شهداء العدوان تجاوزوا الـ23 ألفاً.. المقاومة تؤلم الاحتلال.. والأخير يقر: اليوم الأقسى منذ بداية الحرب … تحرك غربي متسارع لإنهاء الحرب والعدو يتحدث عن مرحلة ثالثة طويلة الأمد!
| الوطن
في اليوم الرابع والتسعين على حرب الإبادة لم يتبدل مشهد الميدان، وواصل العدو ارتكاب المجازر التي زاد عدد ضحاياها إلى أكثر من 23 ألف شهيد، فيما شكلت التحركات السياسية الغربية وعلى رأسها الأميركي، المتغير الأبرز خلال الساعات الماضية، حيث تُسابق التصريحات والمواقف تطورات الميدان محاولة ضبط إيقاع التصعيد ومنع انتشاره في غير المآلات والحدود التي يتمناها الغرب.
وسُجل أمس ارتفاع في وتيرة التصريحات الغربية المؤيدة لوقف إطلاق النار في غزة، فبعدما كشف السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري عن تلقي بلاده رسالة من الولايات المتحدة عبر وفد خليجي من أجل حل المشكلة في المنطقة برمتها وليس فقط لتسوية جزئية في الصراع، دخلت إيطاليا على خط التصريحات الغربية المؤيدة للتهدئة وكشف وزير خارجيتها أنطونيو تاياني أن دول مجموعة السبع تبحث مع إسرائيل سبل ما سماه إيجاد مخرج من المرحلة العسكرية للنزاع في قطاع غزة.
وحسب الخارجية الإيطالية دعا تاياني نظراءه من بريطانيا وفرنسا هاتفياً لتحديد الأشكال العامة للضغط على مستوى مجموعة السبع على أطراف الأزمة في الشرق الأوسط.
وحسب قوله، فإن هذه الأهداف تهدف إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين والضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء العملية العسكرية في غزة.
وقال الوزير الإيطالي: «هذا يجب أن يعطي قوة للاحتمال الصعب ولكن الحتمي لحل الدولتين».
من جهته، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس مباحثات بخصوص التطورات في غزة في كل من الإمارات والسعودية، وأوضحت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلال اللقاء استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين السعودية والولايات المتحدة، ومجالات التعاون المشترك وسبل تطويرها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، وأضافت: إنه جرى تبادل الآراء حول تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار، خاصة مستجدات الأحداث في غزة ومحيطها والمساعي بشأنها.
بلينكن وفي وقت سابق أمس، ناقش في اجتماع جمعه في السعودية مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل جهود منع اتساع الصراع.
وقبيل وصوله إلى تل أبيب، أطلق وزير الخارجية الأميركي تصريحات لافتة أعلن فيها أن هناك حاجة إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، ويجب أن تكون الضفة الغربية وغزة موحدتين تحت قيادة فلسطينية، وأضاف: «أتوجه لإسرائيل وسأتحدث إليهم بشأن مستقبل الحملة العسكرية في غزة»، معتبراً أن التصعيد ليس من مصلحة أي طرف سواء إسرائيل أم لبنان.
بالتزامن تصل وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إلى بيروت اليوم حاملة من تل أبيب مقترحاً إسرائيلياً بنشر قوات ألمانية على الحدود مع لبنان بصلاحيات عسكرية حسب مصادر لبنانية تحدثت إليها قناة «سكاي نيوز عربية»، حيث شددت المصادر على أن «الجانب اللبناني يرفض المقترح الإسرائيلي بنشر قوات طوارئ بصلاحيات عسكرية».
التحركات السياسية المتسارعة تزامنت مع ما كشفته طهران على لسان سفيرها في دمشق حسين أكبري من أن واشنطن أرسلت لإيران وفوداً من أجل عدم توسيع رقعة الصراع، وأوضح قائلاً: «قبل عشرة أيام تلقينا رسالة من أحد البلدان الخليجية التي أرسلت وفدها إلى إيران حاملاً رسالة من جانب الأميركيين من أجل حل المشكلة في المنطقة برمتها وليس فقط لتسوية جزئية في الصراع».
بالتوازي، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ94 ولاسيما على المنطقتين الوسطى والجنوبية، مرتكباً المزيد من المجازر بحق المدنيين ما أدى إلى تجاوز عدد الشهداء الـ23 ألفاً، على حين أوضحت الأمم المتحدة أن نسبة عدد النازحين داخل القطاع بلغت 85 بالمئة من إجمالي السكان، حيث تضطر العائلات إلى الانتقال بشكل متكرر للبحث عن السلامة، فيما أكدت وزارة الصحة في القطاع أن المجاعة والجفاف والأوبئة تشكل مثلث الموت الذي يحاصر 1.9 مليون نازح في أماكن الإيواء بقطاع غزة.
من جانبها واصلت المقاومة تصديها للعدوان وأعلنت أمس عن قصف تل أبيب برشقة صاروخية، وقنص جندي إسرائيلي، وإيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح في حين كانت تحاول إطلاق أسير إسرائيلي في خان يونس جنوب قطاع غزة.
بالمقابل كشفت مصادر إسرائيلية عن مقتل 9 ضباط وجنود وإصابة آخرين في هجومين منفصلين خلال معارك قطاع غزة في الـ24 ساعة الماضية وقالت المصادر: إن أحد الهجومين ناجم عن انفجار ذخيرة بشاحنة وأدى لمقتل وإصابة جنود والآخر نتيجة قصف مبنى فيه جنود جنوبي القطاع.
ووصفت المصادر الإسرائيلية ما جرى أمس بأنه «اليوم الأقسى على الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب».
وعلى الجبهة اللبنانية استهدف حزب اللـه أمس بالأسلحة المناسبة والصواريخ تجمعات لجنود الاحتلال الإسرائيلي في العديد من مواقعهم على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وأوقعهم بين قتيل وجريح، بعد أن هاجم «موقع رويسات العلم ومحيط موقع بركة ريشا» بنيران أسلحته مرتين على التوالي، وحقق إصابات مباشرة في موقع «حدب البستان»، على حين زفت المقاومة القيادي في الحزب وسام حسن طويل «الحاج جواد» شهيداً على طريق القدس.
وأمام صمود المقاومة ومراوحة العدو، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت أن كيانه يتجه إلى المرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة والتي ستشهد خفضاً لمستوى العمليات العسكرية المكثفة والانتقال نحو العمليات الخاصة، لكنها ستكون مرحلة أطول من المرحلتين السابقتين.