ثقافة وفن

الأدب ومداد يراعه الأبقى

| منال محمد يوسف

إن المداد الأدبي ومعرفة مقوماته، وكيف نقف على شط بحره الموغل في تاريخ الجمال الحقيقي، في تاريخ نباهة الأدب المستبقي لنا، حيث نقرأ كيف عن عصورٍ جميلة وكذلك بلاطات الأدب.

فالأدب هو الذاكرة الجمالية لكل عصرٍ من العصور، هو المدّ الحقيقي بين لغتي الحلم والواقع، هناك يبقى البوح بأسماء تجلياته الأدبي، يضيء مدارات الثقافة لدينا، ويبقى الينبوع الأوحد الذي يرفد مكونات النفس البشرية، مكونات الالتقاء على شط الحرف الأول، وشعاعه الثقافي المزدهر بألف لغة من لغات المداد الأدبيّ الذي ما يزالُ يأتي إلينا عبر ثقافة لا تخلو من عبقريات الإبداع المستمر، وقد تحمل فكرة المدّ أو المداد الأدبي.

ولا بدَّ أن نتخيّل بحره الواسع، حيث تتزاحم الكلمات الجميلة ذات المعنى الدال والمدلول عليه، وحيث يمتد الأدب ونوره ويُصبح عظيماً بما يمتلك من جمالية الأشياء التي يبتغي الكتابة عنها والاقتراب من الشيء الذي يرفد نهر الأدب ويجعل مده عظيماً..

ويبقى الأدب كبحرٍ وافر العطايا الثقافية ويحمل الكثير ويستطيع أن يُغير الكثير من محدودية الأشياء التي تلتصق بنا وتصاغُ على شكل مصطلحات أدبيّة قد تُظهر لنا الكثير من عظمة المعاني ورقي الألفاظ، وبالتالي قد تُلبي «ذائقة الرُّوح» التي ما تزالُ تعشق فنون الآداب جميعها، وقد ترتسم جمالية الأدب في تجلّيات كل ما يُكتب وفي أحجية القول الواعد وفي لجّة النبض الكتابي واستحقاق بينات أمره ومداه الدلاليّ.

فالأدب قد يمتثل لنا كريحٍ طيبة النفحات، طيبة الثقافات وطيبة الأفكار والألفاظ المتراكمة وقد يحمل ذاكرة الترميز المختلفة المنشأ والأجناس الذي يمتثل من خلالها المدّ الشعري والقصصي والروائي والشعري والنثري، وقد يمتثل لكل جنسٍ من هذه الأجناس الأدبية مداه المهم ورسالته التي تدلُّ عليه بشكلٍ أو بآخر وكذلك ترتسم مهامه الفكرية والثقافية ودراساته المستفيضة التي تُمثل «الحقيقة المثلى لكل ما يكتب ومدّه الأسمى الذي نتمنى أن يسمو ويزدهر مع الأيام».

فالأدب قد يعني المدّ الجماليّ واعتلاء الروح عرش أبهى الكلمات وإظهار حقيقة التاريخ بألف لغة ولغة قد تكون مزدانة الجمال الأدبيّ الذي يبتغي أن يسود في كلّ عصرٍ من العصور..

تضيء مسارات المد الزماني والمكاني وأيضاً جارٍ بكل تلك القامات الأدبية، فالمد الأدبي قد يرسم لنا «مجموعة من العلامات الأدبية» وبالتالي يُضيءُ مسارات المدّ الزمانيّ والمكانيّ لكل عصرٍ أدبيّ.

قد يمتثل وكأنّه «نبراس منير» لا يخفت نور نجمه بالتقادم وإنما يبقى يحمل تجلّيات من سموّ النزعة الكتابيّة المهمة ويرسم ومضات الفكر الجميل أبعاد المدّ الأدبي المرتجى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن