«أونروا»: الحرب شردت مليوني فلسطيني … «الصحة العالمية» و«يونيسيف» و«الغذاء العالمي» تطالب بتغيير جذري في تدفق المساعدات إلى غزة
| وكالات
طالبت منظمتا الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» وبرنامج الغذاء العالمي، بتغيير جذري في تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، بينما أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا» أن الأزمة الإنسانية المستمرة الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تمثل واحدة من العمليات «الأكثر تعقيداً وتحدياً» في العالم.
وحسب موقع «اليوم السابع» المصري، ذكرت المنظمات التابعة للأمم المتحدة، في بيان أمس الإثنين في جنيف، أنه مع تزايد خطر المجاعة وتعرض المزيد من الأشخاص لتفشي الأمراض الفتاكة في غزة، فإن هناك حاجة ماسة إلى إيصال الإمدادات الكافية إلى غزة وعبرها، من خلال فتح طرق دخول جديدة والسماح لعدد أكبر من الشاحنات بالمرور عبر نقاط التفتيش الحدودية كل يوم، إضافة إلى وضع قيود أقل على حركة العاملين في المجال الإنساني وإتاحة ضمانات السلامة للأشخاص الذين يصلون إلى المساعدات ويقومون بتوزيعها.
وأكدت المنظمات الأممية، أن المساعدات الإنسانية وحدها لا تستطيع تلبية الاحتياجات الأساسية لاهالي غزة، ولفتت إلى أن الأمم المتحدة ووكالات المعونة الدولية والمنظمات غير الحكومية تمكنت حتى الآن من تقديم مساعدات إنسانية محدودة في غزة، وذلك على الرغم من الظروف الصعبة للغاية، وأشارت إلى أن الكميات أقل بكثير مما هو مطلوب لمنع مزيج مميت من الجوع وسوء التغذية والفقر والمرض، وحذرت من تفاقم النقص في الغذاء والمياه النظيفة والمساعدة الطبية بشكل خاص في المناطق الشمالية.
وأوضحت المنظمات أنه بمجرد دخول المساعدات فإن الجهود الرامية إلى إنشاء نقاط خدمة للأشخاص المحتاجين تتعرض للعرقلة بسبب عمليات القصف وجبهات القتال المتغيرة باستمرار، ما يعرض حياة أهالي غزة العاديين والأمم المتحدة وغيرهم من العاملين في المجال الإنساني الذين يسعون جاهدين لمساعدتهم للخطر.
ولفتت المنظمات الدولية، إلى حاجة وكالات الإغاثة بشدة إلى تصريح إسرائيلي لاستخدام ميناء عامل قريب من قطاع غزة ونقاط العبور الحدودية إلى الشمال، مضيفة أن من شأن الوصول إلى ميناء أشدود المحتلة، الذي يقع على بعد نحو 40 كيلومتراً إلى الشمال، أن يتيح شحن كميات أكبر بكثير من المساعدات ثم نقلها بالشاحنات مباشرة إلى المناطق الشمالية المتضررة بشدة في غزة، والتي لم يتمكن سوى عدد قليل من القوافل من الوصول إليها.
بدورها.. قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندى ماكين: إن السكان في غزة يواجهون خطر الموت من الجوع على بعد أميال قليلة من الشاحنات المملوءة بالأغذية، وحذرت من أن كل ساعة ضائعة تعرض حياة عدد لا يحصى من الناس للخطر، وأكدت أنه لا يمكن منع المجاعة إلا إذا تم توفير الإمدادات الكافية وإمكانية الوصول الأمن إلى جميع المحتاجين أينما كانوا.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في البيان: إن المجاعة ستجعل الوضع الرهيب بالفعل كارثياً في غزة، وخاصة أن المرضى هم أكثر عرضة للاستسلام للمجاعة والأشخاص الذين يعانون الجوع أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وشدد على الحاجة للوصول الأمن من دون عوائق لتقديم المساعدات ووقف إطلاق النار الإنساني لمنع المزيد من الموت والمعاناة.
وكشفت مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط رنا الحجة، خلال مؤتمر صحفي حول مستجدات حالة الطوارئ الصحية بإقليم شرق المتوسط، أن احتياجات الصحة الإنجابية كبيرة في غزة.
وقالت: إن هناك نحو مليون لاجئة من النساء والفتيات، ونحو 50 ألف امرأة حامل و180 امرأة تلد كل يوم في غزة، وتقريباً 20 سيدة تلد ويحدث لهن مضاعفات نتيجة الولادة ويحتجن إلى علاج طبي متخصص، وخاصة في وضع المستشفيات غير العاملة، وهناك نقص في البنج، وخاصة بالنسبة للسيدات اللاتي يحتجن إلى ولادة قيصرية فهذا يمثل مشكلة لهن، وعدم وجود معدات للحفاظ على صحة وكرامة السيدات وخصوصيتها، ونحاول توفير هذه المعدات، موضحة، أن 65 ألف سيدة مرضعة ويحتجن إلى تغذية خاصة.
من جانبه، أكد مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أحمد المنظري أنه بالنسبة لحماية النظم الصحية وحماية العاملين الصحيين فإن هناك قانونا دوليا يحميهم، ولكن في إسرائيل هناك اختراق للقانون الدولي، وقال إن المنظمة ستواصل عملها في تقديم المساعدات ولن تتوقف، رغم صمت العالم ويجب علينا جميعاً أن نوحد جهودنا ونتعامل مع الروح البشرية بروح واحدة بين الجميع، لذلك يجب أن نتحمل جميعاً مسؤولية ما يحدث في الإقليم، موضحاً أن السلطات الصحية في مصر متعاونة من خلال الهلال الأحمر المصري، وأيضاً وزارة الصحة المصرية لكن السلطات الإسرائيلية تعارض وتعوق دخول المساعدات، لافتاً بالقول: لا نستطيع إنكار الدور المصري في تقديم المساعدات.
من جهته، قال رئيس فريق الطوارئ الصحية بمكتب منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة أياديل سباربيكوف: أرسلنا عدداً من البعثات إلى مستشفى الشفاء وقدمنا الغذاء والأدوية من خلال الوكالات الأممية الأخرى ونحن ملتزمون بدعم اهل غزة في جميع المناطق، موضحاً أنه تم قتل عدد من الأطقم الطبية وتعرضت العديد من المقار الأممية للهجوم.
على خطٍّ موازٍ، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا» أن الأزمة الإنسانية المستمرة الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تمثل واحدة من العمليات «الأكثر تعقيدًا وتحديًا» في العالم، مع تسبب العدوان باستشهاد ما يزيد على 24 ألف فلسطيني وتشريد ما يقرب من مليونين آخرين.
وقالت «الأونروا»: بعد 100 يوم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فإن الدمار الهائل والنزوح والجوع والخسارة خلال المئة يوم الماضية تلطخ إنسانيتنا المشتركة، وأضافت: لقد أصبحت العمليات الإنسانية واحدة من أكثر العمليات تعقيداً وتحدياً في العالم بسبب الحصار المشدد على قطاع غزة، وأشارت إلى أن المساعدات المقدمة للقطاع، ليست كافية لتلبية الاحتياجات، وقالت إن الماء والغذاء تحول إلى إحدى أدوات الحرب التي يتم استخدامها في قطاع غزة.