عربي ودولي

ردود فعل منددة بالعدوان على اليمن.. وكوبا: يشجع على الإبادة في غزة … روسيا: لمحاكمة بايدن قبل أن يبدأ حرباً عالمية.. إيران: أميركا ستغرق في البحر الأحمر

| وكالات

عقب العدوان الأميركي البريطاني على اليمن، طالب مجلس «الدوما» الروسي بمحاكمة الرئيس الأميركي جو بايدن «قبل أن يبدأ حرباً عالمية» لتجاهله ميثاق الأمم المتحدة، وعدم إخطار الكونغرس بالهجوم، بينما أكدت إيران أن الهجوم على اليمن محاولةُ غريق إنقاذ نفسه من مستنقع الحرب على غزة الذي صنعه بنفسه، وبدورها أشارت كوبا إلى أنه يشجع على الإبادة في غزة.
وحسب «موقع روسيا اليوم»، طالب رئيس مجلس الدوما، فياتشيسلاف فولودين، أمس السبت، بمحاكمة الرئيس الأميركي، قبل أن يبدأ حرباً عالمية، وذلك عقب العدوان الأميركي والبريطاني على اليمن، وقال فولودين، عبر حسابه على «تلغرام»: لقد ارتكبت واشنطن اعتداءً على دولة ذات سيادة، متجاوزة القانون الدولي ومتجاهلةً ميثاق الأمم المتحدة، مضيفاً إنه إذا كانت الولايات المتحدة دولة قانون، فيجب محاكمة بايدن قبل أن يبدأ حرباً عالمية، ويتشبث بالسلطة بكل ما أوتي من قوة.
ورأى فولودين أن بايدن يحتاج إلى «حرب صغيرة منتصرة» لصرف انتباه الناخبين عن الإخفاقات في أوكرانيا، ومشكلات الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أنه لهذا السبب، لم تقم إدارة بايدن بإخطار الكونغرس بالهجوم.
وفي وقت سابق أول من أمس الجمعة، أكد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، معلقاً على العدوان الجوي والصاروخي الذي حصل أمس على اليمن، أن الدفاع عن السفن التجارية مسألة، وقصف دول أخرى مسألة مختلفة وعمل غير قانوني، وشدد على أن مهمة مجلس الأمن حماية السلام، بدلاً من تبديد السلام في مناطق من العالم، مشيراً إلى «التحالف» الذي يضمّ مجموعة من الدول شنّت هجمات جوية وبحرية ومن الغواصات، واستخدم بعضها صواريخ «توماهوك» ضدّ مدن يمنية شملت تعز وصنعاء وصعدة.
ولفت المندوب الروسي إلى أن «المواجهة تتوسع في البحر الأحمر وخليج عدن، وهذه الدول تهدّد بتوسيع المواجهة أكثر من دون مراعاة للقانون الدولي، إذ إن حق الدفاع عن النفس لا يشمل السفن التجارية»، مؤكداً أن «أعمال التحالف تنافي ميثاق الأمم المتحدة» وأنّ «حرية الملاحة تخضع لمعاهدة البحار وهذه تقضي بالتحكيم لحلّ النزاعات».
وأضاف إن روسيا حذّرت من سيناريو كهذا، وأنّ المجازر الإسرائيلية في غزة مستمرة رغم مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، داعياً إلى وقف الحرب في غزة كي لا يتوسع نطاق الصراع، كما أكد المندوب الروسي أن بلاده حذرت من تصديق الغرب على تعهداته عند تبني قرار مجلس الأمن الأخير، وطالبت إدخال تعديلات على القرار لكننا لم نحصل على تأييد الأغلبية، مشيراً إلى أن هذا القرار قد يولد نزاعاً على مستوى إقليمي، وأنّ كلّ محاولات المجلس لإنهاء القتال عرقلتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، واعتبر نيبينزيا أن الغرب «يغطي عدوانه على سورية بورقة تين»، مذكراً بأن « حلف الـ«ناتو» دمّر الدولة الليبية بحجة الحماية».
بدوره، أكد المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، جيانغ جون، أن آخر ما تحتاجه المنطقة هو المغامرات العسكرية المستهترة والمطلوب الحوار والتشاور والتهدئة، معتبراً أنه ما كان لأي دولة أن تسيء تفسير قرار مجلس الأمن، في إشارة إلى ضرورة عدم استغلال قرار مجلس الأمن في 10 كانون الثاني 2722 الذي طالب بوقف الهجمات اليمنية في تبرير الهجوم على اليمن.
وأضاف مندوب الصين إن الهجمات على اليمن لم تتوقف عند تدمير المنشآت، بل أثارت مزيداً من التوتر في المنطقة، ولا نرى كيف ستسهم تلك الهجمات في حل سياسي للأزمة اليمنية، كما اعتبر أن السماح باستمرار الصراع في غزة من دون أن يتوسّع هو مجرد وهم وتمنيات، مشيراً إلى أن الصين «طلبت من اليمن التوقف عن مهاجمة ومضايقة السفن في البحر الأحمر».
وعلى خط مواز، تتوالى المواقف الدولية المعترضة على انتهاك الولايات المتحدة وحلفائها القانون الدولي في اعتداءاتها الأخيرة على اليمن، حيث اعتبر عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، أن «هجوم أميركا وبريطانيا على اليمن هو محاولةُ غريق إنقاذ نفسه من مستنقع حرب غزة الذي صنعه بنفسه»، قائلاً عبر حسابه على منصة «إكس»: إن أميركا ستغرق في البحر الأحمر».
وبدوره عد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان «تحرك اليمن في دعم نساء وأطفال غزة ومواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل أمراً جديراً بالإشادة»، وقال عبر حسابه على منصة «إكس»: إن على البيت الأبيض بدلاً من الهجوم العسكري على اليمن، أن يوقف دعمه للكيان الصهيوني فوراً حتى يعود الأمن إلى المنطقة بأكملها، مؤكداً أن صنعاء ملتزمة تماماً بالأمن البحري والملاحة البحرية.
كذلك أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فجر أول من أمس الجمعة على مدن يمنية عدة، قائلاً إنها تأتي «تماشياً مع استمرار دعم أميركا وبريطانيا لجرائم الحرب التي يرتكبها النظام الصهيوني»، ومشيراً إلى أنها «هجماتٌ تعسفية لن يكون لها سوى تأجيج حالة من انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة», وأضاف كنعاني إن هذه الهجمات هي انتهاكٌ واضح لسيادة اليمن ووحدة أراضيه وخرقٌ للقوانين والأنظمة والحقوق الدولية، معرباً عن قلق بلاده من عواقب تكرار مثل هذه الهجمات على السلم والأمن الإقليميين والدوليين داعياً المجتمع الدولي إلى ردود فعلٍ وإجراءات مسؤولة.
من جانبه أدان وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاء الـ«ناتو» في اليمن، وما تشكّله من انتهاك للقانون الدولي، ورأى أن مثل هذه الأعمال تشجع على الإبادة الجماعية في غزة، مجدداً الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية.
رودريغيز كان قد أكد في وقت سابق أن كوبا تدعم الدعوى المقدمة من جنوب إفريقيا، داعياً «بصورة عاجلة» إلى وقف الإبادة الجماعية والفصل العنصري بحق الشعب الفلسطيني، في حين أعرب الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، سابقاً عن دعم بلاده الثابت للدعوى، التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، بسبب الجرائم وأعمال الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني. مؤكّداً: «لن نكون أبداً بين اللامبالين».
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا فجر أول من أمس الجمعة، عدواناً عسكرياً على العاصمة اليمنية صنعاء، إضافة إلى محافظات الحُدَيْدَة وصعدة وذمار وتعز وحجة.
وتجدّدت الغارات الأميركية – البريطانية فجر أمس السبت، مستهدفةً منطقة طخية في صعدة شمالي اليمن ومديرية باجل في الحديدة غرباً، حسبما نقل مراسل «الميادين»، في ظل تواصل تحليق المقاتلات الأميركية والبريطانية في أجواء محافظتي الحديدة وصعدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن