ثقافة وفن

رحيل الفنان الذي ارتبط اسمه بخشبة المسرح … غسان مكانسي.. صاحب التأثير الكبير وله دوره في الحركة الفنية في حلب

| وائل العدس

كان الناقد والمحاضر والأستاذ والداعم للشباب وللحركة المسرحية الحلبية، أنه الفنان غسان مكانسي الذي نعته نقابة الفنانين مساء الجمعة الماضي عن عمر ناهز الرابعة والسبعين عاماً بعد صراع مع المرض.

حقق بصمة واضحة في العالم المسرحي في مدينة حلب مسقط رأسه، ولعل كل من يذكر اسمه يراه مرتبطاً إلى حد بعيد بالمسرح والخشبة، ما أبعده عن الشاشة الصغيرة بعض الأحيان، علماً أن أعماله الفنية تنوعت ما بين الإذاعة والمسرح والتلفزيون وحتى السينما.

له تأثير كبير ويد بيضاء في تأسيس الحركة الفنية في حلب، فهو شخص نشيط ويعشق المسرح إلى حد كبير وقد أثبت وجوده فيه كثيراً وخاصة في فترة السبعينيات والثمانينيات، وعلى الرغم من قلة الأعمال المسرحية والمسلسلات في حلب إلا أنه استطاع إثبات نفسه وتقديم بعض التجارب الجميلة في المسرح والتي لاقت استحسان الجمهور.

كان مقلاً في الظهور الإعلامي لعدة أسباب، أهمها أنه يفضل العمل أكثر من الظهور على الساحة الإعلامية والاكتفاء بالحديث فقط، فكان يريد للجمهور أن يتحدث عن عمله لا أن يتحدث عنه، فهو لم يكن يفضل الظهور الكثيف على الصحافة والإعلام وإنما برأيه العمل هو الذي يخلق للفنان الصيت والسمعة وبالتالي هو الذي يجعل الناس تتحدث عنه أكثر من حديثه عن نفسه، ولو كان كل شخص يدع عمله يتحدث عنه لكنا قدمنا إنتاجاً صحيحاً وجميلاً جداً.

في سن مبكرة

ولد في حلب عام 1950، وتلقى تعليمه في مدارسها، وانجذب للفن بسن صغيرة، وأصبح عشق هذا المجال يكبر مع الوقت أكثر فأكثر.

انتسب إلى نقابة الفنانين عام 1976، وكانت انطلاقته الأولى في نادي «شباب العروبة» على يد الفنان الراحل أحمد حداد، ثم احترف الفن في نقابة الفنانين على يد الفنان الراحل عبد الوهاب الجراح والد الفنان محمد خير الجراح، على حين تعرف إليه الجمهور من خلال إذاعة حلب في المسلسل الإذاعي «صور ملونة»، وقد كان هذا المسلسل من أشهر الأعمال التي عرضت في ذلك الوقت، كما أثر صوته المميز في ازدياد أعداد متابعيه.

تميز بوجهه الباسم وأعماله الكثيرة والمنوعة، وشغل منصب مدير فرقة «مسرح الساعة»، ومدير مسرح نقابة الفنانين السوريين، وأمين سر النقابة سابقاً، نال تكريماً من وزارة الثقافة السورية ضمن احتفالية حلب عاصمة للثقافة السورية عام 2019.

أعماله

شارك في الكثير من المسلسلات لكنه اشتهر بشكل خاص بدور الموظف الفاسد في الموسم الأول من العمل الكوميدي «يوميات مدير عام» للمخرج الراحل هشام شربتجي إلى جانب النجم أيمن زيدان.

افتتح أعماله المصورة بمسلسل «الإخوة» عام 1991، ثم شارك في مسلسل «المهر الدامي» عام 1994.

من مسلسلاته أيضاً: «الفراري» و«باب الحديد» عام 1997، «الحقد الأبيض» عام 1998، «حي المزار» و«الجمل» عام 1999، «سيرة آل الجلالي» و«أيادي في الظلام» عام 2000، «قوس قزح» عام 2001، «البيوت أسرار» عام 2002، «الهروب إلى القمة» عام 2003، «عصر الجنون» و«شخصيات على الورق» عام 2004، «دوار القمر» عام 2005، «الوردة الأخيرة» عام 2006، «كوم الحجر» و«النقمة المزدوجة» عام 2007، «من غير ليه» و«باب المقام» عام 2008، «فتافيت» عام 2009، «المنعطف» عام 2011، «روزنا» عام 2018.

على الخشبة

يعرف عن نفسه أنه ممثل مسرحي بالدرجة الأولى، ويعتقد أن العمل المسرحي لا يمكن أن يقدّمك للجمهور بعمل واحد أو عملين وإنما هي حالة تراكمية ومن خلالها يتعرف عليك الجمهور، فالممثل إن لم يكن عطاؤه مستمراً فإن الجمهور سينساه تماماً.

طوال مسيرته كان يرى أن الوقوف على خشبة المسرح شعور لا يمكن وصفه بالكلمات، قائلاً: «عند وقوف أحد منا أمام لجنة مكونة من ثلاثة أو أربعة أشخاص يشعر بالخوف الكبير الذي يتمكن منه، فكيف يكون شعور الممثل أثناء وقوفه أمام أكثر من 500 شخص لكل منهم أعين وآذان تحكم عليه؟.

وكان يؤكد أنه حاول تقديم النوع الهادف من الكوميديا والتي تبتعد في موضوعاتها عن الإسفاف والانفعال.

رثاء إلكتروني

مظهر الحكيم: «رحمك الله أيها الفارس الجميل زرعت البسمة في وجوه جمهورك الذي أحبك من روحه وقلبه، الرحمة لروحك الشفافة لفنك الأصيل، تركت تاريخاً لن ينسى، العزاء لأسرتك.. العزاء لفناني سورية ولنقابة الفنانين.. عدت إلى ربك نزيهاً فخوراً بما تركت، كلنا سنرحل، هذه سنّة الحياة، لن أقول وداعاً، سنلتقي».

محمد خير الجراح: «يوم حزين آخر، يغادروننا الواحد تلو الأخر وتتراكم الأحزان في قلوبنا وجنبات أرواحنا، كان دائماً وطوال فترة حياته فناناً حقيقياً ونجماً كبيراً خاصة في حلب أم المداين، وشكّل مع عدد من الفنانين المسرحيين ومنهم والدي عبد الوهاب الجراح فضاءً مسرحياً عظيماً وغنياً بالأعمال الجميلة والمميزة، واليوم برحيله تخسر حلب والساحة الفنية قامة كبيرة قل نظيرها، رحم الله عمي أبو غيث وطيب ثراه وألهمنا وألهم ذويه وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان، أحر التعازي لعائلته الكريمة».

سحر فوزي: «الله يرحمك برحمته الواسعة، الصديق الزميل غسان مكانسي في ذمة الله».

عبد الفتاح المزين: «رحمك الله، إلى مكان أفضل، إلى كل الرحمة والمغفرة حيث لا تضيق الدنيا علينا».

نزار الفرا: «ولنا ذكريات قديمة مع حلب وغسان مكانسي، إلى رحمة الله».

هناء الصالح: «صاحب القلب الطيب، المحب والودود، الفنان غسّان مكانسي، ابن حلب في ذمة الله».

قاسم ملحو: «غسان مكانسي وداعاً، ربي يرحمك ويصبر قلوب أحبابك».

المهند كلثوم: «الفنان السوري غسان مكانسي وداعاً، الرحمة والمغفرة لروحك».

حازم حداد: «إلى جنان الخلد أيها المسرحي العتيق، رحمك الله أبا غيث وجعل مثواك الجنة».

رغداء هاشم: «الفنان غسان مكانسي وديعة الرحمن، إنا لله وإنا إليه راجعون».

محمد شماع: «وداعاً أبو سعيد.. الفنان المخضرم غسان مكانسي في ذمة الله».

كنانة القصير: «الرحمة لروحك الطيبة».

رانيا تفوح: «الفنان الكبير والصديق الراقي، رحمه الله برحمته، تعازينا الحارة لأسرته الكريمة بحلب الشهباء وللأسرة الفنية بسورية الحبيبة، وداعاً لن ننساك».

سهر أبو شروف: «الله يرحمه، كان فناناً محترماً».

عروة العربي: «الفنان الجميل، الإنسان بكل معنى الكلمة، الأستاذ غسان مكانسي، لروحك الرحمة والسلام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن