منذُ بدء الحرب الشعواء على بلدنا الحبيب سورية هناك عبارة يرددها غالبيتنا العظمى بمعزلٍ عن مدى التزامنا بتطبيقها وهي عبارة: لماذا لا نبحث عما يجمعنا؟
دائماً ما يقولون بأن الشيطان يكمن في التفاصيل، هذا الشيطان غالباً ما يستثمر بالكثير من التفاصيل فيحول النقاشات إلى سجالات والاختلاف بوجهات النظر إلى تراشقٍ للاتهامات، قد نتفهم أن يكون هذا المطب الشيطاني في التفاصيل السياسية أو الحكومية أو حتى الدستورية لكن أن يصل إلى التفاصيل الرياضية تحديداً الاستحقاق المنتظر لمنتخبنا الوطني لكرة قدم المشارك في نهائيات كأس آسيا التي ستنطلق بعدَ يومين هنا علينا فعلياً أن نضع الكثير من النقاط على الحروف:
أولاً: علينا أن نتفهم أننا كجماهير سورية نواجه للمرة الأولى جهازاً تدريبياً للمنتخب الأول بعقلية احترافية بحتة يقودها مدرب له باع طويل على مستوى الانجازات الكروية هو الأرجنتيني هيكتور كوبر قد تجعله أحد أهم المدربين في البطولة كاسم وسمعة إلى جانب مدرب المنتخب السعودي الشقيق الإيطالي روبيرتو مانشيني. عقلية لاتعرف المجاملة، هذهِ العقلية الاحترافية قد يعجبنا الكثير من تفاصيلها، وقد نختلف مع الكثير الآخر لكن بالنهاية لايمكن لنا أن نصلَ إلى مصافِّ الدول المتطورة كروياً من دون تلك العقلية الاحترافية.
ثانياً: لا أعرف لماذا يرفع البعض الصوت ضد اللاعبين من أصولٍ سورية وكأن هذا الشخص المنحدر من أصل سوري محروم من الحقوق المدنية والعسكرية، الفكرة أن جميع من يهاجم وصول هؤلاء لايقدم لنا سبباً مقنعاً لهجومه إلا إن كانت أسباباً عفنة كعقليته لايريد البوح بها فيتخفى خلف ادعاءاتٍ لا أساس لها، من قال إن الاستعانة باللاعبين المحترفين تعني إهانة للاعبي الدوري السوري؟ لكن علينا أن نكون شجعاناً ونعترف بأن دورينا في وضعه الحالي غير قادر على إنتاج منتخب كامل قادر على المنافسة.
ثالثاً: منذ ثلاثة عقود وأنا أتابع وأشجع وألعب كرة القدم، لم أر في حياتي فريقاً ربطَ مشجعيه لفريقهم بالولاء للاعبين بعينهم، فكرة استدعاء أو عدم استدعاء أي لاعب هو قرار فني وليس مطلوباً من الجهاز الفني التعاطي مع لاعبٍ بطريقةٍ مختلفة عن الآخر، ثم لماذا لا يريد البعض أن يعترف بأن الدوريات الخليجية بالمطلق غير قادرة على إنتاج نجوم رغم كل الأموال التي تدفع وعندما يكون الخيار بين دوري خليجي ودوري درجة ثانية خلف البحار فحكماً الأفضلية للاعب القادم من هذه الدوريات، هذا لا يعني انتقاصاً من أحد لكن الانتقاص يمارسه البعض عندما لا يحترم منتخب بلده.
في الخلاصة: بالأمس واليوم وغداً، في الخسارة قبل الفوز سنبقى مع هذا المنتخب وسنبقى نتمسك بخيط أملٍ ينقلنا من العشوائية الرياضية المستشرية في كل مفاصلنا الرياضية من دون استثناء إلى الاحتراف، شدوا الهمة يا رجال.. كلنا معكم.