وصفت 2023 بعام الإبادة الجماعية بحق الأطفال الفلسطينيين على يد الاحتلال … «الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال»: ثمانية آلاف استشهدوا في غزة و121 في الضفة
| وكالات
أكدت جمعية «الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال»، أن ما لا يقل عن 8 آلاف طفل فلسطيني استُشهدوا في قطاع غزة، و121 في الضفة الغربية بما فيها القدس، العام الماضي، واصفة عام 2023 بعام الإبادة الجماعية بحق الأطفال على يد الاحتلال الإسرائيلي.
وفي بيان لها أوردته أمس وكالة «وفا» أشارت الحركة العالمية إلى أن معدل قتل الأطفال على يد الاحتلال العام الماضي «غير مسبوق»، ما يدل على أنهم أهداف رئيسة للعدو، كما أنه من المتوقع ارتفاع عدد الشهداء الأطفال بشكل كبير خاصة في قطاع غزة، في ظل وجود الآلاف من المفقودين، فضلاً عن منع دخول الغذاء والمياه والوقود والإمدادات الطبية، وقطع الكهرباء، والاستمرار في شن هجمات عشوائية ومباشرة على المباني السكنية والبنية التحتية المدنية مثل المستشفيات والمدارس والمخابز ومحطات المياه والأراضي الزراعية.
ولفتت الحركة العالمية، إلى أن نظام الرعاية الصحية في غزة انهار بالكامل، إذ تحاصر قوات الاحتلال المستشفيات الكبرى، وتجبر الأطباء والمرضى على الإخلاء تحت تهديد السلاح، وتهاجم البنية التحتية للرعاية الصحية.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 23210 وزهاء ستين ألف مصاب حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال، إضافة إلى أكثر من 7000 شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض، علاوة على نزوح نحو 85 بالمئة من فلسطيني القطاع، حيث يقيم أغلبهم في 156 منشأة تابعة للأونروا، معظمها من المدارس.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالات قياسية من الإسهال ناجمة عن نقص مياه الشرب النظيفة، وحذرت من احتمال انتشار وباء الكوليرا بسرعة، وهناك أيضاً تقارير حديثة عن احتمال تفشي التهاب الكبد A، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وفي بيانها تابعت الحركة العالمية: قتل جنود الاحتلال والمستوطنون 121 طفلاً في الضفة العام الماضي، منهم 81 منذ السابع من تشرين الأول الماضي، إذ قُتل 100 وطفلان بالذخيرة الحية، على حين قُتل 19 طفلاً بهجمات جوية في شمال الضفة، 14 منهم في هجمات بطائرات من دون طيار (مُسيّرات)، وأربعة بصواريخ أطلقتها مروحية هجومية من طراز «أباتشي»، وطفل واحد في غارة جوية لطائرة حربية إسرائيلية.
ولفتت إلى أن هجمات المستعمرين تترافق مع إطلاق النار والاعتداء بالضرب والرشق بالحجارة، وتؤدي في بعض الأحيان إلى وقوع شهداء وإصابات في صفوف المواطنين، وأكدت أن 91 بالمئة من التحقيقات التي فتحتها سلطات الاحتلال في اعتداءات المستعمرين بحق المواطنين، تم إغلاقها من دون تقديم لوائح اتهام.
ويمنع الاحتلال بشكل روتيني المسعفين ومركبات الإسعاف من تقديم المساعدة إلى الجرحى الفلسطينيين، بمن في ذلك الأطفال، ووثّقت الحركة العالمية العام الماضي 38 حالة منعت فيها قوات الاحتلال مركبات الإسعاف والمسعفين من الوصول إلى المصابين، واحدة منها كانت حالة الطفل محمود خالد محمود أبو الهيجا (17 عاماً) الذي أصيب برصاصة في البطن أثناء وقوفه أمام نافذة داخل منزل عائلته في حي الزهراء، جنوب مخيم جنين.
فقد أطلق قناص إسرائيلي كان يتمركز في مبنى على الجانب الآخر من الشارع من مسافة تقدر بـ300 متر النار صوب الطفل أبو الهيجا عند منتصف الليل، ثم اقتحمت قوات الاحتلال شقة عائلته وفتشتها، واستولت على الهاتف الخليوي للطفل وبطاقته الشخصية، في حين اتصل والده بمركبة إسعاف، وعندما وصلت مركبة الإسعاف إلى خارج المبنى، فتش جنود الاحتلال المسعفين، ومنعوهم من الوصول إلى الطفل أبو الهيجا لنحو 40 دقيقة، وفي نهاية المطاف، نقلت مركبة الإسعاف الطفل إلى مستشفى الرازي، حيث أعلن استشهاده نحو الساعة الواحدة فجراً.
وعلى صعيد الاعتقالات واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عام 2023 اعتقال الأطفال وتعذيبهم ومحاكمتهم في المعتقلات العسكرية بشكل تعسفي، وقدرت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال أن الاحتلال اعتقل شهريا خلال العام الماضي ما معدله 165 طفلاً.
وتعتقل قوات الاحتلال الإسرائيلي سنوياً ما بين 500 إلى 700 طفل، وتحاكمهم في محاكم عسكرية، وعادة ما يصل الأطفال إلى التحقيق مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين، ويتعرضون للإساءة اللفظية والتهديدات والعنف الجسدي والنفسي، الذي يصل في بعض الحالات إلى مستوى التعذيب.
وأكدت الحركة العالمية أنه من خلال شهادات 75 طفلاً اعتقلهم الاحتلال من الضفة، بما فيها القدس، العام الماضي، تبيّن أن 61 بالمئة منهم تعرضوا للعنف الجسدي بعد الاعتقال، و96 بالمئة كانوا مقيدي الأيدي، و88 بالمئة كانوا معصوبي الأعين، و47 بالمئة تم اعتقالهم من منازلهم في منتصف الليل، على حين واجه 69 بالمئة الإساءة اللفظية أو الإذلال أو الترهيب، و65 بالمئة خضعوا لتفتيش عارٍ مرة واحدة على الأقل، و72 بالمئة تم حرمانهم من الغذاء والماء الكافيين، و65 بالمئة لم يتم إعلامهم بحقوقهم بشكل صحيح، و97 بالمئة تم استجوابهم من دون حضور أحد أفراد الأسرة، و95 بالمئة لم يتم إبلاغهم بسبب اعتقالهم، و43 بالمئة عُرض عليهم أو وقعوا على وثائق باللغة «العبرية»، بينما تم عزل 24 بالمئة منهم في الحبس الانفرادي مدة يومين أو أكثر.
وبلغ متوسط الوقت الذي تم فيه عزل الطفل المعتقل في الحبس الانفرادي خلال العام الماضي 26 يوماً، وفقاً للأدلة التي جمعتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، على حين بلغت أطول فترة حبس انفرادي خلال العام ذاته 40 يوماً، وفيما يتعلق بالاعتقال «الإداري»، اعتقلت قوات الاحتلال ما لا يقل عن 45 طفلاً إدارياً خلال عام 2023.
ومنذ السابع من تشرين الأول الماضي، اعتقل الاحتلال أكثر من 200 طفل، على حين أفرج عن 130 طفلاً كجزء من اتفاق الهدنة في تشرين الثاني الماضي، منهم 17 طفلاً كانوا رهن الاعتقال «الإداري».