أكد تمسك بلاده بالانفتاح والتعددية القطبية وتعزيز الشراكة الإستراتيجية مع روسيا … وانغ: الصين ملتزمة بدور بنّاء في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتحقيق السلام والتنمية
| الوطن
جددت الصين التزامها بالانفتاح والشمول، والعمل على تعزيز شبكة الشراكات العالمية وتوسيعها، بالتوازي مع حماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية بـ«قوة»، وأعربت عن تمسكها بالنزاهة والعدالة وتأييدها بناء عالم متعدد الأقطاب يقوم على النظام والمساواة بين جميع الدول، وممارسة تعددية حقيقية، وتعزيز الديمقراطية في العلاقات الدولية.
وفي كلمة له خلال ندوة حول الأوضاع الدولية والدبلوماسية الصينية في العام المنصرم أول من أمس الثلاثاء تلقت «الوطن» نسخة منها، قدَّم وزير الخارجية الصيني – عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وانغ يي رؤية بلاده للعمل الدبلوماسي في عام 2024، وقال: إن الصين ستتحلى دائماً بالثقة والاعتماد على النفس، وستفي بواجباتها كدولة كبرى مسؤولة.
وخلال الندوة التي عقدت في بكين، قال وانغ: إن الصين ستفسح المجال كاملاً للدور الإستراتيجي الريادي لدبلوماسية رئيس الدولة، وتبذل قصارى جهدها لضمان نجاح الفعاليات التي تشمل منتدى التعاون الصيني-الإفريقي، ومنتدى بوآو الآسيوي، ومعرض الصين الدولي للواردات، ومنتدى العمل العالمي من أجل التنمية التشاركية.
وأضاف: الصين ستحمي بقوة سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية، وتسعى جاهدة إلى توفير بيئة خارجية ملائمة لبناء نمط تنموي جديد وتحقيق تنمية عالية الجودة، مشيراً إلى أن بلاده ستتحمل بـ»حزم» مسؤولياتها بشأن القضايا الكبرى المتعلقة بالوحدة والتعاون بين الدول النامية وبالحقوق المشروعة لهذه الدول، فضلاً عن القضايا الكبرى المتعلقة بمستقبل البشرية ومصيرها واتجاه التنمية العالمية.
وأوضح وانغ أن الصين ستظل ملتزمة بالانفتاح والشمول، وستعمل على تعزيز شبكة الشراكات العالمية وتوسيعها، وعلى وجه التحديد شدد الوزير الصيني على أن بلاده ستنفذ التوافق الذي توصل إليه رئيسا الصين والولايات المتحدة في سان فرانسيسكو مؤخراً، وتعمق الثقة الإستراتيجية المتبادلة والتعاون المتبادل المنفعة بينها وروسيا، وذلك من أجل تعزيز شراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا في العصر الجديد.
وتابع: إن الصين ستزيد من التبادلات الرفيعة المستوى والتواصل الإستراتيجي مع الاتحاد الأوروبي، من أجل تعزيز النمو المطرد والمستدام للعلاقات بينهما، كما أن البلاد ستواصل تعزيز الصداقة والثقة المتبادلة وتقارب المصالح مع جيرانها، والعمل جنبا إلى جنب مع الدول النامية الأخرى، والاتحاد مع دول «بريكس»، وتعزيز بناء نمط جديد من العلاقات الدولية.
ومضى وانغ قائلاً: إن الصين ستسعى بنشاط أيضاً إلى تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية، وتعزيز القيم المشتركة للبشرية، وأيضاً تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات، وكذلك تعزيز التفاهم المتبادل والصداقة بين شعوب جميع البلدان، مشدداً على بلاده متمسكة دوماً بالنزاهة والعدالة، وتؤيد بناء عالم متعدد الأقطاب يقوم على النظام والمساواة، وتمارس تعددية حقيقية، وتعزز الديمقراطية في العلاقات الدولية، وتدعم المساواة بين جميع البلدان.
وفي سياق دعوته جميع الدول إلى التمسك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وحماية الأعراف الأساسية المعترف بها عالمياً والتي تحكم العلاقات الدولية، والمشاركة في إصلاح نظام الحوكمة العالمية وبنائه، قال وانغ: إن الصين ستنفذ بصورة كاملة مبادرة الأمن العالمي، وتدعم النزاهة والعدالة، تدعم أيضاً محادثات السلام بصورة فاعلة، وتلعب دوراً بناء في حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والأزمة الأوكرانية وغيرهما من القضايا الساخنة على المستويين العالمي والإقليمي، وتوفر المزيد من المنافع العامة التي تساعد على تحقيق السلام والتنمية في العالم.
واستطرد قائلاً: إن الصين ستواصل السعي إلى تحقيق التعاون المربح للجميع، وتنشط في تعزيز العولمة الاقتصادية الشاملة التي تعود بالنفع على الجميع، متعهداً بأن بلاده ستعارض بـ«حزم» كل أشكال الأحادية والحمائية ومناهَضة العولمة، وتواصل تعزيز تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما، وتسعى جاهدة إلى حل المشكلات الهيكلية التي تعوق التنمية السليمة للاقتصاد العالمي، مع سعيها إلى الحفاظ على استقرار وسلاسة سلاسل الصناعة والإمداد العالمية.
وانغ أوضح أن الصين ستعمل كذلك على تعزيز تنفيذ مبادرة التنمية العالمية، وتزيد من إسهاماتها في التعاون التنموي العالمي، وتساعد الدول النامية في تحسين قدرتها على تحقيق التنمية المستقلة، وتعمل على جعل العولمة أكثر انفتاحاً وشمولاً وتوازناً وإفادة للجميع، واختتم وانغ قائلاً: إن الصين ستنفذ أيضاً بصورة كاملة نتائج منتدى «الحزام والطريق» الثالث للتعاون الدولي، وترتقي بجودة التعاون وتوسع مجالاته، وتواصل توفير فرص جديدة للعالم عبر التنمية الجديدة في الصين.