تفصلنا أيام قليلة على دخول التصفيات الآسيوية لكرة السلة المؤهلة للنهائيات وهي مدة غير كافية وباتت ضيقة لإعداد المنتخب الأول بطريقة مثالية تتناسب مع حجم وقوة البطولة، ورغم ذلك لم نر حتى الآن أي تحركات جدية من القائمين على أمور المنتخب ولا حتى بيان هوية المدرب الجديد وكادره الفني والإداري.
رغم أن القرعة أوقعت منتخبنا الوطني لكرة السلة في المجموعة السادسة والتي تضم منتخبات (الإمارات ولبنان والبحرين) وهي منتخبات قوية واللعب معها لن يكون سهلاً، وخاصة أن نتائج مواجهاتنا الماضية تصب في مصلحتها على صعيد المستوى الفني والنتائج الرقمية، وخطف بطاقة التأهل للنهائيات سيكون صعباً في حال بقيت الأمور على حالها بقيت تحضيراتنا متواضعة، وخاصة أن الاتحاد مطالب بتحقيق نتيجة إيجابية مشرقة تنسي عشاق السلة السورية سوء النتائج المريرة التي حققها المنتخب في عهده والتي كانت الأشد إيلاماً على صعيد الحضور الجميل والنتائج الرقمية.
خطة إعداد جيدة
نمني أنفسنا برؤية خطوات جدية وقوية وسريعة لإعداد المنتخب ووضع دراسة فنية لخطة إعداده على أمل تلافي جميع المنغصات والأخطاء التي وقع بها الاتحاد في إعداد منتخباته منذ توليه لمهامه، فالكوادر الوطنية القادرة على العطاء موجودة لكنها مبعدة أو مستبعدة وعلى الاتحاد تصفية النيات ورفع مستوى ثقته بهؤلاء الكوادر ومنحهم كامل حرية العمل في هذا الاستحقاق المهم لأن وجودنا في المحفل الآسيوي بات أمراً ضرورياً من أجل تثبيت مبدأ الحضور على أقل تقدير، لكن طموحات عشاق المنتخب باتت تتطلع لأكثر من تسجيل هذا الحضور الخجول وتحقيق نتائج جيدة، والنتائج الجيدة لن تأتي من عبث، وإنما هي بحاجة إلى خطة إعداد جيدة ومدروسة وتنفيذ صحيح على أرض الواقع بهدف توفير كل المقومات اللازمة للمنتخب في تحضيراته القادمة ورفع يد بعض الدخلاء عن هموم وشجون المنتخب وترك عملية انتقاء اللاعبين بشكل كامل للجهاز الفني للمنتخب.
هوية المدرب الجديد
ساهمت جهود الاتحاد الحالي وعلاقته الطيبة والقوية مع القيادة الرياضية في زرع ثقافة المدرب الأجنبي لمنتخباتنا الوطنية، لكن هؤلاء المدربين لم يتمكنوا من رفع مستوى منتخباتنا لكلتا الفئتين الرجال والسيدات، فخرجت منتخباتنا بنتائج متواضعة وأداء هزيل وتحولت منتخباتنا إلى قط أليف تستبيح سلته جميع المنتخبات، طبعاً لسنا بصدد انتقاد خبرة هؤلاء المدربين فهم من أصحاب الخبرات السلوية العالية لكن فشلهم يعود لعدة أسباب يأتي في مقدمتها التعاقد المتأخر معهم والذي لا يسمح لهم بالمجيء إلى البلاد قبل فترة شهر من أي بطولة، ومتابعة مباريات الدوري في جميع المحافظات وانتقاء اللاعبين بعيداً عن أي محسوبيات أو مصالح شخصية، ومن ثم العمل على تحضير المنتخب عبر برنامج تحضيري جيد، ثانياً لابد من استغلال حالة السخاء المادي التي توليها القيادة الرياضية لمنتخبات السلة وانتقاء اللاعبين المجنسين بطريقة تتناسب مع واقع المنتخب بحيث يتم التعاقد مع لاعب يخدم المنتخب ويكون بمنزلة العقل المفكر للمنتخب والقائد الناجح لا أن يكون عبئاً عليه كما ظهر المحترف الأميركي بيدرسون الذي شارك مع المنتخب في التصفيات الأولمبية الأخيرة التي استضفناها في صالة الفيحاء العام الماضي، ويجب تسليم ملف اللاعبين مستعيدي الجنسية لأشخاص من أصحاب الخبرة الفنية والإدارية وتشكيل لجنة خاصة لهذا الملف وتوفير كل ما يلزم من أجل أن يكون حصاده وفيراً ويسهم في رفع مستوى المنتخب لأن هذا الملف في المشاركة الأخيرة للمنتخب أثبت أن القائمين عليه لا يفقهون أدنى درجات المخاطبة الإدارية، ولم تكن رؤيتهم لمستويات اللاعبين جيدة ما انعكس سلباً على المنتخب، فظهر اللاعبون بصورة متواضعة ساهمت في نتائج غير مرضية، وعلى الاتحاد أن يعود لكوادره الوطنية بعدما أثبتت تجاربه مع المدرب الأجنبي بهذه الطريقة الفجة فشلها ويمنح الثقة لبعض مدربينا لقيادة المنتخب في الاستحقاق القادم وهم قادرون على العطاء وخاصة أنهم يعرفون إمكانات جميع اللاعبين ومن المؤكد أنهم سيوظفونها لمصلحة المنتخب.
خلاصة
المنتخب الوطني وهمومه وشجونه تهمنا جميعاً، وما نطالب به ليس مستحيلاً ولا هو ضرب من الخيال، وننتظر تحركاً سريعاً على أرض الواقع طالما أن الدعم موجود.
أيها السادة من يرد أن يبني منتخباً متطوراً فليبدأ من الروزنامة المستقرة وخطة واضحة تبدأ اليوم وتنتهي بعد خمس سنوات، ولكل منتخب ميزانية وأهداف، والذي يتولى مهام القيادة يجب أن يعرف ما له وما عليه وما هو مطلوب منه وما هو مخصص له، أما أن نخلط الماء بالزيت، ونصر على نجاح الخليط فهو اتجاه يعكس جهل القائمين على شؤون المنتخبات وضعف الإمكانيات الموفرة للمدربين.
فعلا صدق من قال ما أسهل الكلام وما أصعب العمل، فهل سنرى تحركاً جديداً لاتحاد السلة على صعيد المنتخب الأول أما سيبقى الحال على ما هو عليه إلى أن يصل منتخبنا لحد الهاوية ونخرج من المولد بلا حمص بنتائج عقيمة.