جولة غنائية عالمية تبدؤها بالدومينيكان ومنها إلى الولايات المتحدة وكندا … ميادة الحناوي تعود بأغنيتين جديدتين في مفاجأة سارة لمحبي الفن الأصيل
| وائل العدس
صوت دافئ ورقيق وحنون، يتوسد عرش قلبك مع أول تنهيدة تتراقص فيها الحبال الصوتية بعفوية، عذوبة صوتها يجعلك تبحر نحو الأفق البعيد، بحجم امتداد السماء، وينعش ذاكرتك العتيقة نحو حياة خالية من الضجيج.
مطربة الأغنية الراقية، قيثارة الإحساس الشرقي ذات النبع الرقراق والصوت الشجي واللحن الذي يُعيدك إلى سنين خلت.
إنها «مطربة الأجيال»، النجمة الكبيرة ميادة الحناوي أيقونة الأغنية السورية التي اعتلت خشبات أهم المسارح وملأتها فناً وطرباً بحضورها المهيب والآسر.
مفاجأة سارة
في مفاجأة سارّة لمحبي الطرب الأصيل، علمت «الوطن» أن مطربة كل الأجيال ميادة الحناوي تستعد للعودة القوية إلى الساحة الفنية بأغنيتين جديدتين «أحبني» و«حبة ذكريات» كهدية منها لعشاق الزمن الجميل خلال العام الجديد 2024.
وفي التفاصيل، تتعاون الحناوي في جديدها مع الموسيقار السعودي د. طلال، وتحمل الأغنية الأولى عنوان «أحبني» من كلمات الشاعر الراحل نزار قباني، والثانية بعنوان «حبة ذكريات» من كلمات الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، وهما من توزيع يحيى الموجي.
ويشكّل التعاون مع هذه الأسماء الكبيرة عودة النجمة الكبيرة إلى المستوى الذي سطع به اسمها خلال طيلة مسيرتها، أيضاً لتذكرنا بالأغاني القديمة التي وضعت فيها بصمتها الخاصة خلال تاريخها الفني.
ومن المتوقع أن تحقق هاتان الأغنيتان نجاحاً باهراً خاصة أنهما ستشكّلان العودة القوية للنجمة الكبيرة مع الحفاظ على اسمها كقيمة وقامة فنية أصيلة.
الزمن الأجمل
وكانت «مطربة الجيل» قد أحيت حفلاً غنائياً جماهيرياً كبيراً في بيروت، أمتعت جمهورها الذي سارع للحصول على بطاقات حفلتها قبل أسبوعين من الحفل، باعثة بصوتها اللؤلؤي الأخاذ دفئاً وسلاماً غمر المسرح ومن عليه وسرق المستمع من ضجيج الحياة وصخب العصر، في زمن بات الضرب فيه على الإيقاع والكلام أشبه بموجة جنونية يركبها الكثيرون، فتنوعت برنامج الحفل بين القديم والحديث.
الحناوي أعادت جمهورها الكبير إلى الزمن الأجمل، زمن العراقة والأصالة والقيم الراقية. والأصوات البراقة والخالدة، بعدما أثرت حياتنا بإبداعاتها وفنها وأغانيها التي رسخت في الوجدان، فتلألأت في سماء الفن على مر الزمان.
جولة عالمية
من ناحية ثانية، كشف مدير أعمال النجمة الكبيرة، السيد بكر الحناوي لصحيفة «الوطن» أنها تستعد لإحياء حفلات عدة خلال شهر آذار في دولة الدومينيكان، إضافة إلى جولة غنائية أخرى تجول فيها بين الولايات المتحدة الأميركية وكندا، على أن يتم الإعلان عن موعد الحفلات في وقت قريب.
التواصل الاجتماعي
دخلت الفنانة القديرة ميادة الحناوي عالم التواصل الاجتماعي من أواسع أبوابه، بعد أن أنشأت لها حسابات رسمية على مواقع «فيسبوك» و«إنستغرام» و«يوتيوب» تضمنت أجمل الصور والذكريات، ومقتطفات من أهم الحفلات في سورية والدول العربية والأجنبية.
ومن المتوقع أن تحصد هذه الحسابات آلاف المتابعات من محبي وعشاق الفن الأصيل في وقت قياسي.
مسيرة حافلة
ولدت الحناوي في الثامن من شهر تشرين الأول عام 1959، وصنفت في الصف الأول بين المطربات العرب، حيث غنت في صغرها وأعاد اكتشافها الموسيقار محمد عبد الوهاب عندما استمع إلى صوتها في إحدى سهراته بمصيف بلودان الذي كان يحرص على زيارته والاستجمام فيه، فأبدى إعجابه الشديد بصوتها الجميل وتم الاتفاق أن تزور مصر لتنطلق منها فنياً وهو ما رفضته ميادة آنذاك معربة عن رفضها لفكرة احتراف الفن.
لاحقاً وبعد وفاة زوجها حضرت إلى مصر بمرافقة أخيها عثمان الحناوي وأقامت بشقة في القاهرة، وجهز الموسيقار محمد عبد الوهاب خصيصاً ألحاناً خاصة لها، وبقيت على مدى نحو العامين، وخلال هذه الفترة كانت تتجهز للانطلاق لعالم الشهرة.
اكتسبت شهرة بعد أن صدرت أغانيها عن طريق الكاسيت وإذاعة أغان مصورة بالفيديو عبر شاشة التلفاز، وكانت تقدم حفلاتها في الكثير من البلاد العربية برفقة فرقة الفجر بقيادة المايسترو أمين الخياط وتذاع وتعرض حفلاتها وأغانيها على المحطات العربية كافة، وكانت الألحان ترسل لها على شريط كاسيت من الملحن وكبار الملحنين العرب والمصريين وتتدرب عليها في دمشق وتسجلها. وعند إتمام الاستعدادات تسافر هي والملحن وفريق العازفين بأكمله للتسجيل باليونان فأصبحت ميادة أشهر المطربات في زمانها.
تعاملت ميادة خلال هذه الفترة مع كبار الملحنين بمصر على رأسهم الفنان الكبير محمد الموجي والذي أطلقت معه أولى أغانيها، وتعاملت أيضاً مع محمد سلطان وحلمي بكر، ولكن كانت انطلاقتها الكبرى مع الموسيقار بليغ حمدي.
أما أغنية «نعمة النسيان» فهي من ألحان الفنان عازف الأكورديون فاروق سلامة الذي كان يعزف في فرقة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ.
غنت ميادة مع بليغ حمدي أروع أغانيها الطربية مثل «أنا بعشقك» و«الحب اللي كان» و«أنا اعمل إيه» و«سيدي أنا» وغيرها من أروع الأغاني التي حققت لها انتشاراً كبيراً بالعالم العربي وأيضاً بين الجاليات العربية بأميركا وأوروبا حيث كانت ترافقها عدسات كبرى المجلات العربية في حفلاتها وعلى رأسها مجلة «الموعد» ممثلة بالكاتب محمد بديع سربية والذي غنت ميادة أيضاً من أشعاره وقال عن نجاحها: «ميادة حققت في ثلاث سنوات ما حققته وردة الجزائرية في ثلاثين عاماً»، علماً أنه أطلق عليها لقب «مطربة الجيل».
مع بداية التسعينيات، بعد رحيل الأب الروحي لميادة بليغ حمدي الذي وهبها آخر لحن له «عندي كلام» من كلمات الشاعر عبد الرحمن الحوتان بدأت ميادة في تغيير جلدها الفني بالتعاون مع الجيل الجديد من الشعراء والملحنين وبدأت بالتعاون مع الموسيقار سامي الحفناوي في ألبوم «غيرت حياتي» الذي شكل بداية غناء ميادة للأغاني الطربية القصيرة وأبهرتنا بتصوير كليب، وهي الأغنية التي حققت انتشاراً بين جيل جديد من الشباب.
توالى بعد ذلك تعاونها مع الملحنين الشباب ومنهم صلاح الشرنوبي الذي أطلقت معه «أنا مخلصالك» و«مهما يحاولوا يطفوا الشمس».
وحرصت ميادة على التعاون مع الملحنين الكبار الذين قدموا لها أجمل الألحان إلى جانب الشباب وأطلقت مع محمد سلطان ألبوم «هو مش أنا» ومع الموسيقار عمار الشريعي «متجربنيش» ومع الموسيقار خالد الأمير الذي عاد للساحة الفنية عام 1998 مع ميادة بألبوم «أنا مغرمة بيك».
في عام 1999 صدر ألبوم «توبة» من ألحان الموسيقار صلاح الشرنوبي وغابت بعدها ميادة لأسباب شخصية.
أصدرت ألبوم «عرفوا إزاي» الذي تم تسجيله عام 2000 وظل يتأجل 4 سنوات كاملة ليصدر في نهاية عام 2004 والذي صورت منه كليباً واحداً.
خلال تلك الفترة أحيت العديد من الحفلات الناجحة في سورية ومصر والعالم العربي، منها حفل قرطاج عام 2005 الذي حضره 13 ألف متفرج.
في عام 2007، أصدرت أغنيتين وطنيتين، الأولى لسورية بعنوان: «يا شام» وتبعتها أغنية مهداة منها للبنان بعنوان: «بيروت يا عروس الشرق» وكلتا القصيدتين من كلمات الشاعر نبيل طعمة وألحان الملحن خالد حيدر.
تبعه في بداية عام 2008 أوبريت في دمشق «يسلم ترابك يا شام» ألحان هيثم زياد وشاركها فيه هاني شاكر ولطيفة وعاصي الحلاني وحسين الجسمي.
الموسيقار السنباطي قال عنها: «يسعدني كما بدأت حياتي مع أم كلثوم أن أنهيها مع ميادة الحناوي» وأعطاها لحن قصيدته «أشواق» ولحن لها رائعته «ساعة زمن».