عربي ودولي

طهران: مهاجمة واشنطن ولندن اليمن انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة … رئيسي: على محكمة العدل الدولية اتخاذ قرار مسؤول تجاه ما يحدث في غزة

| وكالات

أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في مؤتمر «طوفان الأقصى» أن تضحيات الفلسطينيين رفعت الستار عن نفاق أميركا وبريطانيا وفرنسا وزيفها، معرباً عن أمله بأن تتخذ محكمة العدل الدولية قراراً مسؤولاً في إثر دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، في حين أكد سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك أمير سعيد إيرواني أن إقدام الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا على مهاجمة اليمن يعد انتهاكاً للسيادة الوطنية والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وإعلان حرب على هذا البلد.
وحسب وسائل إعلام إيرانية، قال رئيسي خلال مؤتمر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب بعنوان «طوفان الأقصى الدولي ويقظة الوجدان الإنساني»، أمس الأحد، في طهران: إن قضية فلسطين تحولت إلى أهم موضوعات البشرية اليوم، وباتت على رأس أولويات ضمائر الشعوب والحكومات، مضيفاً: الشعب الفلسطيني كان منذ البداية مقاوماً ومناضلاً ضد الاحتلال الصهيوني»، ومؤكّداً أن «نهاية الكيان الصهيوني أمر حتمي».
وأشار إلى أن «التطبيع ومحادثات السلام لم تجد نفعاً، وكامب ديفيد وشرم الشيخ وأوسلو مثال على ذلك»، ولفت إلى أن السبب هو الهيمنة العالمية ولا يمكن الوثوق بها لأنها لا تلتزم بتعهداتها، وجدد الرئيس الإيراني تأكيد بلاده على استمرار دعم أهل غزة وفصائل المقاومة التي وصلت إلى تطور قتالي كبير، وتستعمل اليوم الصواريخ المتطورة والطائرات المسيّرة، مشيراً إلى أنه واجب على كل إنسان حر في العالم.
وقال رئيسي: إن الشعب الفلسطيني ذو عزم وإرادة قوية، ونقل النضال من الحجارة إلى الصواريخ باعتماده على ذاته وبأيدي أبنائه، وأشار إلى أن الكيان الصهيوني ليس وحيداً ومن يدعمه ويسلحه هو نظام الهيمنة في العالم، وهذا الكيان عملياً هو ساحة للاستكبار العالمي.
وأوضح أن العالم يدرك جيداً اليوم أن النضال الفلسطيني كشف النفاق العالمي، وأظهر الوجه الحقيقي للولايات المتحدة وبعض دول الغرب، وأكد الرئيس الإيراني أن وظيفة الأمة اليوم حفظ يقظة الوجدان البشري، ونقل حكاية الظلم الذي يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة مركز الشر في العالم وهي الحامية الرئيسة للكيان الصهيوني قاتل الأطفال.
كما أشار رئيسي إلى أن الجرائم الصهيونية ليست ظلماً بحق الفلسطينيين فقط بل هي اعتداء على البشرية وكل المقررات الدولية، لافتاً إلى مسؤولية الدول المطبعة في هذا الإطار.
أمّا بالنسبة إلى الدعوى التي تقدمت بها جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل الدولية ضد حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة، فقد أعرب الرئيس الإيراني عن أمله بأن تتخذ المحكمة الجنائية الدولية قراراً مسؤولاً، معتبرا أن «كل المحافل الدولية من الجامعة العربية إلى الأمم المتحدة لم تعمل بمسؤولياتها تجاه ما يحدث في غزة»، آملاً أن تتمكن من العمل بواجباتها بعيداً عن الضغط الأميركي.
وقبل أيام، علّقت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان، على دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل التي تقدّمت بها إلى محكمة العدل الدولية، بسبب جرائمها والإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023، واعتبرتها «مبادرة مسؤولة وشجاعة»، ومبنية على أسس القانون الدولي والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتدعو المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته تجاه محاسبة مرتكبي الجرائم.
وقبل يومين، استضافت طهران اجتماعاً برلمانيا إسلامياً وآسيوياً طارئاً بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة، دعا خلاله رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، إلى «فرض عقوبات شاملة على إسرائيل».
بدوره، أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك أمير سعيد إيرواني أن إقدام الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا على مهاجمة اليمن يعد «انتهاكاً للسيادة الوطنية والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وإعلان حرب على هذا البلد»، وقال في تصريح لمجلة «نيوزويك» الأميركية: إن الكيان الصهيوني استطاع أن يفرض على الإدارة الأميركية التدخل المباشر في الحرب على غزة، وذلك من خلال آليات الضغط التي يمارسها في أميركا، ولفت المندوب الإيراني إلى التزام بلاده كدولة عضو في الأمم المتحدة واعية ومسؤولة بأحكام قرار حظر الأسلحة المفروض على اليمن رغم اعتبارها إياه ظالماً وجائراً.
من جانبه، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن ما يجري في فلسطين المحتلة، كشف الطبيعة الإجرامية لكيان الاحتلال الصهيوني العنصري، مشيراً إلى أنه طلب من مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية معالجة التهديدات الصهيونية باستخدام السلاح النووي، ومشدداً على ضرورة متابعة هذه التهديدات نظراً لأن الكيان الصهيوني يمتلك 220 رأساً نووياً، لم يتم إجراء أي تفتيش بخصوصها حتى الآن.
وفي سياق آخر، أكد إسلامي في تصريح للتلفزيون الإيراني أن لا مكان لأسلحة الدمار الشامل في العقيدة الدفاعية الإيرانية، قائلاً: إن النظام الدفاعي الإيراني ليست له تبعية للخارج، وأنجز العلماء الإيرانيون أعمالاً إبداعية ومبتكرة ما خلق ردعاً نشطاً، ولفت إلى أن الأميركيين يركزون في المناقشات النووية على منع إيران من امتلاك تكنولوجيا نووية التي لها دور ريادي في جميع المجالات العلمية، موضحاً أن طهران حصلت على هذه التكنولوجيا وتقوم بعدة صناعات تدخل بها الطاقة النووية.
إلى ذلك، أكد قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الأدميرال علي رضا تنكسيري أن بلاده تقف بقوة في مواجهة العدو وقامت بصنع أحدث المعدات العسكرية والصواريخ والسفن الحربية والطائرات المسيّرة المتقدمة.
وقال في تصريحه أمس الأحد في ميناء ماهشهر جنوب إيران: الآن حيث يهاجمنا العالم من كل حدب وصوب، يجب أن نرجع إلى الشهداء، الذين عاشوا بصدق وبينوا طريق الثورة بصدق، وأضاف: ينبغي علينا ألا نغير هذا المسار، وكلما ضللنا الطريق علينا أن ننظر إلى الشهداء الذين هم نجوم هذه الثورة حتى لا نعود عن الطريق الصحيح، وأكد يالقول: نحن نقف بقوة في وجه العدو وقمنا بصنع أحدث المعدات العسكرية والصواريخ والسفن الحربية والطائرات المسيّرة المتقدمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن