قوات الاحتلال نبشت أكثر من 1100 قبر شرق القطاع وسرقت 150 جثماناً … المقاومة تواصل التصدي للعدوان.. وانسحاب إسرائيلي كلي من محافظتي غزة والشمال
| وكالات
واصلت المقاومة الفلسطينية التصدي للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، في ظل ضوء أخضر أميركي مستمر للعدو الإسرائيلي لارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل في القطاع المحاصر، في حين أفاد مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة بأن القوات الإسرائيلية نبشت 1100 قبر في مقبرة التفاح شرق غزة وسرقت منها 150 جثماناً.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الميادين»، أمس السبت، بانسحاب إسرائيلي كُلّي من مناطق محافظتي غزّة والشمال إلى داخل مناطق «الغلاف» باستثناء التوام وأبراج المقوسي، وهي طريق إمداد وانسحاب رئيسي، وشارع 10 ومحيطه الذي يفصل غزّة عن الوسط.
كما لفت إلى أن المقاومة تُشاغل القوّات الموجودة في هذين المحورين، ولا تسمح لها بالتموضع الآمن، ما اضّطرها إلى الانسحاب باتجاه مستوطنة «نتساريم» في محيط غزة.
وأشار المصدر إلى أن مناطق البريج والنصيرات والمغازي والمغراقة وجحر الديك في المنطقة الوسطى تشهد معارك «متوسطة» مع قصف مدفعي إسرائيلي مُكثّف، وتابع إن خان يونس تشهد الاشتباكات الأعنف، ولاسيما محور وسط البلد وشارع جلال وشارع الكتيبة، والتقدّم الإسرائيلي بطيء جداً.
وأضاف المصدر: إنه لا تقدّم لقوات الاحتلال في مناطق خزاعة وعبسان والمناطق الشرقية الشمالية لبني سهيلا بسبب تصدّي المقاومة، وأكد أن رفح تشهد عمليات قصف جوّي مُتقطّعة ولا يوجد فيها توغّل بري، والطلعات الجوية مُستمرة في كل أرجاء القطاع ولكن بوتيرةٍ منخفضة.
وفي سياق عمليات المقاومة، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، أنها تتصدّى للقوات الإسرائيلية المتوغلة في مناطق عديدة من القطاع، وحسب وسائل إعلام فلسطينية أعلنت «كتائب الشهيد عز الدين القسام» أن مقاتليها أَبلغوا، بعد عودتهم من خطوط القتال شرق خان يونس، عن الإجهاز على قوة صهيونية راجلة مكونة من 8 جنود من نقطة صفر بعد إيقاعهم في كمين محكم وسط منطقة بني سهيلا.
كما أجهز مجاهدو القسام على أحد جنود الاحتلال خلال دخوله أحد المنازل لتفقده والاشتباك مع بقية أفراد القوة بالأسلحة والقنابل اليدوية، وتمكن مقاتلو القسام أيضاً من الإطباق على قوة صهيونية راجلة مكونة من 9 جنود تم حصارها والاشتباك معها في أحد الطرقات في منطقة بني سهيلا شرق خان يونس وأوقعوهم بين قتيل وجريح، وبعدها حضر الطيران المروحي لنقل القتلى والمصابين، إضافة إلى تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة صهيونية متحصنة داخل مبنى في منطقة خزاعة شرق مدينة خان يونس وأوقعوهم بين قتيل وجريح، كذلك فجروا دبابة ميركافا صهيونية بعبوة «شواظ» واستهدفوا دبابة أخرى بقذيفة «الياسين 105» في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
بدورها قالت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن مجاهديها خاضوا اشتباكاتٍ ضارية مع جنود العدو الإسرائيلي بالأسلحة الرشاشة وقذائف الـ«ـRPG» في منطقة معن شرق خان يونس في جنوبي قطاع غزّة.
إضافة إلى ذلك، فجّرت كتائب المقاومة الوطنية «قوات الشهيد عمر القاسم»، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عبوةً شديدة الانفجار بإحدى آليات جيش الاحتلال المتوغّلة في محيط محور المحطة في مدينة خان يونس، مؤكدةً إصابة الآلية بشكلٍ مُباشر.
