«الصحة العالمية» طالبت بوقف «حمام الدم».. و«إنقاذ الطفولة»: المعاناة لا يمكن تصورها … البابا فرنسيس: «العمليات» الإسرائيلية تسببت بأزمة إنسانية خطيرة في غزة ويجب وقفها
| وكالات
جدد بابا الفاتيكان فرنسيس أمس دعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة وأكد أن العدوان الإسرائيلي تسبب بأزمة إنسانية خطيرة ومعاناة «لا يمكن تصورها»، وذلك بالتزامن مع دعوة منظمة الصحة العالمية إلى وقف «حمام الدم» في غزة.
وفي خطابه السنوي للدبلوماسيين، قال البابا فرنسيس إن السلام أصبح مُهددًا في العالم، بسبب النزاعات الدائرة فيه، وآخرها الحرب في غزة، وطالب بوقف إطلاق النار وإرسال مزيد من المساعدات إلى القطاع.
وأدان بابا الفاتيكان استهداف الأطفال والمدنيين في قطاع غزة، وأكد أن «العمليات» الإسرائيلية تسببت بأزمة إنسانية خطيرة، ومعاناة لا يمكن تصورها، ودعا إلى ضرورة وقف إطلاق نار شامل في غزة وفي منطقة الصراع على الحدود مع لبنان، مؤكداً أن المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة في غزة، يجب أن تحظى بكل الحماية اللازمة.
في سياق متصل، أكد رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على ضرورة وقف «حمام الدم» المستمر في قطاع غزة منذ ثلاثة أشهر، وقال عبر منصة «إكس»: «تلقت منظمة الصحة العالمية تقارير مثيرة للقلق عن اشتداد القتال وأوامر الإخلاء المستمرة بالقرب من مستشفى الأقصى المهم للغاية في وسط غزة»، حسب ما نقلت وكالة «سبوتنيك».
وأضاف غيبريسوس: إن اشتداد القتال أجبر أكثر من 600 مريض ومعظم الأطقم الطبية على مغادرة المستشفى، مشيراً إلى أن أماكن وجودهم غير معروفة حتى الآن وفقاً لمدير المستشفى، ولفت غيبريسوس إلى أن وفداً من منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية زار مستشفى الأقصى، ورأى عدداً هائلاً من الجرحى الذين يتم نقلهم لتلقي العلاج العاجل.
وتابع: «بعد مرور ثلاثة أشهر على هذا الصراع، لا يمكن تصور عدم إمكانية ضمان الحاجة الأكثر أهمية وهي حماية الرعاية الصحية…حمام الدم في غزة يجب أن ينتهي»، وأردف بقوله: «لا توجد مستشفيات تعمل بكامل طاقتها في شمال غزة، حيث تم إلغاء مهمة أخرى لمنظمة الصحة العالمية (أمس)، بسبب المخاطر وعدم الحصول على التصاريح اللازمة، وفي أماكن أخرى من غزة لا يعمل سوى عدد قليل من المرافق الصحية».
بموازاة ذلك، أعلنت منظمة «إنقاذ الطفولة»، البريطانية أمس الإثنين، أن نحو 10 أطفال يفقدون سيقانهم كل يوم في قطاع غزة بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وأوضحت المنظمة، ومقرّها بريطانيا، في بيان لها، أن تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» تفيد بأن ألف طفل في غزة فقدوا أطرافهم، منذ بداية العدوان الإسرائيلي، مضيفة إن معظم العمليات الجراحية وعمليات البتر التي أجريت للأطفال، تمّت من دون تخدير بسبب النقص الحاد في المستلزمات الطبية.
بدوره، قال منسق شؤون المنظمة في فلسطين، جيسون لي، إن معاناة الأطفال في هذا الصراع لا يمكن تصوّرها، ونقل عمّال الإغاثة الدوليون، الذين يزورون القطاع، المأساة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، في ظل العجز عن تلبية الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، في حين شدّد مسؤول في «يونيسيف» على أنه «حتى لو تعافى الأطفال من البتر، فإنّهم لا يهربون من جحيم التهديد بالقتل بسبب القصف الإسرائيلي».
وسبق أن كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن قوات الاحتلال المتوغّلة في قطاع غزة، اختطفت رضيعةً فلسطينية وأطفالاً آخرين ونقلتهم قسراً إلى خارج القطاع، وفي ظل بقاء مصيرهم مجهولاً، طالب المرصد، في بيان، الكيان الإسرائيلي بتسليم هؤلاء الأطفال، ووصف اختطافهم بأنّه شكل آخر لجريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول الماضي في غزة.
وشدّد «الأورومتوسطي» أنه على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته إزاء هذه الجريمة المريعة بخطف أطفال، والتي تأتي في وقت يستمر فيه الاحتلال في الإخفاء القسري لمئات المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة في ظروفٍ غامضة.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزّة، ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع من جرّاء العدوان الإسرائيلي المُستمر منذ السابع من تشرين الأول الماضي، إلى 23084 إضافة إلى نحو 59000 جريج.