عربي ودولي

«يديعوت احرونوت»: ما حدث في 7 تشرين الأول كان جنونياً وفوضوياً ومرتجلاً … «هآرتس» مع مرور 100 يوم على العدوان: نتنياهو سيد الإخفاقات

| وكالات

انتقدت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إذ وصفته مع مرور 100 يوم من الحرب على قطاع غزة بـ«سيّد الإخفاق متعدّد المجالات»، مشيرةً إلى إخفاقه على صعد الأمن والدبلوماسية والاقتصاد، في حين كشف تحقيق لصحيفة «يديعوت احرونوت» تفاصيل مما حدث في اللحظات الأولى لعملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول.
وقالت «هآرتس»: إنه بعد هذه الأيام الطويلة من القتال، يجب أن تكون الأولوية لدى الحكومة هي عودة الأسرى الإسرائيليين من غزة حتى على حساب وقف إطلاق نار، أو إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، أو «الإطاحة بحماس»، وفي سياق الأهداف الإسرائيلية المعلنة من الحرب على غزة، أشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يراوح في غزة، وأن استبدال المصطلحات في الإعلام لا يغيّر هذا الواقع، في حديث عن استبدال مصطلح «تقويض حماس» بمصطلح «تجريد القطاع من السلاح».
وعزت الصحيفة مراوحة الجيش في غزة، إلى أداء رئيس الأركان ومرؤوسيه «العالقين بين كماشتي مستوى سياسي قدراته فاشلة وبين خط ائتمان دولي متراجع»، لافتةً إلى أنه في الخارج يتم التعامل مع «عصابة الائتلاف» بشكل مختلف عمّا هو عليه في إسرائيل».
واعتبرت أن أهداف الحرب لا يمكن تحقيقها بالكامل، في غياب «ائتمان جماهيري داخلي، وائتمان دبلوماسي دولي»، في ظل «حكومة عاجزة، ورئيسها الفاشل، المحتال»، وأكدت الصحيفة أيضاً أنه مع مرور 100 يوم لا يزال الأفق العسكري ضبابياً، وكذلك السياسي، مشيرة إلى قاعدة في الحروب مفادها: «عندما تبدأ المراوحة، يزداد اليأس»، وقارنت الحرب من حيث المدة الزمنية بضعف الحرب عام 2014، و5 أضعاف أيام حرب «يوم الغفران» (1973)، 16 مرة أكثر من «حرب الأيام الستة» عام 1967.
وأشارت «هآرتس» إلى أن جرح حرب تشرين الأول عام 1973 لا يزال مفتوحاً، و«هذا يعطي منظوراً قاتماً للسنوات الـ50 المقبلة»، موضحةً أن صدمة السابع من تشرين الأول 2023 ستكون ملموسة وأطول أمداً بمرات عدة.
وانتقلت الصحيفة بشأن تداعيات حرب 2023 إلى قراءة ما يحدث في الشمال، إذ يتحدث الجنرالات الإسرائيليون عن معركة متعددة الجبهات «ستستمر بشدة متفاوتة طوال سنة 2024»، وتابعت إنه عند الحدود مع لبنان، جرى تدمير المستوطنات بالقصف، وعشرات الآلاف من الإسرائيليين هم لاجئون، مشيرةً إلى أن الحكومة تخلت عن هؤلاء الإسرائيليين, وتحدثت الصحيفة عن تداعيات حرب 2023 على الصعيد الاقتصادي، حيث يعاني الكيان الإسرائيلي أزمة جدّية، ووصفت «هآرتس» الأخبار الاقتصادية الأخيرة بـ«المرعِبة»، مشدّدة هنا على غياب كفاءة نتنياهو في إدارة إسرائيل في «ساعتها الصعبة».
وذكرت «هآرتس» أن نتنياهو سيعمل على تعزيز حكمه والاستمرار في الهروب من «القانون» بوساطة خلق مستنقع حربي وحفرة اقتصادية، «سيد أمن مسؤول عن أكبر إخفاق أمني لنا، سيد مستوى آخر يُجر إلى المحكمة الدولية في لاهاي بعد إدارته معركة دبلوماسية فاشلة»، وأيضاً: «سيد اقتصاد، ومن أجل صون ائتلاف الـ64، مستعد لتدمير حياتنا جميعاً واستعباد الأجيال القادمة من أجل بقائه»، تقول الصحيفة.
من جانبها، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس تحقيقاً حول بعض ما جرى في 7 تشرين الأول، جاء فيه أنه «في الفترة التي سبقت الهجوم الكبير، هاجمت حماس بشكل مباشر كاميرات المراقبة وأعمدة الاتصالات ووسائل جمع المعلومات الأخرى، مستخدمة طائرات من دون طيار انتحارية ما تسبب بعمى لقيادة الجيش الإسرائيلي في «تل ابيب» ومنعها من تكوين صورة للحدث، حيث أدرك ضباط الجيش الإسرائيلي حينها أن الحدث أكثر أهمية من مجرد عملية تسلل محدودة، ولكن بسبب العمى على الأرض، لجأ ضباط الجيش إلى بث التلفزيون وكذلك لشبكات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها قنوات «تلغرام»، والتي تضمنت صوراً ومقاطع فيديو لما يحدث، ومن خلال هذه المعلومات، أدركوا أنه كان حدثاً واسع النطاق».
وقال التحقيق «نحو 40 بالمئة من مواقع الاتصالات، والأعمدة مع هوائيات محطات الإرسال بالقرب من حدود قطاع غزة، تم تدميرها من حماس صباح يوم السابع من تشرين الأول»، ومما كتبته الصحيفة أن «قائد فصيل من وحدة «دوفدفان»، والذي كان يبحث عن طريقة لنقل جنوده إلى «غلاف غزة» صباح السابع من تشرين الأول، لم يتلق رداً من القيادة «الإسرائيلية»، «فاتصل بصديق له في سلاح الجو الإسرائيلي، وحصل على طائرة هليكوبتر».
وخلصت الصحيفة إلى أن «كل شيء كان مجنوناً وفوضوياً ومرتجلاً»، وتفسّر ذلك بالقول: «تتضمن هذه اللحظات نظام قيادة شبه فاشل، وتعليمات بإطلاق النار على سيارات الإرهابيين المتوجهين إلى غزة، حتى لو كان هناك تخوف من وجود رهائن فيها، ومشاة البحرية الذين أرسلوا إلى المعركة من دون المعدات الضرورية، وأوامر قديمة وغير معدلة، وطائرات مقاتلة تتجول في السماء دون توجيه ضربات، والطيارين الذين أجبروا على دخول مجموعات واتساب لمعرفة الأهداف التي يجب استهدافها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن