تكلفة طبق السلطة نحو 32 ألف ليرة … 30 ألف أسرة تعمل في بيوت الزراعة البلاستيكية
| اللاذقية - عبير محمود
لأول مرة تقفز أسعار مكونات «السلطة» بشكل جنوني في أسواق اللاذقية من دون وجود مبررات مقنعة لهستيريا التسعير العشوائي في محال وأسواق خضر متعددة بالمحافظة، وسط مطالب مواطنين بضرورة ضبط الأسعار وتحديد سعر كل مادة بنشرات يومية من الجهات المعنية.
وذكرت أم هادي بأن سعر البندورة تجاوز الحد المتوقع ليتراوح بين 8-9 آلاف ليرة، أما كيلو الخيار فقد وصل إلى 12 ألف ليرة، قائلة: إن هذه المواد كانت تتوافر على «سفرة» (مائدة) أي عائلة وبكل الوجبات سواء الفطور أو الغداء وحتى العشاء، أما في هذه الأيام فلم تعد كذلك بسبب غلائها الفاحش!.
وأضافت إنها صدمت بسعر مادة الثوم، ويتراوح بين 40- 60 ألف ليرة للكيلو وفق نوعه ما اضطرها لشراء 3 رؤوس بحوالي 11 ألف ليرة، والخسة الواحدة بـ3500 ليرة، وقالت إنها باتت تحسب حساباً لتكلفة «طبق السلطة» (جاط السلطة) إذ بات يكلفها نحو 32 ألف ليرة (بندورة وخيار وعدد من حبات الثوم وورق الخس وقليل من الزيت).
وحول أسباب ارتفاع أسعار الخضراوات، قال رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية أديب محفوض لـ«الوطن»: إن السبب الرئيس هو قلة العرض مقابل زيادة الطلب، مبيناً أن الإنتاج قليل في المحافظة بشكل عام.
وأشار محفوض إلى أن ارتفاع مستلزمات إنتاج البندورة والخيار وكل الخضراوات الصيفية في غير موعدها عبر البيوت البلاستيكية يتطلب تكاليف أكثر من الزراعة الموسمية، إضافة لارتفاع أسعار الأسمدة وعدم توافرها وكذلك الأمر بالنسبة للأدوية الزراعية وغيرها من تكاليف أجور وتدفئة.
وأضاف رئيس اتحاد الفلاحين إن تكلفة إنتاج كيلو البندورة تتجاوز 5500 ليرة، ومثلها للخيار، وفي حال مبيع الكيلو بأقل من هذه التكلفة فإنه يكون خاسراً، موضحاً أن الفلاح يبيع الكيلو من هذه المواد بين 6- 7 آلاف ليرة وسطياً، وما يباع بالمفرق لا يستفيد منه الفلاح.
بالنسبة لغلاء الثوم، قال محفوض إن المادة قليلة الزراعة في اللاذقية وتقتصر على بعض المواقع في صلنفة، وعلى ما يبدو أن هناك بعض التجار ممن قاموا بتخزين المادة وطرحوها حالياً في السوق مع زيادة الطلب عليها وقلتها عموماً.
وأشار محفوض إلى أن منتجات البيوت البلاستيكية تتطلب عناية كبيرة وتدفئة خاصة في فترات البرد والصقيع، وأن ارتفاع سعر المازوت مؤخراً سيؤثر في أسعار الخضار بشكل عام، إذ إن الفلاح يحتاج للمازوت في كل المراحل من الزراعة إلى السقاية والنقل إلى السوق، وفي حال لم يتم تأمين المازوت لتدفئة هذه المحاصيل خلال فترات الصقيع فإن مصير هذه المنتجات هو الموت وخسارة الفلاح لرزقه.
ولفت رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية إلى أن أكبر مشكلة تواجه الفلاح هي توفير المازوت، لاعتماده على المادة بشكل كبير، وتأثيرها في جميع مستلزمات الإنتاج وصولاً إلى العبوات والشرائح بكل أنواعها سواء بلاستكية أو فلين وغيرها من التي يتم نقل المحاصيل فيها، ومن المتوقع أن ترتفع بعد رفع سعر المازوت قبل أيام، علماً أن سعر العبوة حالياً 9500 ليرة للفلين، وحوالي 7 آلاف ليرة للشرحة، ويمكن أن تزيد كل عبوة نحو 500 ليرة، وهذه المبالغ ستزيد التكاليف على الفلاح وبالتالي تزيد سعر الخضار على المستهلك!.
وذكر محفوض أن نحو 30 ألف أسرة تعمل في زراعة الخضر في البيوت البلاستيكية والخضار المكشوفة، وذلك على مستوى المحافظة كاملة.