الاحتلال واصل حرب الإبادة لليوم 101 وحصيلة الشهداء أكثر من 24 ألفاً … القدرة: نسبة الإشغال في المشافي 360 بالمئة والوضع أكثر من كارثي في القطاع
| وكالات
واصل العدو الإسرائيلي أمس لليوم 101 حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط المزيد من الشهداء والجرحى، وسط استمراره في خنق المنظومة الصحية في القطاع وخروج معظم المراكز الصحية عن الخدمة، وانقطاع الاتصالات لليوم الرابع على التوالي في القطاع، وذلك بعدما ارتكب 12 مجزرة، رفعت حصيلة الشهداء إلى 24100 والمصابين إلى 60834 حتى ساعة إعداد الخبر.
ونقلت وكالة «وفا» الفلسطينية عن مصادر طبية في القطاع، تأكيدها استشهاد 16 مواطنا بينهم 6 أطفال في قصف طيران الاحتلال الحربي المتواصل على خان يونس جنوب القطاع، واستشهاد 6 مواطنين وإصابة 15 آخرين بجروح مختلفة بعد قصف من طيران الاحتلال، لمنزل في حي الزيتون شرق مدينة غزة.
وحسب الوكالة، فقد فجرت قوات الاحتلال عدداً من منازل المواطنين في قرية المصدر وسط القطاع، في حين شنت طائراته الحربية غارات جوية كثيفة على مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع.
إلى ذلك جرى انتشال جثماني شهيدين في منطقة عبسان شرق خان يونس، بالترافق مع انتشال طواقم الدفاع المدني عدداً كبيراً من الشهداء والإصابات بعد استهداف منزل لعائلة السوسي في حي الصبرة بمدينة غزة فجر أمس، على ما ذكرت الوكالة.
وفي وقت سابق أمس أعلنت وزارة الصحة في غزة، وفقا لقناة «الميادين» ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 24100 شهيد و60834 إصابة حتى وقت إعداد الخبر.
وقالت الوزارة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 12 مجزرة بحق العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 132 شهيداً و252 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشارت إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
بدوره، قال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة للميادين إن الاحتلال يخنق المنظومة الصحية في غزة مع خروج معظم المراكز الصحية عن الخدمة، لافتاً إلى أن نسبة الإشغال في المشافي التي تعمل في القطاع بلغت 360 بالمئة والوضع أكثر من كارثي في القطاع.
وقبل ذلك، نقلت «وفا» عن مصادر طبية، تأكيدها استشهاد 33 مواطناً، بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات، فجر أمس جراء قصف الاحتلال لعشرات لمنازل في مدينة غزة، في حين شهدت عدة مناطق في خان يونس وفي مخيمي البريج والمغازي قصفاً مدفعياً مكثفاً.
ووصف المتحدث باسم الهلال الأحمر الأوضاع في قطاع غزة بـ«الكارثية»، بسبب البرد الشديد وظروف النزوح.
ولليوم الرابع على التوالي، تواصل الانقطاع الكامل لخدمات الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، بسبب العدوان المتواصل، على ما ذكرت «وفا» التي أشارت إلى أن قطاع الاتصالات يعاني الاستهداف المستمر، إذ وصل حجم الدمار إلى ما يزيد على 80 بالمئة، بالإضافة إلى تعرض الطواقم الفنية للاستهداف المباشر، خلال قيامها بعملها على الرغم من وجود تنسيق مسبق عن طريق المؤسسات الدولية.
وهذه هي المرة السابعة على الأقل، التي تنقطع فيها الاتصالات بالكامل عن قطاع غزة، منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول الماضي، علما أن تضرر الخطوط والشبكات وأبراج الإرسال جراء الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان في البنية التحتية، ونقص الوقود بسبب الحصار، أديا إلى انقطاعات متكررة وضغط على الشبكة وضعف الإرسال في أنحاء متفرقة من القطاع.
ويتزامن انقطاع الاتصالات والإنترنت مع تصعيد الاحتلال مجازره التي يرتكبها بحق الأهالي في القطاع إضافة إلى تعطيل جهود إنقاذ المواطنين وإسعافهم.
في الأثناء كشف وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف، عدداً من المواقع الأثرية التي استهدفها الاحتلال منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.
ونقل موقع «اليوم السابع» عن أبو سيف قوله: «نحن أحصينا بشكل نهائي في التقرير الأولي الأخير لوزارة الثقافة تدمير 195 مبنى تاريخياً، بجانب 9 مواقع تراثية وأثرية مثل الكنيسة البيزنطية والمقبرة الرومانية القديمة بجانب ميناء غزة القديم وهو الميناء الفينيقي القديم ومواقع مختلفة، ومقام الخضر ومقامات مختلفة في غزة».
وأضاف أبو سيف: «أول شيء نقوم به هو عملية الإحصاء المستمر»، موضحاً أن استهداف المواقع التراثية تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، لأن هذه المواقع الأثرية والتراثية محمية بقوانين وتشريعات دولية.
وتابع: «نحن نتابع عن كثب كل ما يجرى في المواقع التراثية والأثرية ونقوم بعمل إحصائيات أولية حول عدد المواقع الأثرية التي يتم استهدافها من الاحتلال في غزة».
وأكد أبو سيف أن المشروع الصهيوني تاريخياً قائم على محاولة سلب الذاكرة الفلسطينية من خلال سرقة تراثنا وآثارنا وسلب جزء كبير منها لحساب ترويج حكاية وجود مزعوم للعبرانيين، وهو وجود لم يثبت له أثر في التاريخ.
وأضاف في فلسطين وجدت اللغة الأثرية والبحوث التاريخية أدلة على وجود الرومان والبيزنطيين والآشوريين والفراعنة، بجانب الوجود الدائم والمستمر للكنعانيين والفينيقيين ولكن لا يوجد حجر واحد يؤكد أن العبرانيين كانوا يوجدون هنا.
وأوضح أبو سيف، أن الحرب الأساسية التي تشنها إسرائيل تاريخياً على الشعب الفلسطيني هي حرب على الذاكرة، حيث تريد محو الذاكرة الفلسطينية وأن تستبدل هذه الذاكرة بذاكرة جديدة، وما لم تستطع أن تسرقه من آثار وتراث يتم هدمه، وهذا ما يحدث في غزة، حيث يتم هدم المباني التاريخية، كما يتم هدم المتاحف وسرقة محتوياتها وهدم المراكز الثقافية والمسارح والمكتبات العامة والمطابع ودور النشر.