متظاهرون إسرائيليون أغلقوا مدخل «الكنيست» مطالبين بإجراء انتخابات فورية … غالانت: نواجه محوراً.. ولواء احتياط: عدم جاهزية الجيش لا تسمح بمواجهة حزب الله
| وكالات
أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أن مصدر قلقه المباشر هو الحدود الشمالية، مشيراً إلى أن الأولوية الآن «ليست الدخول في حرب مع حزب الله»، في حين كشف اللواء في احتياط جيش الاحتلال إسحاق بريك، عن تدهور جاهزية الجيش، نافياً ما يقوله المسؤولون الإسرائيليون عن «جاهزية غير مسبوقة».
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أمس الإثنين، عن غالانت قوله إن وجهة نظره الأساسية هي أن «إسرائيل تقاتل محوراً، وليس عدواً واحداً»، وأضاف إن إيران «تبني قوتها العسكرية من أجل استخدامها ضد إسرائيل»، واردف بالقول إن مصدر قلقه المباشر هو «الحدود الشمالية»، مشيراً إلى أن الأولوية الآن «ليست الدخول في حرب مع حزب الله».
وأضاف غالانت: يجب أن يتمكّن 80 ألف شخص من العودة إلى منازلهم بأمان، لافتاً إلى أنه إذا لم يتم التفاوض على اتفاقٍ لجعل ذلك ممكناً، فإن «إسرائيل لن تتراجع عن العمل العسكري»، على حد قوله.
تصريح غالانت جاء في ظل مواصلة المقاومة اللبنانية عملياتها ضدّ مواقع الاحتلال وجنوده ومستوطناته شمال فلسطين المحتلة، وكان اللافت وصول صواريخ المقاومة إلى8 كيلومترات باستهدافها قاعدة «ميرون» للمراقبة الجوية، وهو ما اعتبره الإعلام الإسرائيلي تطوراً نوعياً في المواجهة القائمة وتصعيداً لافتاً، كون «الاستهداف تجاوز نطاق الـ5 كيلومترات التي تحدّدت بفعل قواعد الاشتباك».
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أول من أمس الأحد، أن نصف سكان مستوطنة «سادِه نحميا»، وتبعد 6 كم عن الحدود اللبنانية، غادروا بسبب ضربات حزب الله، وسلّطت وسائل الإعلام الضوء على أن المستوطنين الذين لم يغادروا «سادِه نحميا» يخشون إجراء مقابلات مع الإعلام، موضحين أن هناك توجيهات من لجنة المستوطنة تمنعهم من الحديث عن الواقع الأمني المُعقّد الذي يعيشون فيه، مع العلم أن مدخل المستوطنة مغلق والمستوطنون لا يخرجون إلا للحالات الضرورية فقط.
وفي وقتٍ سابق، أخلت سلطات الاحتلال، مستوطنات جديدة في شمالي فلسطين المحتلة، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المستوطنات التي جرى إخلاؤها في الشمال لم يجرِ إخلاؤها منذ العام 1948.
بدوره، تحدث لواء في احتياط جيش الاحتلال الإسرائيلي إسحاق بريك عن إخفاقات وثغرات تُعاني منها مواقع جيش الاحتلال في الشمال، الأمر الذي يُمكن أن يسمح لحزب اللـه «بتحقيق سيطرته على المواقع مجاناً تقريباً».
وفي مقال بصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أوضح بريك أن الفجوة الكبيرة في جاهزية الجيش تتكشّف من سوء الاستعداد لـ«السيناريو الإستراتيجي» لمحاولة حزب اللـه تنفيذ خطته للسيطرة على مواقع الجيش في الشمال، ولفت اللواء الإسرائيلي، في هذا الخصوص، إلى أن «الوضع الفعلي في المواقع الأمامية من حيث الأهبة والبنية التحتية يقترب من حدود التسيّب».
واستند بريك، في حديثه عن انعدام جاهزية جيش الاحتلال، إلى وثيقة تقرير كتبها جنود «سرية الاحتياط» الذين خدموا في مواقع عند «خط زرعيت» على الحدود الشمالية، قبل 3 أشهر من اندلاع الحرب في قطاع غزة، واصفاً الوثيقة بأنها «صادمة».
وجاء في الوثيقة التي كتبوها: إن «التهديد الذي يأتي من الجبهة اللبنانية هو محاولة سيطرة قوات مشاة حزب اللـه (قوة الرضوان) على عدد من المواقع والمستوطنات على طول الحدود كإنجاز إستراتيجي في الحرب»، لكن، حسب الوثيقة، فإن «هذه المواقع، ليست غير جاهزة على مستوى مناسب للتهديد فحسب، بل هي أيضاً غير مستعدة للقتال إذا ما تحقّقت سيناريوهات أقل خطورة بكثير، مثل عمليات أسر أو تسلّل».
وأشارت الوثيقة، في هذا الإطار، إلى أن «مستوى التأهّب منخفض بشكل كبير مقارنةً بالحدود الأكثر خطورة في إسرائيل»، معتبرةً أن «الاستعراض بشأن جاهزية الجيش يشير إلى وجود العديد من الثغرات في هذا الخصوص».
وفي تفاصيل هذه الثغرات، فإن المواقع الأمامية في الشمال تُعاني من «الاعتماد على وسائل تكنولوجية غير موثوقة، والإهمال المتطرف للاستنفار العملياتي للمواقع»، كما أن «عناصر حزب اللـه يعرفون مواقع الجيش الحدودية أفضل بكثير من الجنود الإسرائيليين».
إضافة إلى ذلك، فإن «القادة الإسرائيليين يتجاهلون تحذيرات المجنّدات الموكل إليهن مهمّة الرصد على الحدود الشمالية»، إذ كشف تحقيق للصحفي الإسرائيلي ألموغ بوكر «تجاهل القادة الإسرائيليين الإنذارات الأمنية التي أرسلناها، والتي تحقّق بعضها، وذلك بالضبط ما حصل مع تقارير الراصدات قبل هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023».
وعقّب بريك على هذه الوقائع، قائلاً: إن كل هذه الإخفاقات لم يجرِ تصحيحها، ولا حتى استخلاص الدروس منها، إذ لم يتغيّر شيء نحو الأفضل فحسب، بل على العكس من ذلك، استمر التدهور بكامل قوته، ويستمر حتى يومنا هذا، وختم بريك بالقول: «هذا هو الجيش الذي يتحدث الآن عن مهاجمة حزب اللـه وعن إبعاده إلى نهر الليطاني».
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية بأن تقييماً استخبارياً أميركياً وجد أنه سيكون من الصعب على إسرائيل أن تنجح في حرب ضد حزب اللـه وسط الحرب المستمرة على غزة.
في غضون ذلك، أغلق عشرات المتظاهرين الإسرائيليين المدخل الرئيس لـ«الكنيست»، أمس الإثنين، داعين إلى إجراء انتخابات فورية، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الانتقادات تجاه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نظراً لإخفاقه في إدارة الحرب وعجزه عن إعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وتشير استطلاعات الرأي إلى فقدان المستوطنين ثقتهم بنتنياهو، بحيث يؤيد معظمهم إجراء انتخاباتٍ جديدةً فوراً بعد إيقاف الحرب على غزة،
وفي وقت سابق، انتقدت العضو في الكنيست الإسرائيلي عن حزب «هناك مستقبل»، ميراف بن آري، الحكومة الإسرائيلية الحالية، واصفةً إياها بـ«الأسوأ» منذ إنشاء إسرائيل، وأشارت إلى الإدارة السيئة لحكومة نتنياهو للحرب في غزة، مؤكدةً في الوقت نفسه، أنه «لا يمكن التغاضي عن إخفاقات هذه الحكومة حتى قبل الحرب»، وأضافت: أثناء الحروب، يتّحد الرأي العام خلف الحكومة، لكن في إسرائيل هناك 70 بالمئة يريدون من نتنياهو أن يذهب.
في المقابل، يصرّ رئيس الحكومة الإسرائيلي على البقاء في منصبه، بحيث أكد السبت الماضي، لدى الحديث عن احتمال استقالته، أن «الأمر الوحيد الذي يشغله هو كيفية التخلّص من حماس في قطاع غزة»، مشيراً إلى أن «الحرب ستستمر أشهراً طويلة»، وهو ما يشير إلى إخفاقه في تحقيق أهداف الحرب.
في حين أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الإثنين، أن التصعيد المتواصل على «الحدود الشمالية» يزيد من حالة القلق لدى السكان الذين يقطنون بمحاذاة الشريط الحدودي وخاصةً على الجانب الاقتصادي، إذ ذكرت قناة «مكان» الإسرائيلية، أن التراجع الكبير في المبيعات والمدخولات التي تشهدها المحال التجارية على «الحدود الشمالية» منذ اندلاع الحرب يبدو واضحاً، إذ وصلت نسبة الانخفاض في المبيعات إلى أكثر من 70 بالمئة.
ويواصل اقتصاد الاحتلال تسجيل خسائر فادحة بسبب استمرار الحرب على غزة، إذ أفاد الإعلام الإسرائيلي بأنّه تمّ إنفاق نحو 60 مليار دولار حتى الآن من دون احتساب المجهود الحربي.