غالباً ما نجد أنفسنا غارقين في التفاؤل الحذر، وهذا التفاؤل تفرضه في أحيان كثيرة مقتضيات المرحلة والموقف، وأن تترك خلفك بعض التشاؤم الذي يسكنك منذ بدأ الوجع يتسلل إلى مفرداتك نتيجة الخيبات والطعنات التي تتلقاها مع كل حدث تتابعه.
الواقع الكروي واحد من هواجسنا اليومية التي نتعاطى معها من خلال ملامستنا للواقع الرياضي الذي بات عليلاً، وها نحن على موعد يوم السبت القادم مع مباراة في شد الأعصاب، حيث يبدأ المنتخب أولى مبارياته الكروية في قطر مع أوزبكستان ضمن النهائيات الآسيوية.
ونحن نتابع هذه المباراة لن نستطيع أن نلقي خلفنا كل صور الأمس ومرارة الذكريات، بل ستكون حاضرة مع كل هجمة صوب مرمانا، ومع كل خيبة قد يقدمها لنا هذا أو ذاك، وفي ذات الوقت ستكون ذاكرة الجميع كما ذاكرة السمك، فتمسح كل ما علق فيها وتسبح بجمالية اللحظة في حال كانت الوقائع تسير كما تشتهي أنفسنا، وإن كانت «الطابة غدارة».
أوزبكستان أو أي فريق آخر لن يترك أي تفصيل موجود في ثنايا المنتخب إلا وقد يكون درسه بعناية، ومن الواجب أن نكون نحن بالمثل.
طريق البداية من أجل المضي بعيداً لن يتحقق إلا عبر نتيجة وأداء إيجابي في هذه المباراة، قبل أن نقابل الأستراليين الذين «مرمرونا» ونحتاج لمجاراتهم ذهنية عالية وأداء لايركن للحالة الدفاعية التي ستجعلنا مثل كيس الرمل نتلقى اللطمات واحدة تلو الأخرى، وهذا ليس تقليلا بمنتخبنا أو لاعبينا ولكن الواقع والدلائل تفرض نفسها، ولأن لكل قاعدة شواذ، ولكن حتى هذه النظرية لن تسير لمصلحتنا ذات يوم، وسارت السفن عكس مايشتهي الجمهور الذي ينتظر أي فرحة، ولو من طائشة بغير هدى توجع مرمى الخصم ونقفز نحن فرحين لها.
وحدها ثقل المسؤولية والالتزام والحضور الذهني، واستحضار لهفة الجماهير، يجب أن تكون دافعا معنويا لهؤلاء اللاعبين ليقدموا أنفسهم كلاعبين مقاتلين وشرسين، ويمنحونا الفرح والفوز وليأخذوا عبر بوابة المنتخب كل العقود الدسمة ويفتحوا لأنفسهم كل أبواب التعاقدات فلا أحد سيكون ضدهم، ماداموا حققوا الأهم لنا، من خلالنا ليحققوا لأنفسهم ما يريدون.
ندرك أن المنتخب بوابة للعبور لأي لاعب حيث المجد، ولاعب من دون منتخب لا يساوي «نكلة»، ومن هذا المنطلق نقول العبوا بضمير وفرحونا ولتذهب كل كلمات «السوشيال ميديا» والمنتقدين إلى الجحيم في حال ذهبتم بنا بعيداً.