عربي ودولي

موسكو وطهران بحثتا تعزيز التعاون العسكري وأدانتا الهجمات على اليمن … لافروف وعبد اللهيان: وقف إطلاق النار في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية

| وكالات

أدان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بشدة الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن، وبالتزامن مع ذلك عقد عبد اللهيان مؤتمرا صحفيا مع نظيره الهندي سوبرامانيام جيشانكار أكد فيه وهو يتوجه إلى نظيره الأميركي انتوني بلينكن، أن «الحل ليس في الحرب».
وحسب موقع «روسيا اليوم»، جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية: أن لافروف وعبد اللهيان ناقشا خلال محادثة هاتفية جرت بينهما أمس التقدم المحرز في إعداد اتفاقية جديدة بين البلدين، وعدداً من القضايا العملية للتعاون الثنائي في التجارة والاقتصاد والنقل والخدمات اللوجستية وغيرها من المجالات.
وأضاف البيان: تم إيلاء اهتمام خاص لتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، حيث دعا الوزيران إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لتقديم المساعدة العاجلة للمدنيين المتضررين.
كما ناقش الوزيران وفق البيان مهام مواصلة الاتصالات والتنسيق على كل المستويات، مؤكدين على الالتزام المتبادل المستمر بالمبادئ الأساسية للعلاقات الروسية الإيرانية، بما في ذلك الاحترام غير المشروط للسيادة والسلامة الإقليمية والمبادئ الأخرى لميثاق الأمم المتحدة، والتي سيتم التأكيد عليها في اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الكبرى التي يجري الإعداد للتوقيع عليها بين روسيا وإيران.
إلى ذلك وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الهندي جيشانكار في العاصمة الإيرانية طهران، توجه وزير الخارجية الإيراني، إلى نظيره الأميركي مشدداً على أن «الحل ليس في الحرب»، وقال عبد اللهيان: لا يمكن لأميركا أن تخلق داعش في المنطقة وتدعي محاربة الإرهاب، ولا يمكن لأميركا أن تقف إلى جانب إسرائيل بكل قواها وتشارك في قتل وإبادة آلاف المدنيين وفي الوقت ذاته تدعو الآخرين إلى ضبط النفس والصمت.
وشدد على أنه «لا يمكن لأميركا أن تتحدث عن عدم رغبتها في توسيع نطاق الحرب في المنطقة وتبعث لنا وللآخرين رسائل تدعو إلى ضبط النفس وهي ترفع التوتر في البحر الأحمر وتشن الهجوم على اليمن»، وتوجه إلى نظيره الأميركي قائلاً: بصوت عال أقول لبلينكن الحل ليس في الحرب، قبل 100 يوم قلنا لكم لا تلوثوا أياديكم بدماء أهل غزة، ولا تربطوا مصيركم بـ(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو المنتهية صلاحيته.
وفي وقت سابق، أمس أكد عبد اللهيان أن قوى المقاومة في المنطقة تعمل لمصلحة شعوبها، وأصبحت اليوم تتمتع بالقوة والتنظيم من أجل تعزيز السلام والأمن فيها، مشيراً إلى أن عملية «طوفان الأقصى» هي من أجل تحرير الحقوق الفلسطينية المغتصبة، مشدداً على أن جميع محاولات كيان الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة شيطنة هذه العملية قد فشلت، وأن أميركا ترتكب خطأً كبيراً بدعمها هذا الكيان الغاصب، ولفت عبد اللهيان إلى أنه خلال 100 يوم من القصف الإجرامي المتواصل لم يتمكن كيان الاحتلال من تحقيق أي من أهدافه المعلنة.
في غضون ذلك، بحث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اتصال هاتفي أمس مع نظيره الإيراني العميد محمد رضا أشتياني القضايا الراهنة للتعاون العسكري الثنائي، كما تم تبادل وجهات النظر حول قضايا الأمن الإقليمي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس: إن الطرفين أكدا التزامهما بالمبادئ الأساسية للعلاقات الروسية الإيرانية، بما في ذلك الاحترام غير المشروط لسيادة كل منهما وسلامة أراضيه، وهو ما سيتم تأكيده في المعاهدة التي يجري إعدادها للتوقيع بين روسيا وإيران لتعزيز العلاقات الإستراتيجية بينهما، وأوضحت (الوزارة) أن شويغو أشار خلال المحادثة الهاتفية إلى أن موسكو وطهران تعملان باستمرار على زيادة الجهود المشتركة من أجل بناء عالم متعدد الأقطاب.
ومع تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لأكثر من 100 يوم من الإبادة الجماعية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني إن هذه الحرب سجلت لهذا الكيان المزيف وللولايات المتحدة صفحة سوداء مخزية للأبد في سجلات التاريخ.
وشدد كنعاني في منشور على منصة «إكس» على أن الكيان الصهيوني الآن يفتقد لأدنى إنجاز إستراتيجي، وذلك بعد أكثر من 100 يوم من العدوان على غزة، وأنّ العدوان على غزة سجل للكيان الإسرائيلي المزيف وللولايات المتحدة صفحة سوداء في سجلات التاريخ.
وأضاف إن «هذه الجرائم لن تنقذ أبداً هذا الكيان العنصري من خطر الانهيار، ولن تضيف له ولمسؤوليه وداعميه الدوليين سوى السقوط والإذلال»، مؤكداً أن «المستقبل لفلسطين وشعبها المظلوم الصابر والمقاوم».
وأول من أمس الأحد، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي في كلمة له خلال مؤتمر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب بعنوان «طوفان الأقصى الدولي ويقظة الوجدان الإنساني»: إنه «على محكمة العدل الدولية اتخاذ قرار مسؤول تجاه ما يحدث في غزة»، مشيراً إلى أن «قضية فلسطين تحولت إلى أهم مواضيع البشرية اليوم، وباتت على رأس أولويات ضمائر الشعوب والحكومات»، وأكد أن العالم اليوم يدرك جيداً أن النضال الفلسطيني كشف النفاق العالمي، وأظهر الوجه الحقيقي للولايات المتحدة وبعض دول الغرب.
وفي وقت سابق، دعا قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي، جبهة المقاومة إلى البقاء «على أهبة الاستعداد» في مواجهة الاستكبار، قائلاً: إن على جبهة المقاومة «ضرب العدو حيث تطول يدها». كما أشار في تغريدة له إلى أن «جرائم الكيان الصهيوني لن تُنسى، وحتى بعد زوال هذا الكيان من على وجه الأرض، وستسجل هذه الجرائم وقتل الآلاف من الأطفال والنساء في الكتب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن