طهران أكدت مواصلتها دعم جبهة المقاومة.. والعدو الإسرائيلي يلفظ أنفاسه الأخيرة … الخامنئي: أهل غزة جعلوا أميركا والكيان الصهيوني عاجزين والمقاومة منتصرة
| وكالات
أشاد قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته التي جعلت أميركا بكل جبروتها والكيان الصهيوني عاجزين، وذلك فيما اعتبرت طهران أن لجوء الكيان الصهيوني إلى عمليات إرهابية جبانة مؤشر إلى ضعفه، مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية للصحفيين في قطاع غزة.
وخلال لقائه المئات من أهالي محافظة قم بالتزامن مع ذكرى الانتفاضة في 9 كانون الثاني عام 1978 ضد نظام الشاه في إيران، قال الخامنئي: «إن أهل غزة، وهم مجموعة صغيرة في منطقة صغيرة، جعلوا أميركا بتلك العظمة والكيان الصهيوني عاجزين وهذا يدل على صمود الشعب وحضوره في حادثة عظيمة»، وذلك وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا».
وأضاف قائد الثورة الإسلامية في إيران: في قضية غزة بدأت التوقعات والتنبؤات تظهر نفسها تدريجياً، ومنذ البداية، تنبأ أصحاب الرؤى في العالم، سواء هنا أم في أي مكان آخر، بأن الذي سينتصر في هذه القضیة هو المقاومة الفلسطينية، ومن سيخسر هو الكیان الصهيوني الشرير اللعين، وهذا التوقع بدأ يتحقق.
وتابع: الكیان الصهيوني يرتكب الجرائم منذ ثلاثة أشهر، وستبقى تلك الجرائم في التاريخ، وحتى بعد زوال الكیان وتدميره، فإن هذه الجرائم لن تُنسى وستسجل في الكتب وتكتب أنه ذات يوم وصلت مجموعة إلى السلطة في هذه المنطقة وارتكبت هذا النوع من الجرائم، وقتلت عدة آلاف من الأطفال والنساء في غضون أسابيع قليلة، مردفاً بالقول: هذا لن يُنسى، فالجميع سيدرك أن صبر هؤلاء وصمود المقاومة الفلسطينية أجبرا هذا الكیان على التراجع والانسحاب ولم يحقق الكیان الصهيوني أياً من أهدافه بعد ما يقرب من مئة يوم من جرائمه، وهذا دليل علی فشله.
وقال الخامنئي: هذا الكیان قال إنه سيدمر حماس، لكنه أخفق وقال سنقوم بتهجیر أهل غزة، لكنه فشل، كما أعلن أنه سيوقف أعمال المقاومة، لكنه هزم، مؤكداً أن المقاومة حية، نشطة وجاهزة وهذا الكیان متعب ومذل ونادم، واعتبر الخامنئي أن الحرب على غزة عبرة للكیان الصهیوني، وتؤكد ضرورة اتباع خط الوقوف بوجه الظلم والقوة والاستكبار والاغتصاب، داعياً المقاومة إلى البقاء حاضرة وجاهزة لدحر العدو.
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الصهاينة يخشون بشدة من وعي العالم واطلاعه على الحقائق، معتبراً أن هذا الأمر هو السبب الأساس لكراهية وحقد الكيان الصهيوني المجرم تجاه الإعلاميين.
وكتب أمير عبد اللهيان في مدونة له على منصة «إكس»: بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الحرب الظالمة على غزة المقاومة، استشهد 111 صحفياً ومصوراً، وهو رقم رهيب غير مسبوق في التاريخ، وأضاف: الصهاينة يخشون بشدة من وعي العالم وحكمه، وهذا هو السبب الأساس لكراهية وحقد هذا الكيان المجرم تجاه الإعلاميين.
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، ونزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخلياً إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.
في السياق ذاته، طالبت إيران المجتمع الدولي بتوفير الحماية الإنسانية للصحفيين الفلسطينيين رداً على استهدافهم الممنهج من الكيان الصهيوني في قطاع غزة، ونقلت «إرنا» عن الممثلية الدائمة لإيران في جنيف قولها في حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي: «القتل المستهدف للصحفيين والعاملين في مجال الإعلام على يد الكيان الإسرائيلي أمر فظيع وغير مسبوق، فالصحفيون في فلسطين هم عيون وآذان المجتمع الدولي من أجل الحقيقة والعدالة ويجب أن يتمتعوا بالحماية بموجب القانون الإنساني الدولي».
وفي وقت سابق أول من أمس الإثنين، أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلقها الكبير إزاء الحصيلة المرتفعة للصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا في قطاع غزة.
في الغضون، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن لجوء الكيان الصهيوني إلى عمليات إرهابية جبانة مؤشر إلى ضعف وإفلاس عسكري واضح لهذا الكيان ناجم عن الضربات الموجعة التي وجّهت له في ساحات المعركة.
وحذر كنعاني في تصريح له المجتمع الدولي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من المحاولات السافرة والمتهورة للكيان الصهيوني لتوسيع دائرة الحرب والصراع داخل المنطقة، وقال: «إن تمادي هذا الكيان في اقتراف جرائم الحرب على حساب الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وتزامن تلك المجازر مع انتهاك سيادة ووحدة الأراضي اللبنانية والسورية، ولجوء الاحتلال السافر أيضاً إلى الإرهاب الممنهج، كل ذلك يهدد بشكل فوري السلام والأمن الإقليمي والدولي»، وشدد كنعاني على أن الكيان الصهيوني المجرم وداعميه يتحملون المسؤولية كاملة عن تبعات هذا السلوك الإرهابي والمتهور.
وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا آشتياني، قال أمس الثلاثاء: إن الاحتلال الإسرائيلي «تلقى هزائم إستراتيجية في المنطقة»، مؤكداً أن «ما يقوم به من اغتيالات وجرائم مدان عالمياً، ولن يغير من ظروفه».
وفي تصريحات إعلامية، حسب وسائل إعلام إيرانية، شدّد آشتياني على أن «العدو يلفظ أنفاسه الأخيرة»، وأشار إلى أن «الجرائم الوحشية التي يرتكبها لن تحول دون سقوطه»، وقال في هذا السياق: إن «الأعداء يمرون بحالة انحدار وهبوط، وسيستمر هذا الوضع بالنسبة لهم»، مؤكّداً، في مُقابل ذلك، أن «إيران ستستمر بدعم جبهة المقاومة وإدانة نظام الهيمنة».
وفي وقتٍ سابق، أكد قائد حرس الثورة الإسلامية في إيران، اللواء حسين سلامي، أن بلاده في حرب شاملة مع الأعداء، وهم يحاولون تحويل حياة الإيرانيين إلى ساحة حرب، وقال: «جميع مؤامرات الأعداء علينا فشلت حتى الآن»، لافتاً إلى أن «الكثير من نقاط ضعف العدو لا يمكن ترميمها».
يأتي ذلك بعدما شهدت مدينة كرمان الإيرانية، الأربعاء الماضي، تفجيرين إرهابيين على الطريق المؤدي إلى مرقد الشهيد قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في حرس الثورة الإيرانية ما أسفر عن استشهاد وجرح العشرات.
وفي أعقاب الهجوم، أكدت إيران أن «فاجعة كرمان سيعقبها ردٌّ حاسم»، مشيرة إلى أن المجرمين لم يتحمّلوا رؤية محبة الناس لزيارة الشهيد قاسم سليماني، وشددت أيضاً على أن اغتيال كيان العدو الإسرائيلي المستشار العسكري العميد سيد رضي موسوي في عدوان استهدف دمشق «لن يبقى من دون رد»، متوعّدةً الاحتلال بدفع الثمن غالياً.