لنتفق بداية أن مهمة منتخبنا الكروي في بطولة الأمم الآسيوية صعبة بكل المقاييس ضمن مجموعته التي تضم منتخبات أوزبكستان وأستراليا والهند.. ويزداد الشعور بالقلق، في الشارع الرياضي، بسبب المرحلة «التدريبية» السابقة، المستمرة منذ قرابة العام، مع المدرب الأرجنتيني كوبر ومساعديه، لأنها لم تحمل نتائج مرضية سواء على مستوى المباريات الودية أم الرسمية، وبالتالي فالانتظار مشوب بحذر له مبرراته الواقعية على الرغم من تمسكنا جميعاً بأمل محمول على رائحة طموح هائم.
ومن اللافت أن المرحلة الماضية، بأكملها تقريباً، كانت قائمة على مفهوم وعملية التجريب في مختلف المباريات، والأمر نفسه ينطبق على المباراة الودية الأخيرة مع منتخب قيرغيزستان، وهذا مؤشر لا يحمل دلالات إيجابية تدعو للاطمئنان وإن كان من المفهوم، ومن المشروع، للجهاز التدريبي أن يقوم بذلك، لكن أن يستمر ذلك إلى ما قبل الأيام القليلة المتبقية لانطلاق البطولة فهو أمر يثير بعض إشارات الاستفهام لوجود لاعبين انضموا حديثاً إلى صفوف المنتخب، ومن الطبيعي السؤال عن مقدرة هؤلاء على تحقيق المطلوب منهم في هذا الوقت القصير.
بكل الأحوال كانت الأمور تسير وفق رؤية المدرب، وقد أشار في مؤتمره الأخير إلى أن اتحاد الكرة قد ذلل كل العقبات المحتملة وقدم ما هو مطلوب منه، وأن رؤية المدرب هو الميزان الأخير و«الدقيق» في وضع القائمة النهائية لخوض المنافسات الآسيوية بها. وبذلك يكون المدرب قد تحمل كامل المسؤولية الفنية في الحد الأدنى، والجميع بانتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة التي نتمنى أن تحمل لنا أول تأهل إلى الدور الثاني من هذه البطولة، هذا التأهل الذي بقي أملاً تائهاً في مشاركات منتخبنا السابقة، وكانت الأخيرة منها أكثر تواضعاً..
نحن كمتابعين ومشجعين ومهتمين أو مختصين ندرك أن مسيرة المنتخب لم تكن بالمستوى المطلوب، وذلك بسبب العديد من الظروف المختلفة التي لم تقدم الكثير من أجل دفع طموحاتنا الكروية إلى الأمام. والدوري المحلي لا يبدو قادراً على تقديم الكثير في هذا المجال، وبعض اللاعبين المحترفين لم يكونوا كما يشتهي الجهاز الفني.. ولفتتنا إشارة المدرب إلى أن اللاعب السوري لا يتأقلم سريعاً مع تعليماته وخططه التدريبية، الأمر الذي يثير العديد من الأسئلة أيضاً..
نحن اليوم أمام امتحان صعب، وطموحنا ما زال معلقاً في أرض الميدان فهل ننتزع التأهل الأول إلى الدور الثاني بجهود الجميع؟