مئة يوم على العدوان.. و«الأورومتوسطي»: 100 ألف فلسطيني بين شهيد ومفقود وجريح … «أونروا»: الموت الهائل والدمار والنزوح والجوع والخسارة والحزن تلطخ إنسانيتنا المشتركة

مع مرور مئة يوم على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومواصلة الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين وسقوط المئات بين شهيد وجريح، اعتبرت الأمم المتحدة أمس أن آلة القتل الإسرائيلية لم تميز ولم تستثن البشر أو الحجر أو حتى الحيوان حيث شهد القطاع الموت الجماعي والدمار والتشريد والجوع والخسارة والحزن، في حين أشار المرصد «الأورومتوسطي» لحقوق الإنسان إلى أن هناك 100 ألف فلسطيني بين شهيد ومفقود وجريح.
ونقلت قناة «القاهرة» الإخبارية الأحد عن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» تأكيده لدى مغادرته مطار العريش الدولي متوجهاً إلى مدينة رفح جنوب القطاع، حيث يعبر منها إلى مدينة غزة لرؤية الأوضاع على الأرض، أن آلة القتل الإسرائيلية لم تميز ولم تستثنِ البشر أو الحجر أو حتى الحيوان، مؤكداً أن الجميع عرضة لهذه المجازر، وأنه ذاهب إلى غزة لرؤية الأوضاع على الأرض.
وطالب لازاريني بفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات لأهالي القطاع، مؤكداً أن الحرب في قطاع غزة جريمة إنسانية، مديناً استهداف الاحتلال للمدنيين في القطاع.
وقال: «إن الموت الهائل والدمار والنزوح والجوع والخسارة والحزن في الأيام الـ100 الماضية تلطخ إنسانيتنا المشتركة».
وقبيل وصوله إلى مطار العريش اعتبر لازاريني في بيان نقلته وكالة «الأناضول» أن المئة يوم الماضية كانت بمثابة 100 عام بالنسبة لسكان غزة، مشيراً إلى أن الفلسطينيين تعرّضوا لأكبر تهجير منذ عام 1948 بسبب القصف.
وأضاف: إن معظم سكان غزة، بما في ذلك الأطفال، سيحملون الجروح الجسدية والنفسية الناجمة عن الهجمات مدى الحياة، مردفاً: «1.4 مليون شخص لجؤوا إلى ملاجئ «أونروا» واضطروا للعيش في ظروف غير إنسانية».
ولفت إلى أن غزة خلال 100 يوم الماضية، شهدت الموت الجماعي والدمار والتشريد والجوع والخسارة والحزن، مضيفاً: «لقد كانت المئة يوم الأخيرة بمثابة 100 عام لسكان غزة».
ومع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي عدوانه لليوم المئة، قدّم المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة أمس جردة مفصّلة لعدد ضحايا العدوان والإبادة الجماعية بحق سكان القطاع.
ونقلت قناة «الميادين» عن القدرة قوله: إنه في اليوم الـ100 للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة تعمّد الاحتلال مسح الأحياء السكنية بعوائلها الآمنين، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال تعمّدت تدمير المنظومة الصحية، وتدمير بنيتها التحتية لانهيارها بالكامل، لافتاً إلى أن الاحتلال تعمّد استهداف 150 مؤسسة صحية، وإخراج 30 مستشفى و53 مركزاً صحياً من الخدمة، وتدمير أكثر من 121 سيارة إسعاف، مشيراً إلى أن الاحتلال قتل 337 من الكادر الصحي، واعتقل نحو 99 آخرين في ظروف قاسية جداً.
ولفت القدرة إلى أن الاحتلال ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 125 شهيداً و265 إصابة في الساعات الماضية، وهذا ما وصل للمستشفيات فقط خلال الـساعات الـ24 الماضية، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم لإغاثتهم أو الحفاظ على أرواحهم.
وأعلن القدرة ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 23968 شهيداً و60582 إصابة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، 70 بالمئة من الضحايا هم من الأطفال والنساء، وأضاف: بالإجمال ارتكب الاحتلال أكثر من 2000 مجزرة ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة.
كما أجبر الاحتلال تحت القصف والتدمير وفق القدرة نحو مليوني فلسطيني على النزوح في ظروف قاسية، في ظل خطر المجاعة، وانتشار الأمراض والأوبئة، مطالباً المؤسسات الدولية «بإجراء تدخلات فاعلة ومركزة لمنع الكارثة الإنسانية والصحية بين النازحين الفلسطينيين»، مشيراً إلى أنه بعد مرور 100 يوم لم يفلح المجتمع الدولي في توفير ممر إنساني آمن يضمن تدفق المساعدات الطبية، وخروج الجرحى بعيداً عن قيود الاحتلال الإسرائيلي.
بدوره تحدث المرصد «الأورومتوسطي» لحقوق الإنسان في تقرير عن ضحايا الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في القطاع، بعد مرور مئة يوم على العدوان، مشيراً إلى أن هناك 100 ألف فلسطيني بين شهيد ومفقود وجريح، مؤكداً أن الاحتلال ارتكب جرائم مروعة في أكثر إحصائية دموية في التاريخ الحديث.
وبينما نقلت «الميادين» عن مصدر ميداني بأن تفجيرات أرضية عنيفة هزت مدينة غزة ناتجة عن نسف جيش الاحتلال عدداً كبيراً من المنازل، قرب كلية المجتمع جنوب المدينة، أفادت وكالة «وفا» الفلسطينية بانتشال 50 شهيداً عقب قصف منزل يتكون من ثلاثة طوابق بصاروخين على الأقل، يؤوي عدداً من العائلات في حي الدرج المكتظ بالسكان وسط مدينة غزة، على رؤوس ساكنيه، حيث تم نقل أغلبية الشهداء والجرحى إلى مستشفيي الشفاء والمعمداني بالمدينة.
كما استشهد 5 مواطنين، وأصيب 10 آخرون، بقصف مدفعي على حيي الصبرة والزيتون بالمدينة، وفق الوكالة.
وفي منطقة السوارحة وسط القطاع، تم انتشال 3 شهداء بعد استهداف منزل غرب المخيم، إضافة إلى 6 شهداء تم انتشالهم من مخيمي المغازي والبريح، وتم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، على ما ذكرت الوكالة.
وجنوب القطاع، أوضحت الوكالة أن أكثر من 30 مواطناً استشهدوا جراء غارات استهدفت منازل المواطنين وسط وشرق مدينة خان يونس، وتم نقل أغلبيتهم وهم من الأطفال والنساء إلى مستشفيي الأوروبي وكمال ناصر، في حين استشهد على الأقل 23 مواطناً بعد استهداف منزلين وسط مدينة رفح ومركبة في الطريق الغربي من المدينة، أغلبيتهم من النازحين، وتم نقلهم إلى مستشفيي أبو يوسف النجار والكويتي.
من جهتها أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» بأن الاحتلال استهدف المناطق الوسطى بقطاع غزة بالقنابل الفوسفورية.