رياضة

في كرة تشرين… ذهاب دون الطموح وغموض يحيط بالفريق الأول

| الوطن - أدونيس حسن

أنهى فريق تشرين ذهاب الدوري السوري بكرة القدم في المركز الرابع على سلم الترتيب، وسط نتائج متذبذبة وتخبطات مستمرة رافقت الفريق اللاذقيّ حتى أصبحت سمة من سمات موسمه المخيب، ما أبعده عن المنافسة على بطولة الدوري مبكراً.

النسور حققوا 18 نقطة من أصل 33 ممكنة، متأخرين بفارق تسع نقاط عن المتصدر وحامل اللقب الفتوة، ورغم كل المنغصات التي اعترضت طريقهم الإدارية منها والمادية، إلا أنهم ابتعدوا بنقطتين فقط عن الجارين جبلة وحطين صاحبي المركزين الثاني والثالث توالياً، وهو رقم جيد للصُفر مقارنة بما توافر للأزرقين.

عموماً وبنظرة عامة قبل الخوض في التفاصيل، لم يصل حامل لقب الكأس لهدفه المرسوم بداية الموسم، لكون الأحلام طغت على الواقع منذ البداية، وهو ما شكل حالة من الغضب لدى الجمهور، وشكل صورة ذهنية سلبية عن إدارة النادي رغم كل التضحيات المالية، وربما كان الأجدر العمل على قدر المعطيات دون إطلاق الوعود بالمنافسة والتفوق.

يجد كثيرون أن تخلي الفريق الأصفر عن ثائر كروما قبل ساعات من بداية الموسم الحالي، هو خطأ لا يغتفر وقد يكون أول أسباب التعثر في افتتاح الموسم أمام الزعيم، ورغم التعويض بانتصارين على الطليعة والحرية، إلا أن المكتوب كان واضحاً، فالفريق غير مكتمل العناصر ويفتقد للاعبين على مستوى الكم والنوع، وهو ما أوقع الفريق تحت ضغوط أكبر من قدرته على تحملها، فكانت الخسارة أمام الوثبة بمنزلة الإنذار، أتبعه بتعادل إيجابي على أرضه أمام الفتوة وخسارة في البعث أمام جبلة، وضعت الفريق في أسوأ حال قبل الديربي الكبير.

وقد تكون مباراة الديربي أمام حطين هي النقطة المضيئة الوحيدة في ذهاب النسور لهذا الموسم، فالانتصار الذي تحقق بفضل الكاميروني إيكييه والمهاجم كواية يعتبر مفاجأة نظراً لظروف الفريقين المتباينة، ولعل أشد المتفائلين من الجانب الأصفر لم يتوقع الانتصار بعد التأخر بهدف، لكون الكفة أساساً كانت تميل لمصلحة الحيتان، ولكن للديربي عاداته وتقاليده.

هذا التفوق أحيا آمال المنافسة من جديد لدى البحارة، لكن أضغاث أحلامهم تبددت بتعادل سلبي أمام الوحدة أعاد الفريق للواقع المرير وأبرز المشاكل المختبئة خلف عباءة الفوز في الديربي على السطح من جديد، ليدخل تشرين مرحلة لم يعتدها من قبل وأساسها الخلافات بين الكادر الفني واللاعبين من جهة وإدارة النادي من جهة، ولم يشفع للفريق فوزه على الأهلي في اللاذقية بل على العكس أوقفت مستحقاته -المتأخرة أساساً- عقب الهزيمة أمام الكرامة في حمص، وهو ما زاد طين العلاقة المتوترة بللاً.

أما ختام الذهاب فكان أمام الساحل المهزوز، والذي لم يكن نداً حقيقياً لأصحاب الأرض ليحقق تشرين فوزه الخامس هذا الموسم.

هذا الفوز تحقق قبل فترة توقف طويلة بسبب مشاركة منتخبنا الوطني في نهائيات أمم آسيا، ولا شك في أن الأيام القادمة ستحمل معها حلقات جديدة من مسلسل الضياع في البيت الداخلي التشريني، وأولى حبكاتها استقالة وهمية لمجلس الإدارة أول من أمس سرعان ما تبين زيفها، في وقت ينتظر فيه الشارع التشريني تعاقدات توافق طموحه، وتلبي حاجة الفريق وشخصيته المتحدية المتشكلة عبر السنوات الأخيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن