رياضة

بعد الأخطاء التنظيمية والفنية في البطولة الأخيرة هل يستفيد اتحاد السلة من تعديل بوصلته؟

| مهند الحسني

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاقة التصفيات الآسيوية المؤهلة للنهائيات بعدما أوقعتنا القرعة ضمن المجموعة التي تضم منتخبات البحرين والإمارات ولبنان وهي منتخبات اللعب معها لن يكون سهلاً، والفوز عليها أو حتى مجاراتها يتطلب بذل جهود وتحضير مثالي لكون هذه المنتخبات تسبقنا بمسافات كبيرة من حيث التحضير الجيد والمعسكرات وحالة مثالية من الاستقرار الطويل المدى.

استضافة وتحضير

عندما استضفنا العام الفائت التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس أتحفنا القائمون على أمور اللعبة بنتائج جيدة وتنظيم مثالي، لكننا اصطدمنا بواقع صعب فلم نستطع حينها أن نظفر بعنب الفوز ولا بلح التنظيم وخرجنا من المولد بلا حمص نجر وراءنا ذيول الخيبة والهزيمة، هذا الواقع شكل صدمة كبيرة للجماهير السورية العاشقة لكرة السلة حيث لم يقتصر الوضع على هزالة الأداء وخيبة التنظيم في مباريات المنتخب أثناء سير البطولة، لا بل خابت آمال الجماهير في إجراءات ما سمي افتراضا إجراءات تنظيمية، وهي كانت أبعد ما تكون عن اسمها، وكان جديراً بتسمية لجنة الفوضى والهرج والمرج بدلاً من اللجنة المنظمة التي أثبتت أنها لا تعرف من حسن التنظيم سوى اسمه.

فالجمهور عاش حالة ذهول ودهشة كبيرين، وهو يشاهد أبواب الصالة مشرعة مجاناً وبلا متطلبات الفحوص أو التطعيم التي أقرها حينها الاتحاد الآسيوي، وغبن شديد أصاب من اشترى البطاقات لحضور المباريات بأسعار خيالية، وجاب من مكان إلى مكان ومن مركز لآخر سعياً للحصول على بطاقة الحضور التي ادخر ثمنها من قوت عائلته ليفاجأ بأن الأبواب لا تحتاج بطاقات لفتحها ولا تحاليل لمتابعة المنتخب.

كعادة القائمين على رياضتنا يصحون بعد انتهاء الدرس ويتحركون بعد انطلاق القطار ويدرسون بعد تقديم الامتحان، عند وصولهم للصالة اكتشفوا أن الحضور ضعيف وبأن الجماهير غير متفاعلة بسبب قيود الحضور وارتفاع أسعار التذاكر، وبأن وهم البطاقات المباعة انعكس سلباً على كثافة الحضور، كل ذلك كان قبل دقائق من انطلاق صافرة المباراة الأولى، لتأتي حلول غوغائية ترقيعية وإطلاق مناشدات لتعزيز الحضور وتم فتح أبواب الصالة مجاناً أمام الجماهيري.

وما نتمناه أن يستفيد القائمون على تنظيم المباريات القادمة، ويتلافوا الأخطاء التي وقعوا فيها والعمل على تهيئة كل المناخات الملائمة لاستقبال الجماهير من دون أي منغصات قد تعكر صفو المباريات وتسهم في شح الحضور الجماهيري.

تحضيرات جدية

على الرغم من الدعم الكبير الذي أولته القيادة الرياضية لمنتخبات السلة غير أن الحصاد لم يكن مثمراً لا بل جاء فجاً، حيث صرف في تلك الفترة مبالغ مالية ضخمة وبالعملة الصعبة تحت شعار توفير الدعم المالي للتحضير، وتم التعاقد مع مدرب أجنبي بنظام القطعة والدرس الخصوصي للمنتخب بسبب عدم توافر سيولة أجنبية لدفع رواتبه، وحينها تقاضى مساعد هذا المدرب رواتبه بالدولار وبشكل مستمر وبنظام الدوام الكلي، فيما يتقاضى المدرب راتبه بنظام الدوام الجزئي ومن استطاع لتدريب المنتخب سبيلاً.

حتى أن أساتذة الاقتصاد وقفوا حائرين أمام حالة منتخب كرة السلة وعجزوا عن تصنيف حالته هل يتوافر لديه مال، أم لا.

التصفيات القادمة تبدو أنها الفرصة الأخيرة لاتحاد السلة في إعداد منتخباته، لذلك لابد من العمل بهدوء وترو واختيار مدرب عالي المستوى وضرورة قدومه قبل فترة زمنية جيدة بحيث يتمكن من اختيار عناصر المنتخب من خلال متابعة مباريات الدوري، ومع وضع خطة إعداد مثالية وإقامة مباريات ودية للمنتخب قبل أي مشاركة قادمة بهدف تحقيق نتائج جيدة.

إدارة صحيحة

بعد إخفاق بعض المتنفذين والدخلاء في إعداد ملف اللاعبين المغتربين خرج رئيس اتحاد السلة حينها وأكد أنه سيكون على موعد مع كشف أسماء المخطئين بهذا الملف، لكننا وحتى كتابة هذه السطور لم نر أي شيء، لسنا بوارد المطالبة بهؤلاء المخطئين لأن البطولة انتهت لكن ما نريده هو تسليم ملف اللاعبين القادمين لأشخاص مهنيين قادرين على إدارة الملف من دون أي أخطاء قد تنعكس سلباً على المنتخب كما حصل في التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس.

خلاصة

كلنا مع منتخب الوطن بغض النظر عمن يرتدي قميصه ومن يقوده، ولأنه منتخب الوطن فإن نتائجه تهمنا وأي انتكاسة جديدة لا سمح اللـه سيكون لها عواقب غير حميدة للاتحاد الحالي.

ختاماً نقول إن أسهل ما في هذه الحياة هو التحليق في عالم التنظير والخيال وإطلاق الوعود وبأن المحك لأهلية القيادة هو القدرة على تنفيذ الأفكار لا ترويجها.

ولذلك أكمل اتحاد كرة السلة الحالي الضلع الثالث لمثلث إخفاقه الإداري والفني في البطولة الأخيرة بعد الخسارات القاسية التي مني بها منتخبنا في عهده إضافة لفشل تنظيم مباريات البطولة، فهل سينجح الاتحاد في الاستفادة من أخطائه ونظهر بصورة جميلة أم سيبقى الوضع على حاله ويبقى منتخبنا أسير تجارب بعض مدعي الاحترافية والعمل الصحيح؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن