شكك بقدرة الكيان على تحقيق أهدافه المعلنة في غزة مع احتفاظ المقاومة بقدراتها … إعلام العدو: نتنياهو حكم على إسرائيل بحرب لا نهاية لها
| وكالات
تحدثت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية أمس عن إخفاق الكيان الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المعلنة من العدوان على غزة وعدم استعداده لحرب مع حزب الله، في حين سلطت صحيفة «هآرتس» الضوء على قدرات المقاومة الفلسطينية التي ما زالت قادرة على ضرب عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عنونت المقال الأول على صفحتها الأولى أمس بـ«ما الذي يحدث لنا.. كيف نخرج من الحفرة التي سقطنا فيها»، إذ تحدثت في هذا المقال، عن إخفاق «إسرائيل» في تحقيق أهدافها المعلنة بشأن العدوان الذي شنّته على قطاع غزّة والمستمر منذ 7 تشرين الأول الماضي، كما تحدثت عن عدم استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله، ووصفت الوضع بـ«السقوط في الحفرة».
وقالت الصحيفة: إن «إسرائيل تقف في القاع وتناقش كيف ستقضي على العدو، بينما من غير الواضح كيف نعيد الأسرى، وننهي الحرب»، وذكرت أنه «بعد ثلاثة أشهر، كل ما يمكنهم أن يعدونا به (القادة الإسرائيليون)، هو المزيد والمزيد من الحرب»، مشيرةً إلى أنه يوم (أول) من أمس الإثنين، كان «يوماً صعباً» بالنسبة إلى جيش الاحتلال، و«كان الثمن باهظاً»، في إشارة إلى مقتل 9 ضباط وجنود وإصابة آخرين في عمليتين منفصلتين خلال معارك قطاع غزة خلال 24 ساعة، وإلى استهداف «تل أبيب» برشقات صاروخية.
وأضافت الصحيفة: إن «الإسرائيليين يبحثون عن حل، أما حكومتهم فلديها قصة مختلفة»، وأشارت إلى أن «رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعلن أهدافاً لا يمكن تحقيقها، وبالتالي حكم على إسرائيل بحرب لا نهاية لها».
وأوردت «يديعوت أحرونوت» في مقالها، أنه «في 7 تشرين الأول، سقطت إسرائيل في حفرة عميقة، ولا يمكن تصور الخسارة والضرر والثمن الذي يجبيه وسيجبيه منّا ذلك اليوم في المديين القصير والطويل»، لكن بالنسبة الصحيفة، فإن السؤال الأهم: « كيف نخرج من الحفرة؟».
وحسب الصحيفة، فإن «الخروج من الحفرة يعني إعادة الأسرى، وإعادة إعمار المستوطنات المدمّرة، والشعور بالأمن لسكان الجنوب والشمال، وتسريح جنود الاحتياط ومحاولة إنهاء الحرب»، مؤكدةً أن «هذا الأمر ليس تحدياً بسيطاً».
كما قالت: إنه «على مدى الأشهر الثلاثة الماضية كنا نسمع أخباراً عن هزيمة حماس، والقضاء على حماس، لكن هذه الأخبار لا تعكس الواقع، وهناك مسافة كبيرة بينها وبين تدمير حماس»، وأكدت الصحيفة أن «تفجير نفق لا يعني تدمير كل القدرات العسكرية لحماس، ولو تم القضاء على يحيى السنوار أو محمد ضيف أو كليهما، فإن نتائج الحرب لن تتغير، وسيتم العثور على بديل منهما».
واعتبرت «يديعوت احرونوت» أن «الحرب لا تغيّر الواقع، بل إنها تكلّف إسرائيل حياة جنودها، وتزيد من خطر وقوع كارثة إنسانية (في غزّة) تكون إسرائيل مسؤولة عنها، وتُلحق الضرر بإسرائيل في العالم، ولا تقربنا من نصر غير موجود».
أمّا بالنسبة لمقتل الأسرى الإسرائيليين في غزّة بنيران إسرائيلية، فأكدت الصحيفة أنّه «سيكون وصمة عار لا تمحى على إسرائيل، ويهدد تماسك الإسرائيليين»، كما شددت الصحيفة على أن «إسرائيل»، «ليست مستعدة حالياً لفتح جبهة في الشمال».
بدورها، رأت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن حماس، ومن خلال إطلاقها أول من أمس وابلاً من 5 صواريخ متوسطة المدى من منطقة رفح إلى منطقة وادي الخليل، ذكّرت «إسرائيل» بأن الحرب لم تنتهِ بعد.
ولفتت إلى أن ذلك يؤكد قدرتها على الاستمرار في مضايقة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن التحدي الذي تشكله حماس لجيش الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة لا يزال كبيراً، وخصوصاً في الوسط والجنوب، إذ لا تزال جهود الجيش للسيطرة على المنطقة وتحديد مواقع الأنفاق مستمرة.
وتابعت إن أي تحرك من هذا القبيل ينطوي على مقاومة، وأحياناً حوادث مؤسفة، ويكبّد الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية، وأكدت «هآرتس» أن «الحكومة الإسرائيلية، وفي بداية الحرب، قيّدت نفسها بسلسلة من التوقعات غير الواقعية: تدمير سلطة حماس، والعودة المبكرة لسكان غلاف غزة إلى منازلهم، وتهيئة الظروف لإعادة جميع الأسرى»، معتبرة أن هذه الأهداف لا تزال بعيدة عن التحقيق بعد 3 أشهر على الحرب، وأشارت إلى أن نتنياهو، كالعادة، يحاول التعويض عن الخسائر في قطاع غزة بتصريحات فارغة، ويفضّل أن تكون مدعومة بالتقاط صورة مع جنود.