… مجازر العدو تتواصل في غزة والشهداء 22313 والمقاومة تهاجم مقرات قيادته

| الوطن

لم يتأخر الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر اللـه في الكشف عن الموقف النهائي للمقاومة اللبنانية تجاه محاولات العدو الإسرائيلي إشعال المنطقة وجر لبنان إلى الحرب، وجاء الرد حاسماً ونهائياً بالتحذير من أنه في حال شنّت هذه الحرب فإن مقتضى المصالح الوطنية اللبنانية تفرض الذهاب بالحرب إلى الأخير وسيكون القتال بلا سقوف ولا حدود ولا ضوابط وهي ستكون مكلفة جداً جداً للعدو.

الأمين العام لحزب اللـه والذي كان يتحدث أمس في خطاب كان مقرراً في ذكرى اغتيال الشهيد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وصادف بعد يوم واحد من استهداف العدو الإسرائيلي للضاحية الجنوبية في بيروت واغتياله نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، أعاد التذكير بموقف المقاومة الحاسم أيضاً تجاه الرد على هذا العدوان والذي لن يبقى من دون عقاب، واصفاً ما جرى بالجريمة الكبيرة والخطيرة، وقال: «اغتيال الشيخ صالح العاروري جريمة خطرة لن تبقى من دون رد وعقاب وبيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي».

وفي كلمته، ورداً على الحرب التي تشن على الفلسطينيين في غزة والضفة واحتمال انتقال الحرب إلى محاور أخرى، قال نصر الله: «استنفر الإسرائيلي بكل أسلحته وعتاده وهذه من بركات مسارعة المقاومة في لبنان إلى فتح الجبهة»، وتابع: «اعتبر الإسرائيلي أن ما جرى في غزة قد يرعب اللبنانيين وكانوا يفكرون جدياً بالقضاء على حزب اللـه باعتبارها فرصة لكن هذه الحرب على لبنان منعها أمران: الأمر الأول مسارعة المقاومة إلى فتح الجبهة ما أفقد الإسرائيلي عنصر المفاجأة والأمر الثاني قوة وشجاعة وجرأة المقاومة»، معتبراً أن «أهم رسالة للمقاومة في لبنان في 8 و9 تشرين أنها مقاومة شجاعة وقوية وليست مردوعة أو لها أي حسابات في الدفاع على بلدها».

وتوجه نصر اللـه إلى العدو الصهيوني قائلاً: «نحن حتى الآن نقاتل في الجبهة بحسابات لذلك هناك تضحيات، لكن إذا فكر العدو أن يشن حرباً على لبنان، حينها سيكون قتالنا بلا حدود ولا ضوابط ولا سقوف، ومن يفكر بالحرب علينا سيندم وستكون مكلفة وإذا كنا نداري حتى الآن المصالح اللبنانية، فإذا شُنّت الحرب على لبنان فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط».

واعتبر نصر اللـه أن من نتائج الحرب هو الفشل في تحقيق أي من الأهداف «فالأميركي عندما يقول للإسرائيلي أن ينسحب من المدن لأنه يخاف عليه، فيما من الممكن أن تكون رغبة المقاومة بقاء الصهاينة للنيل منهم»، وأنّ «طوفان الأقصى من أهم نتائجه أنه دمر الصورة الأميركية التي تم الترويج لها وقدمها بأبشع حقائقها، لأن الذي يقتل اليوم في غزة ويمنع وقف الحرب هو الأميركي، وما حصل في غزة أثبت أن النظام الدولي والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي ليس قادراً على حماية أي شعب وهذا عبرة لنا جميعاً».

ولفت إلى ما يجري في القطاع قائلًا: «هذه التجربة تقول: إن كنت ضعيفاً لا يعترف بك العالم ولا يدافع عنك ولا يبكي عليك، والذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان، فإن كنت قوياً، تفرض احترامك على العالم، وهناك مشهد قوة في غزة رغم المظلومية الهائلة، وما جرى وضع إسرائيل على طريق الزوال الذي سنشهده جميعاً إن شاء الله، ولن يستطيع أن يحميها أحد، وطوفان الأقصى وضع إسرائيل على طريق الزوال أما العروش العربية فلتحفظ نفسها».

تحذيرات نصر اللـه تزامنت مع مواصلة العدو الإسرائيلي أمس قصفه المكثف على المنطقتين الوسطى والجنوبية، ما أدى إلى سقوط مزيد من الشهداء الذين ارتفع عددهم إلى 22 ألفاً و313 شهيداً، وذلك بعدما ارتكب 10 مجازر ضد العائلات خلال ساعات.

المقاومة الفلسطينية أمس استهدفت تجمع لآليات الاحتلال الإسرائيلي في عملية مشتركة في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة، بالتزامن مع مواصلتها التصدي لقوات العدو في مختلف محاور التوغل وإسقاطها طائرة استطلاع إسرائيلية بصاروخ مضاد للطائرات شرق غزة وسيطرتها على «درون» في حي الزيتون.

وحسب وسائل إعلام فلسطينية، تمكّن مقاتلو «كتائب الشهيد عز الدين القسّام»، الجناح العسكري لحركة حماس، في عملية مشتركة مع «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، من استهداف تجمّع للآليات الإسرائيلية، شرق حي التفاح والدرج بقذائف الهاون.

وفي عملية مشتركة أخرى، تمكّنت كتائب «القسّام» و«كتائب المجاهدين»، الجناح العسكري لحركة المجاهدين، من إسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية، من نوع «هيرمز 900»، بصاروخ مضاد للطائرات، شرق مدينة غزة، على حين سيطرت «القسّام» على طائرة «درون» إسرائيلية، خلال تأديتها مهمةً جنوب حي الزيتون بمدينة غزة، كما استهدفت مقرّ قيادة الاحتلال وتجمّعات لجنوده، شرق جبل الريس، بقذائف «الهاون».

على صعيد آخر، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري محاولة من الاحتلال للتغطية على فشله، وأشارت الخارجية إلى أن الاحتلال يلجأ إلى التصعيد وإطالة أمد الحرب لتنفيذ مخططاته الاستعمارية عبر تعميق جرائم الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، والتي تخلف 200 شهيد فلسطيني كل 24 ساعة، وفقاً للأمم المتحدة في جريمة تطهير عرقي ممنهجة ومتواصلة، وتعميق لحالة النزوح والتهجير في أبشع عقاب جماعي فرضه الاحتلال على أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن