تشكيلية تختار النحت عالماً لها … رولا بريجـاوي لـ«الوطن»: في هذا العالم ما يكفي من القبح كي نحاربه بالجمال
| إسماعيل مروة
النحت بما يحمله من مدلولات وإبداع، يستهوي فئة قليلة من التشكيليين، وقليلاً ما نجد فنانة تشكيلية تجنح إلى عالم النحت لما فيه من مشقة، وابتعاد عن العرض الجداري المعتاد، التشكيلية الأكاديمية رولا بريجاوي أخلصت للنحت، وأعطته وقتها وجهدها، وترى فيه عالمها، إضافة لإسهاماتها في الصورة والتوثيق، ترنو إلى الجمال الإنساني لتشخيصه وتقديمه في منحوتات تحمل هويتها وطابعها.. «الوطن».. التقت الفنانة رولا واطلعت على إسهاماتها النحتية والفنية عموماً.
• ما الأشياء التي تلفتك للقيام برسمها أو نحتها؟
مشاعر الإنسان، والمرأة على وجه الخصوص التي هي الوجه الأنثوي للإنسانية هي أكثر الموضوعات التي تستفز إحساسي للتعبير عنها عبر حركات بعض أجزاء الجسد. فلغة الجسد هي إحدى أصدق وسائل تعبير الإنسان عن مكنوناته ولذلك أعبّر عنها بالفن التشكيلي عندما تضيق مساحة الكلمات عن وصف شعور الكائن الإنساني وما يمر به من حالات.
• هل تقتصر موضوعاتك على مكونات الجمال؟
في هذا العالم ما يكفي من القبح كي نحاربه بالجمال ونركز عليه بالعمل الفني في محاولة لاستمرار التوازن على كوكب الأرض الجميل الذي أثر عليه الإنسان سلباً. لكني بالمقابل أؤيد التعبير عن القبح بعمل متقن وجميل فنياً يخدم الفكرة التي يجب الإضاءة عليها.
• أيهما يجذبك أكثر الطبيعة أم الإنسان؟
الإنسان والطبيعة كلٌّ متكامل ولا انفصال بينهما.. كلاهما مرآة الآخر بأشكال متعددة. وأنا حالياً في مرحلة التحضير لأعمال فنية عن الطبيعة التي نفتقدها في زحمة المدن.
• ماذا عن مشاركاتك ومعارضكِ داخلاً وخارجاً؟
لي مشاركات في ألمانيا ودمشق، لكن المشاركة أو إقامة معرض فردي لا يعد حدثاً مغرياً بالنسبة لي، شخصياً أفضل عرض أعمالي على مجموعة محددة من المتذوقين للفن عبر النت أو عبر الحضور المباشر وأن نتبادل الرأي بالأعمال وأسمع قراءاتهم المختلفة للعمل والتي لا تتشابه غالباً فيما بينها ولا حتى مع قراءتي وهنا تكمن المتعة في هذا النوع من العرض.
فعموماً متذوقو العمل الفني الحديث والمعاصر تحديداً أصبحوا قلائل.
• هل يجد الفن اليوم مقتنياً ومتذوقاً؟
يرتبط الفن بالحضارة والإنسانية والتأريخ والثقافة العالمية وهو إحدى لغاتها.. ولهذا سيبقى دوماً هناك مقتنٍ ومتذوق رغم قلة عددهم وقلة الإمكانيات أحياناً وبرغم أن اقتناء العمل النحتي في البيوت ما يزال ثقافة غير سائدة في البلاد العربية. أيضاً بعض تجار الفن قد أثروا سلباً على المقتني والمتذوق الأصيل حيث جعلوا العمل الفني سلعة أكثر مما هو قيمة مضافة.
• أيهما أكثر إمتاعاً لك الرسم أم النحت ولماذا؟
النحت هو الأكثر إمتاعاً.. فهو يرتبط بتشكيل الصلصال والمعجونة بالأصابع في طفولتي، ومن صفات النحات أنه رسام قوي لكون النحت يتطلب العمل ثلاثي الأبعاد ولهذا يصبح النحت هو الأعلى تعبيراً وديمومة في عالم الفن التشكيلي والأكثر تحدياً فيه أيضاً لكونه يضم عدداً قليلاً من المنحوتات.
• مشروعاتك التي تنشرينها على صفحتك هل ستتحول إلى مشروع نحتي كما توحي؟
طبعاً كل ما رسمته بالإمكان أن يكون عملا نحتياً، لكني أرى أن بعض الحالات الإنسانية يكون فنياً التعبير عنها أجمل كلوحة والعكس صحيح. ولهذا قد نوعت بينهما.
• من هم النحاتون الذين تقتدين بهم؟
لا اقتدي بأحد بل أتأثر ثقافياً وبصرياً بأي عمل جيد ومميز لأي اسم كان مشهوراً أو هاوياً. فلكل عمل جيد قيمته التي يفرضها بغض النظر عن اسم الفنان.
السيرة الذاتية
رولا بريجـاوي (فنانة تشكيلية)
مواليد دمشق/ سورية، خريجـة كلية الفنـون الجميلة- جامعة دمشق- قسـم النحت، مشاركة بعدد من المعارض التشكيلية داخل وخارج سورية. وأعمالي مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية. إضافة إلى عدد من الجوائز في معارض الفنون التشكيلية للشباب 2003 و2005.
مسـاعدة إخراج مع المخرج السينمائي نبيل المالح في عدد من الأفلام التي تتناول قضايا المرأة.
كاتبـة سينـاريـو ومخـرجـة للأفلام الوثائقية التــاليـة:
النحـات العالمي مصطفي علي/ 2008.
عازف البيانـو البروفيسور غـزوان زركلي/2008.
فيلم قصير في مسابقة أدونيا/حفل توزيع جوائز الدراما السورية 2008.
فيلم ( من السماء) لمصلحة معهـد العالم العربي – بـاريس. / 2009
سلسلة من 13 حلقة بعنـوان (أسرار للنشـر) عن أسرار وخفـايـا العمل التلفزيـونـي والمهن المختلفـة وراء مـا نشـاهـده. (إعداد وتقديم – إخراج – إنـتـاج) – 2009.
فيلم بقعة طين ( إنـتاج – إعداد – تصوير وإخـراج) – 2010. تم العرض الأول للفيلم في مهرجان الشباب – إيطاليا
– فيديو كليب – لأغنية بعنوان شمس أم قمر 2009.
– سيناريو وإخراج الفيلم الروائي القصيـر (فتاة الشاحنة). إنتاج المؤسسة العامة للسينما / 2016.
– الفيلم الروائي تساقط إنتاج المؤسسة العامة للسينما. / 2016.