من جانبها، دكّت كتائب المجاهدين تجمّعاتٍ لجنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام صواريخ قصيرة المدى في محاور التقدّم في مدينة غزّة.
وتشهد محاور القتال في خان يونس، جنوبي القطاع، عملياتٍ نوعيةً تنفّذها المقاومة الفلسطينية ضدّ القوات الإسرائيلية المتوغلة.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام أول من أمس الجمعة، أن مجاهديها تمكّنوا من استهداف قوّة إسرائيلية راجلة مُتمركزة داخل أحد المنازل، في منطقة الزنة، شرقي خان يونس، بـ3 عبوات مضادة للأفراد، «رعدية»، وأوقعوا عناصرها بين قتيل وجريح.
وبعد عودتهم من خطوط القتال، شرقي حي التفاح في مدينة غزة، أبلغ مجاهدو «القسّام» عن استهداف 9 آليات إسرائيلية، والاشتباك مع القوات الإسرائيلية الراجلة، بحيث استهدفوها بأسلحة القنص ومضادات الأفراد، وأجهزوا على عدد من الجنود.
وفي إطار التعاون بين الأجنحة العسكرية لمختلف الفصائل الفلسطينية ضمن ملحمة «طوفان الأقصى»، تمكّن مقاومو كتائب القسّام وسرايا القدس، في عملية مشتركة، من استهداف 3 دبابات إسرائيلية من نوع «ميركافا» بقذائف «الياسين 105» و«التاندوم»، في منطقة معن في المدينة.
بدوره، أفاد مراسل الميادين في قطاع غزّة، بأن الاحتلال صعّد اعتداءاته على المنطقة الوسطى في قطاع غزّة، ونفّذ أحزمة نارية هناك، مشيرة إلى أن الدبابات الإسرائيلية انسحبت من مدينة غزّة وأعادت تموضعها بفعل ضربات المقاومة.
في غضون ذلك، أفاد مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة في بيان بأن القوات الإسرائيلية نبشت 1100 قبر في مقبرة التفاح شرق غزة وسرقت منها 150 جثماناً.
وأضاف المكتب في بيانه: رصد المكتب الإعلامي الحكومي جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال خلال حربه للإبادة الجماعية التي يشنها ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وهذه الجريمة هي نبش قرابة 1100 قبر في مقبرة حي التفاح، حيث قامت آليات الاحتلال بتجريفها وإخراج جثامين الشهداء والأموات منها وداستها وامتهنت كرامتها، من دون أي مراعاة لقدسية الأموات أو المقابر.
وتابع: بعد نبش القبور وتجريف المقبرة قام الجيش بسرقة ما يقرب من 150 جثماناً من جثامين الشهداء التي دُفنت حديثاً، حيث أخرجها من القبور وقام بترحيلها إلى جهة مجهولة، ما يثير الشكوك مجدداً نحو جريمة أخرى وهي جريمة سرقة أعضاء الشهداء التي أشرنا لها في بيانات سابقة.
وأشار البيان إلى أن القوات الإسرائيلية نفذت هذه الجريمة أكثر من مرة، وكان آخرها تسليم 80 جثماناً كان قد سرقها من محافظتي غزة وشمال غزة وعبث بها، وسلَّمها مُشوَّهة ودفنت في رفح، رافضاً تقديم أي معلومات حولها، وقد ظهر عليها تغير في ملامح الجثامين في إشارة واضحة إلى سرقة الأعضاء الحيوية من أجساد هؤلاء الشهداء.
وأضاف: ندين هذه الجريمة النكراء التي تدل على وحشية الجيش غير الأخلاقي، كما ونعبر عن بالغ استغرابنا من المواقف الصامتة للمنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة تجاه مثل هذه الجرائم الفظيعة التي يرتكبها جيش الاحتلال من دون أن تحدد موقفها.
وطالب البيان كل دول العالم الحر والمجتمع الدولي بلجم الاحتلال الإسرائيلي ووقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والذي وصل عدد ضحاياه خلال الحرب إلى أكثر من 22700 شهيد إضافة إلى أكثر من 58 ألف جريح.
وأفاد مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة أول من أمس الجمعة بأن 2.4 مليون إنسان في القطاع يواجهون خطراً حقيقياً نتيجة تدمير القوات الإسرائيلية للبنى التحتية.