رياضة

المشاركة السورية في نهائيات أمم آسيا.. عبور دور المجموعات حلم لم يتحقق (3) … دفاع كرتوني أمام الصين وفوزان بعد فوات الأوان 1988

| محمود قرقورا

تكلمنا عن بطولتي 1980 و1984 في استعراضنا لمشاركة سورية في النهائيات القارية واليوم نحط رحالنا عند المشاركة الثالثة التي جرت تصفياتها في نيبال أواخر أيار ومطلع حزيران 1988 واصطدم نسور قاسيون بإيران وكوريا الشمالية وهونغ كونغ والبلد المستضيف نيبال، وتلك كانت المرة الوحيدة التي جاءت فيها سورية قبل إيران ترتيباً فلقي أفراد بعثة المنتخب السوري حفاوة لدى استقبالهم في مطار دمشق في خضم تحضيرهم لمنافسات كأس العرب في الأردن.

منذ المباراة الأولى قطع الكردغلي ورفاقه ثلاثة أرباع الطريق نحو النهائيات عندما غلبوا الكوريين أمام 20 ألف متفرج أُعجبوا بالنزعة الهجومية لمنتخب سورية وصفقوا لهدفي وليد الناصر وعبد القادر كردغلي، الأول برأسية محكمة والثاني بمجهود فردي خلّاق، وأقر الجميع أن المنتخب السوري لم يسرق الانتصار الذي تحقق في الوقت بدل الضائع، بل سيطر سيطرة شبه تامة وتغلب على ظروف الإصابات من خلال عودة الكردغلي لعمق الدفاع بغياب عمار حبيب، ولكن الملك كردغلي أبى إلا التقدم في الثواني الأخيرة ليسجل هدف العدل والإنصاف ومثّلنا في تلك المباراة كل من:

أحمد عيد للمرمى.

راغد خليل وعبد القادر كردغلي وجوزيف ليوس ويوسف هولا للدفاع.

نزار محروس وجورج خوري (حسين ديب) وسعد سعد ومحمد جقلان (وليد أبو السل) للوسط.

وليد الناصر وفيصل أحمد للهجوم.

في المباراة الثانية حقق نسور قاسيون المراد بتعادل إيجابي مع إيران بعدما تبادلا الأفضلية، وجاء التعادل لإيران عندما كان الكردغلي مطروحاً أرضاً واستبدل إثر ذلك، وعقب تلك المباراة أثنت الصحافة النيبالية على منتخب سورية وتوقعت له مركزاً متقدماً في النهائيات ولعب يومها كل من:

أحمد عيد للمرمى.

راغد خليل وعمار حبيب وجوزيف ليوس ويوسف هولا للدفاع.

عبد القادر كردغلي (رضوان عجم) ونزار محروس (حسين ديب) وجورج خوري ومحمد جقلان للوسط.

فيصل أحمد ووليد الناصر للهجوم.

دخل السوريون المباراة الثالثة مع نيبال والمعنويات (باللوج) ففازوا بثلاثية دون عناء رغم الزج بعناصر جديدة وتغيير الشكل من 4/4/2 إلى 3/5/2 وفق التشكيل التالي:

وليد إسلام للمرمى.

عمار حبيب وجوزيف ليوس ويوسف هولا للدفاع.

محمد جقلان وسعد سعد وعبد القادر كردغلي ونزار محروس ورضوان عجم (أحمد الشعار) للوسط.

فيصل أحمد ووليد الناصر للهجوم.

في المباراة الأخيرة أمام هونغ كونغ أكد منتخب سورية قوته وصدارته للمجموعة بهدفين مقابل لا شيء سجلهما الكردغلي ونزار محروس، الأول من ركلة حرة مباشرة مؤكداً نجوميته للتصفيات باقتدار وصدارته للهدافين، والثاني بتسديدة يسارية مسترجعاً ذكريات هدف نهائي المتوسط وأنهى منتخب سورية التصفيات باللاعبين:

وليد إسلام للمرمى.

أحمد الشعار وعمار حبيب وجوزيف ليوس ويوسف هولا للدفاع.

محمد جقلان وسعد سعد (عبد اللـه صديقة) وعبد القادر كردغلي ونزار محروس للوسط.

فيصل أحمد (وليد الناصر) وحسين ديب للهجوم.

سجل التصفيات

26/5/1988: كوريا الشمالية × سورية 1/2 وليد الناصر وعبد القادر كردغلي.

29/5/1988: إيران × سورية 1/1 محمد جقلان.

1/6/1988: نيبال × سورية صفر/3 عبد القادر كردغلي وفيصل أحمد ووليد الناصر.

3/6/1988: هونغ كونغ × سورية صفر/2 عبد القادر كردغلي ونزار محروس.

التحضير للنهائيات

لعب المنتخب ثماني مباريات محلية وأربع مباريات خلال المعسكر الاستعدادي ببلغاريا، إضافة لمباراة مع نادي آرارات السوفييتي بحلب يوم خسرنا 2/3 وسجل لنا أبو السل إضافة لهدف عكسي، واختتمت الاستعدادات بلقاءين دوليين، الأول مع منتخب السوفييت الأول الذي فاز بهدفين يوم 21 تشرين الثاني.

والثاني مع منتخب الأردن بدمشق يوم 25 تشرين الثاني «نوفمبر» وفاز نسور قاسيون بثلاثة أهداف لهدفين رغماً عن أنف الحكم الأردني وسجل أبو السل وسامر درويش وعبد القادر كردغلي.

استسلام مبكر

جاءت المباراة الافتتاحية لمنتخب سورية في النهائيات بمواجهة أبطال آسيا السعوديين مملة في شوطها الثاني بعدما ضمن الأخضر السعودي النتيجة منذ الشوط الأول، حيث لم يقدم بطل المتوسط ووصيف بطل العرب ما يشفع له للخروج بغير الخسارة، لأن التراخي الملحوظ والتخلي عن اللعب الرجولي الذي يميزنا، والهبوط المفاجئ للأداء الفردي والجماعي والاعتماد على المناولات الطويلة التي يتمناها الدفاع السعودي كلها أسباب سهّلت مأمورية حامل اللقب، ولعب في تلك المباراة:

أحمد عيد للمرمى.

عدنان صابوني وجوزيف ليوس وعمار حبيب وسامر درويش للدفاع.

عبد القادر كردغلي ومحمد جقلان وجورج خوري ورضوان عجم (مناف رمضان) للوسط.

وليد أبو السل ووليد الناصر للهجوم.

واختصرت عناوين الصحف السورية المباراة الثانية أمام التنين وأحد العناوين:

ثلاث إبر صينية توجب إعادة النظر بالكرة السورية، وقول أناتولي عقب الخسارة الافتتاحية إن لاعبينا لم يقدموا مستواهم الحقيقي واعداً بالتحسن وسد الثغرات والظهور بمظهر مشرف لاحقاً لم يتعدَ الكلام المعسول والوعود المخدرة للشارع الكروي السوري الذي صُدم بشكل غير مألوف، ليس بسبب الخسارة بل لأن الخسارة تمت خلال ست دقائق بعد مضي 20 دقيقة على البداية وتحوّل همنا الأكبر لتجنب الفضيحة وبدا الطريق لمرمانا سالكاً بسهولة، والأساسيون أمام التنين هم:

أحمد عيد للمرمى.

يوسف هولا وجوزيف ليوس وعمار حبيب وسامر درويش للدفاع.

عبد القادر كردغلي ومحمد جقلان وجورج خوري ووليد أبو السل للوسط.

فيصل أحمد ومناف رمضان للهجوم.

وهكذا فإن السمعة العطرة التي سبقت نسورنا إلى الدوحة جعلت الجميع يفاجأ بطريقة السقوط أمام المنتخب السعودي وانتظروا ردة الفعل أمام الصين، لكن الطامة الكبرى جاءت أكبر أمام وصيف البطولة السابق الذي ظهر اسماً على مسمى فقضى على أحلامنا، وهكذا ثأر الصينيون لخسارتهم في الكويت قبل ثماني سنوات لتنتهي أول مباراتين دون تسجيل وفي شباك أحمد عيد خمسة أهداف.

تبديلات طفيفة قام بها الجهاز الإداري والفني قلبت الأمور إنما بعد فوات الأوان كما سيظهر لاحقاً، ففي المباراة الثالثة دخل منتخبنا لقاء الكويت شكلاً ثانياً كحماسة مباريات الكؤوس وخاصة على صعيد خط الوسط الذي ظهر نشيطاً وخط الدفاع الذي بدا منيعاً ومن ورائه الحارس شكوحي فحافظنا على نظافة شباكنا واستفاد وليد الناصر من تمريرة مناف رمضان فسجل هدفاً انتهى به اللقاء بمشاركة كل من:

مالك شكوحي للمرمى.

عدنان صابوني وعبد اللـه صديقة وعمار حبيب وسامر درويش للدفاع.

محمد جقلان وجورج خوري ونزار محروس (رضوان عجم) ووليد أبو السل للوسط.

وليد الناصر (فيصل أحمد) ومناف رمضان للهجوم.

وجاءت النتائج الأخرى لتنعش آمالنا بالولوج لنصف النهائي ولو من الباب الضيق شرط الفوز على البحرين بنتيجة ساحقة وانتظار خسارة السعودية من الصين، لكن تألق الحارسين حمود سلطان ومالك شكوحي جعل الشباك صامتة طوال 70 دقيقة ولم تهتز إلا من ركلة جزاء للمتخصص وليد أبو السل، ورغم محاولات التعزيز اكتفى لاعبونا بالهدف، فلا نحن وصلنا لحصيلة وافرة ولا السعودية خسرت من الصين، بل فازت ليخرج منتخبنا من الدور الأول بنهاية معقولة أعقبت بداية كارثية، واللافت الثبات في التشكيل الأساسي الذي خلا من الكردغلي والليوس والعيد للمباراة الثانية فلعب كل من:

مالك شكوحي للمرمى.

عدنان صابوني وعبد اللـه صديقة وعمار حبيب وسامر درويش للدفاع.

محمد جقلان (رضوان عجم) وجورج خوري ونزار محروس ووليد أبو السل للوسط.

وليد الناصر ومناف رمضان (فيصل أحمد) للهجوم.

إجمالاً المفاجأة السارة في المتوسط والمفاجأة الطيبة في التصفيات والمفاجأة اللافتة في كأس العرب بعمّان تحوّلت إلى مفاجأة مخيبة في الدوحة، والإبداع الذي ميّز أداء الكردغلي في التصفيات تحول إلى وبال في النهائيات.

سجل النتائج

2/12/1988: السعودية × سورية 2/صفر.

4/12/1988: الصين × سورية 3/صفر.

8/12/1988: سورية × الكويت 1/صفر وليد الناصر.

11/12/1988: سورية × البحرين 1/صفر وليد أبو السل من ضربة جزاء.

البعثة السورية

أحمد عيد ومالك شكوحي للمرمى.

عمار حبيب وجوزيف ليوس وعدنان صابوني وعبد اللـه صديقة ويوسف هولا وسامر درويش وأحمد شعار للدفاع.

محمد جقلان وجورج خوري وعبد القادر كردغلي ونزار محروس ورضوان عجم للوسط.

فيصل أحمد ووليد أبو السل ومناف رمضان ووليد الناصر ونضال قضيماتي للهجوم.

والمدرب السوفييتي أناتولي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن