عربي ودولي

«نيويورك تايمز» اعتبرت أن صراعاً إقليمياً بدأ في الشرق الأوسط … باحثة في الإعلام الرقمي: إسرائيل أغرقت مواقع التواصل الاجتماعي بالأكاذيب

| وكالات

سلطت الباحثة الفلسطينية المتخصصة في شؤون الإعلام الرقمي والشرق الأوسط ليندا شلش الضوء على الحرب الرقمية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي عبر حسابات وهمية تنشر أخباراً مزيفة وكاذبة تروج لرواية الكيان الصهيوني، في حين تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن احتمالية توسّع الحرب على غزة إلى صراع إقليمي، بعد الهجمات التي شنّتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن.
وأشارت شلش في تقرير نشرته مجلة «بوليتيكس توداي» الأميركية إلى أنه بالتوازي مع الحرب التي تشنها قوات الاحتلال على غزة، هناك حرب لا تقل شراسة على شبكة الإنترنت، حيث تعمل إسرائيل على إغراق مواقع التواصل الاجتماعي بالمعلومات المضللة والأكاذيب لخداع الرأي العام العالمي، مبينة أنه في كثير من الحالات كررت المؤسسات الإعلامية الغربية الادعاءات الإسرائيلية دون التحقق منها، وأبرز الأمثلة على ذلك أكذوبة العثور على أطفال قطعت رؤوسهم في المستوطنات.
وأوضحت شلش أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في تشرين الأول الماضي ظهرت فجأة عشرات الحسابات الوهمية على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي المعروفة بما فيها «اكس» و«انستغرام» و«فيسبوك» وحتى «يوتيوب»، وأصبحت هذه الحسابات تهاجم الفلسطينيين بلا هوادة، وجميعها تكرر القصص الكاذبة ذاتها وتتعمد إثارة الخلافات والمشكلات السياسية بين البلدان العربية.
ولفتت شلش إلى أن الكثيرين حول العالم تعاملوا مع هذه المعلومات المضللة كحقيقة ثابتة، وانتشرت الصور والمقاطع المزيفة التي تصب جميعها في خانة الترويج لرواية الاحتلال الإسرائيلي والتغطية على جرائمه.
وإحدى هذه المعلومات المزيفة وفقاً للباحثة، ما نشر عن الناشط الغزاوي صالح الجعفراوي الذي كان له دور كبير في فضح ونشر عشرات المقاطع التي توثق المجازر الإسرائيلية خلال الحرب الحالية على غزة، حيث شنت إسرائيل حملة واسعة ضده واتهمته بالكذب والتضليل والتمثيل وأطلقت عليه لقب ممثل «باليوودي» وهو المصطلح ذاته الذي استخدمه الاحتلال منذ سنوات لتشويه الرواية الفلسطينية أمام الجمهور الغربي.
في غضون ذلك، تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن احتمالية توسّع الحرب على غزة إلى صراع إقليمي، بعد الهجمات التي شنّتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن فجر أمس.
وأوردت الصحيفة أنه منذ اندلاع الحرب على غزة منذ 100 يوم، «ناضل الرئيس الأميركي، جو بايدن، ومساعدوه لإبقاء الحرب تحت السيطرة، خوفاً من أن يؤدي التصعيد الإقليمي إلى اجتذاب القوات الأميركية بسرعة»، وأضافت إنه «مع الضربة التي قادتها الولايات المتحدة على 16 موقعاً في اليمن الخميس الفائت، لم يعد هناك سؤال حول ما إذا كان سيكون هناك صراع إقليمي، لقد بدأ بالفعل، والسؤال الأكبر الآن هو مدى حدة الصراع وما إذا كان من الممكن احتواؤه».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون إف كيربي، أول من أمس الجمعة: نحن لسنا مهتمين بالحرب مع اليمن، مضيفاً: لسنا مهتمين بالصراع من أي نوع، في الواقع، كل ما كان يفعله الرئيس كان يحاول منع أي تصعيد للصراع، بما في ذلك الضربات الليلة الماضية.
واعتبرت الصحيفة أن قرار بايدن بإطلاق العنان للغارات الجوية، بعد مقاومة الدعوات للعمل ضد اليمنيين، يُعدّ تحولاً واضحاً في الإستراتيجية، فيما قال مسؤولون لم تحدد الصحيفة هوياتهم إنه بعد إصدار سلسلة من التحذيرات، شعر بايدن بأن يده متوترة بعد أن تم توجيه وابل من الهجمات الصاروخية والهجمات بطائرات من دون طيار يوم الثلاثاء الماضي على سفينة شحن أميركية وسفن البحرية المحيطة بها.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين تأكيدهم وجود تردد في الردّ على اليمنيين، ودافعه: جزئياً تجنب قلب الهدنة في الحرب اليمنية، ومن جانب آخر بسبب صعوبة القضاء على تهديدهم تماماً، لكن هجمات اليمنيين المتكررة على السفن، ونيرانهم المباشرة على المروحيات الأميركية، وهجومهم الثلاثاء على سفينة شحن أميركية، تركت الولايات المتحدة أمام ما قال المسؤولون إنه «ليس خياراً حقيقياً».
كذلك، أشارت الصحيفة إلى أن التدخل العسكري الأميركي الأعمق يضيف إلى التصور السائد في العالم بأن الولايات المتحدة تتصرف بشكل مباشر نيابةً عن إسرائيل، ما يخاطر بمزيد من الضرر للمكانة الأميركية والغربية مع ارتفاع عدد الضحايا في غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن