لو افترضنا أن حكومتنا قررت الاعتماد على برامج الذكاء الاصطناعي لمساعدتها باتخاذ القرارات فما النتائج المتوقعة؟
معظمنا بات يملك فكرة أولية عن آليات برامج الذكاء التي يمكنك أن تقدم لها فكرة أو سؤالاً وتطلب منها إجابة أو تطويراً للفكرة من أبسط الأسئلة إلى أعقد الأفكار.
و كلما كانت الأسئلة محددة فاحتمال الحصول على إجابات يكون أكثر دقة.. وحتى الآن ما زال هذا المجال في بداياته ولم يصل لحالة مثالية، وسيكون هناك على الدوام نواقص من نوع ما يجتهد العلم في تلافيها.
اقتراحي… أن يكون في كل وزارة قسم للذكاء الاصطناعي، يقدم هذا القسم المعلومات والأسئلة لبرامج الذكاء ويقوم متخصصون بترتيبها وتحليل ما جاء فيها، حيث تقدم استشارة علمية للوزير قبل اتخاذ القرارات.
المجالات كثيرة التي أصبح الذكاء الاصطناعي يقدم فيها مهام جليلة، وثمة تقدم متسارع في هذا المجال ويمكن اعتبار الموضوع شراكة بين الإنسان والآلة، وهذه الشراكة قادرة على تحسن كبير في جودة القرار.
ما يمكن أن يقوم به أي وزير هو طلب استشارة من برامج الذكاء قبل اتخاذ القرار مع شرط ضروري أن يقدم بيانات ومعلومات صحيحة، في هذه الحالة قد تكون برامج الذكاء أفضل بكثير من بعض المستشارين.
الشرط الضروري واللازم أن تكون المعلومات صحيحة وإلا فإن الاستشارة ستكون خاطئة حتماً.
ليس فقط برامج الذكاء تساعد في تقديم اقتراحات لقرارات إنما يمكن أن تخطط للمستقبل في معظم القطاعات من التحفيز الاقتصادي إلى التخطيط للمدن والفنون وإدارة المشافي وغيرها من اليوميات التي تتعلق بالإدارة العامة.
لا أظن أن الفكرة تروق لكثير من الوزراء.. وأصلاً التنمية الإدارية لن تسمح بإضافة قسم الذكاء الاصطناعي إلى الوزارات، لكن مهمتنا أن نقدم اقتراحاتنا سواء أخذ بها أم لا..!!
دعونا نقدم أمثلة للاستئناس..
لو سألنا أي برنامج ذكاء اصطناعي عن متوسط الرواتب في سورية مقارنة مع حد الفقر العالمي فماذا يمكن أن يقترح؟
لو سألناه عن قرار السماح بتصدير مادة معينة ما القرار الذي يدعمه؟
إن أردنا الوصول إلى تأمين صحي للفقراء فما التكاليف المتوقعة؟
دعونا نذهب أبعد من ذلك، لو كان لدينا روبوت ذكاء اصطناعي برتبة وزير ويحضر جلسة مجلس الوزراء.. ما توقعاتنا لرد فعله على قرارات ومداخلات زملائه الوزراء!؟
كلها أسئلة ليس بريئة مع سبق الإصرار والترصد.
أقوال:
– الذكاء هو أن تترك ما لا يفيدك إلى ما يفيدك.
– المزاج كثيراً ما ينتصر ويتمرد على قرارات العقل.
– عندما تتخذ القرار الصحيح فلا تبالِ لقلبك، تألّم يوماً، شهراً، بقرار عقلي صحيح، أفضل من أن تتألم طوال حياتك بقرار خاطئ من قلبك.