سورية

عشية لقاء كيري ولافروف في زيوريخ … الرياض تخرج عن تفاهمات «فيينا» ومقتضيات (2254) وتعلن أن «العليا للمفاوضات» هي من تحدد وفد المعارضة!!

| الوطن- وكالات

عشية لقاء بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في مدينة زيوريخ السويسرية لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة وفد المعارضة، خرجت السعودية عن التفاهمات التي أرستها اجتماعات فيينا العام الماضي، ومقتضيات القرار الدولي (2254)، بخصوص العملية السياسية في سورية، معلنة أن «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، هي من يحدد وفد المعارضة إلى المفاوضات مع الحكومة السورية والتي تخطط الأمم المتحدة لتنظيمها في مدينة جنيف السويسرية.
وذكرت مصادر، أن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا يؤيد مشاركة أربعة وفود في «جنيف3»، وذلك عقب يوم من استنكاف الأمم المتحدة عن توجيه الدعوات لحضور المفاوضات التي تسعى إلى إطلاقها في 25 من الشهر الجاري، إلى حين اتفاق «مجموعة الدعم الدولية لسورية» على تشكيلة وفد المعارضة.
ومن المقرر أن يجتمع كيري ولافروف في زيوريخ من أجل الاتفاق على وفد المعارضة، بعد أن أخفق مساعديهما في تجاوز هذا اللغم في اجتماعهم الثلاثي مع دي ميستورا الأسبوع الماضي.
في الرياض، بحث ملك بني سعود سلمان بن عبد العزيز أمس مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، واستعرضا مستجدات الأحداث في المنطقة.
وفي وقت لاحق، عقد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع فابيوس، أكد فيه أن «المعارضة السورية هي التي ستحدد من يمثلهم في المفاوضات مع النظام».
وقال الجبير رداً على سؤال عن المفاوضات السورية المرتقبة: إن «الهيئة العليا للمفاوضات هي الجهة المعنية بتحديد من يمثلهم في المفاوضات». وأضاف: «لا يجوز لأي طرف آخر أن يفرض على المعارضة السورية من يمثلهم في المباحثات مع (الرئيس) بشار الأسد».
وأوكل القرار الدولي (2254) مهمة تشكيل الوفد المعارض إلى دي ميستورا على أن يراعي في ذلك مؤتمر الرياض ومنتدى موسكو واجتماع القاهرة.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي: إن بلاده تشجع المضي قدماً في المصالحة والمفاوضات لانتقال سلمي في سورية، مطالباً «بوضع حد لقصف المدنيين في سورية من روسيا وقوات الحكومة».
بدوره، أعلن رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب، أن الهيئة رفضت طلباً من دي ميستورا، لتوسيع وفد التفاوض. ونقلت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة عن حجاب إشارته إلى تمسك الهيئة بإجراء عملية تفاوض حقيقية تؤدي إلى إزالة «المجرمين» من السلطة، وعودة المُهجَّرين إلى أوطانهم، وليس مجرد «دردشة».
وتختم «الهيئة العليا للمفاوضات» اليوم الأربعاء في الرياض اجتماعها الذي عقدته لحسم المشاركة في مفاوضات جنيف. ونقلت تقارير إعلامية عن مصادر مطلعة، أن الاجتماع سيحدد معيار المشاركة في مفاوضات جنيف، مؤكدة أن الخطوط العريضة لأي مشاركة في مفاوضات مع الحكومة ستكون وفق مرجعية «مؤتمر الرياض» للمعارضة، إضافة إلى بيان جنيف الأول، التي تؤكد تشكيل «هيئة الحكم الانتقالي».
وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي مع دي ميستورا: إن الأرجح على ما يبدو هو تأجيل المفاوضات. وأشار مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إلى وجود خلافات كبيرة حول تشكيلة وفد المعارضة، مبيناً أن بلاده «متمسكة بتطبيق قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ الذي نص على أن المعارضة تأتي من الرياض ومؤتمرات أخرى»، واعتبر أن «التمثيل الواسع لوفد المعارضة سيكون أساسياً». وأوضح أنه يعني بذلك «وفداً موحداً واسع التمثيل» للمعارضة.
ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، عن مصادر متابعة للجهود الدولية لعقد مفاوضات جنيف، أن دي ميستورا يؤيد مشاركة أربعة وفود في المفاوضات المرتقبة، كوسيلة لحل الإشكالية التي تتعلق بتشكيلة وفد المعارضة. وأشارت إلى أن بعض دول مجموعة العمل من أجل سورية رأت أن الفكرة معقولة.
وأوضحت المصادر، أن الاقتراح يتضمن تشكيل أربعة وفود، واحد للنظام، وآخر ل«الهيئة العليا للمفاوضات»، والثالث للمعارضة التي تتبناها موسكو. أما الوفد الرابع فهو بصفة مراقبين غير مفاوضين، قوام أغلب أعضائه من المجتمع المدني، ويشكّل حلاً وتجسيداً للمواقف التي اتخذتها بعض الشخصيات السورية المعارضة التي رفضت أن تكون في وفد معارض على آخر، وفضّلت ألا تدعى على أن تدخل في نزاع جديد بين طرفي معارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن