عباس حذر بلينكن: عليكم إصلاح أنفسكم وسياستكم تجاه القضية الفلسطينية … قمة ثلاثية مصرية فلسطينية أردنية ترفض التهجير والفصل بين الضفة والقطاع
| وكالات
أكد ملك الأردن عبد اللـه الثاني والرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس في قمة ثلاثية جمعتهم أمس في العقبة ضرورة الاستمرار بالضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وحماية المدنيين، وقبل ذلك حذر الرئيس الفلسطيني خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي وصل رام اللـه على وقع الاحتجاجات على زيارته من خطورة ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات تهدف لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وجدد التأكيد على أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، على حين أكد بلينكن تأييد واشنطن اتخاذ «تدابير ملموسة» لإقامة دولة فلسطينية.
وحسب وكالة «وفا»، بحث عباس مع بلينكن في رام الله آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، وأهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة، وتمكين مراكز الإيواء والمستشفيات من القيام بدورها، في تقديم ما يلزم للتخفيف من معاناة المواطنين.
وحذر عباس من خطورة ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات تهدف لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة أو الضفة الغربية، بما فيها القدس، والتي كشفتها التصريحات الصادرة عن وزراء ومسؤولين في كيان الاحتلال الإسرائيلي، والتي تدعو لطرد الشعب الفلسطيني من أرضه، وأكد الرفض الكامل لتهجير أي مواطن فلسطيني سواء في قطاع غزة أم الضفة الغربية، قائلاً: لن نسمح بحدوثه.
كذلك جدد عباس التأكيد على أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصله، أو اقتطاع أي جزء منه، مشدداً على ضرورة الإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية فوراً، لأن احتجازها مخالف للاتفاقيات وللقانون الدولي، مشدداً على أن قطاع غزة له الأولوية، ولن يتم التخلي عن أبناء الشعب الفلسطيني، الذين يقعون تحت مسؤولية دولة فلسطين وإدارتها.
وشدد عباس على ضرورة الوقف الفوري لحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ليتم التمكن من تنفيذ الحل السياسي المستند للشرعية الدولية، بدءاً من نيل دولة فلسطين عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن، وعقد مؤتمر دولي للسلام ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذي يحقق السلام والأمن للجميع.
بدوره وحسب ما نقل عنه موقع «روسيا اليوم» أكد بلينكن لعباس تأييد واشنطن «تدابير ملموسة» لإقامة دولة فلسطينية، وقال متحدث الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: إن بلينكن أكد لعباس خلال لقائهما في رام اللـه أمس الأربعاء موقف واشنطن الثابت تجاه وجوب قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل وعيش البلدين في سلام وأمن.
وحسب موقع «سكاي نيوز»، عاود بلينكن المطالبة بإجراء «إصلاحات» في السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، فرد الجانب الفلسطيني بالقول: «عليكم إصلاح أنفسكم وسياستكم تجاه القضية الفلسطينية».
على خَطٍّ موازٍ، ورفضا لموقف بلاده الداعم للعدوان الإسرائيلي، تظاهر فلسطينيون في مدينة رام الله، أمس احتجاجاً على زيارة بلينكن إلى الضفة الغربية، وجاءت هذه الاحتجاجات بعدما دعا ناشطون وحركات شبابية إلى المشاركة في فعالية حاشدة على دوّار المنارة في رام اللـه أمس، رفضاً لزيارة بلينكن، مؤكّدين أن الولايات المتحدة شريكة في حرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال على قطاع غزة منذ 3 أشهر.
ومساء الإثنين وصل بلينكن إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي في زيارة هي الخامسة منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول الماضي، حيث التقى مسؤولين إسرائيليين ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأفادت القناة الـ«12» الإسرائيلية، أول أمس، بأن اللقاء المطوّل بين نتنياهو وبلينكن «كان متوتراً»، مؤكدةً أن «واشنطن بدأت تفقد صبرها»، كما لفتت إلى أن مكتب نتنياهو لم يُصدر بياناً عن الاجتماع، كما يفعل عادةً، الأمر الذي يعزّز احتمال وجود خلاف.
بدوره، أشار موقع «أكسيوس» الأميركي إلى أن بلينكن أوضح للمسؤولين الإسرائيليين أن واشنطن «مهتمّة ببدء عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، في أقرب وقت»، وفي المقابل نقل (الموقع) عن مسؤول إسرائيلي «رفيع» قوله: إن إسرائيل أبلغت وزير الخارجية الأميركي أن «عودة سكان شمال غزة غير ممكنة قبل إحراز تقدّم في ملف الأسرى».
وأتت زيارة بلينكن إلى كيان الاحتلال في إطار جولة إقليمية بدأها بتركيا واليونان، وشملت أيضاً السعودية والأردن وقطر والإمارات، كما تزامنت الزيارة مع قمة ثلاثية عقدت أمس بمدينة العقبة جمعت الملك الأردني عبد اللـه الثاني بن الحسين، والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، هي الأولى لهم منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في الـ7 من تشرين الأول 2023.
في العقبة جنوب الأردن، عقد ملك الأردن والرئيسان المصري والفلسطيني قمة ثلاثية أمس الأربعاء أكدوا خلالها ضرورة الاستمرار بالضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وحماية المدنيين العزل.
وحسب وكالة «بترا» الأردنية، شدد القادة الثلاثة على تصديهم لأي خطط إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وضرورة إدانتها دولياً والتصدي لها، مؤكدين رفضهم الكامل لجميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والفصل بين غزة والضفة الغربية اللتين تشكلان امتداداً للدولة الفلسطينية الواحدة، محذرين من محاولات إعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق آمنة فيها، مؤكدين ضرورة تمكين أهالي غزة من العودة إلى بيوتهم.
وجدد الزعماء في قمتهم التأكيد على ضرورة ضمان إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى غزة بشكل دائم وكافٍ، للتخفيف من الوضع الإنساني المأساوي الذي يعيشه الأهل في القطاع، ونبهوا إلى ما يجري بالضفة الغربية من أعمال عدائية يقوم بها المستوطنون بحق الشعب الفلسطيني، والانتهاكات للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وهو ما قد يؤدي إلى خروج الوضع في الضفة عن السيطرة، وتفجر الأوضاع بالمنطقة.
واتفق القادة الثلاثة على إدامة العمل بشكل مشترك بالتنسيق بين الدول العربية ومع الدول الفاعلة، لإيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة، ويضمن قيام دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وحذر عبد اللـه الثاني من أي تصعيد قد يؤدي إلى اتساع دائرة الحرب وتعقيد جهود التوصل إلى تهدئة، منبهاً إلى خطورة الأوضاع التي تتطلب جهداً استثنائياً لتحديد الخطوات خلال المرحلة المقبلة، وعقد الملك الأردني لقاءين منفصلين مع الرئيس المصري والرئيس الفلسطيني قبيل انعقاد القمة الثلاثية، في إطار بحث الجهود المستهدفة للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.