تميز بقدرته الوافرة على كتابة الشعر والنقد … الموت غيّب الشاعر عبد السلام المحاميد بعد عطاء كبير في مجالات الثقافة
| وائل العدس
نعى اتحاد الكتّاب العرب في سورية الشاعر عبد السلام قاسم المحاميد، الذي رحل بعد عطاء كبير في مجالات الثقافة والشعر والأدب.
تميز بقدرته الوافرة على كتابة الشعر والنقد، وحضوره العربي المتميز، وكان وفياً لأسرته ولزملائه، ويحب الناس جميعاً، وعمل في الساحة الثقافية بكل محبة ورقي.
ولد الراحل في قرية النعيمة في محافظة درعا عام 1963 وتميز إنتاجه الأدبي بنقل القضايا الإنسانية، وجمع في شعره بين الأصالة والحداثة، وله عدد من الإصدارات، وشارك بعدد من الأنشطة المحلية والعربية، وفاز بأكثر من جائزة.
الشاعر المحاميد يحمل شهادة الدكتوراه في الأدب والنقد وهو عضو جمعية الشعر في اتحاد الكتّاب العرب.
فاز بالعديد من الجوائز منها جائزة د. سعاد الصباح عن ديوان «وفي الروح متسع للصهيل»، وجائزة ربيعة الرقي وجائزة ماجد أبو شرار، وجائزة المزرعة، وجائزة مهرجان عكاظ.
وكتب الأديب علي المصري دراسة بعنوان «الغربة والانكسار» في شعر عبد السلام المحاميد في كتابه الصادر عن اتّحاد الكتّاب العرب عام 1997، في حين كتب عنه أيضاً الأديب جميل حسن في كتابه «قراءات الشعر السوري الحديث» الصادر عن اتحاد الكتّاب العرب عام 2009.
مؤلفاته
يضم رصيد الشاعر الراحل 8 مجموعات شعرية ودراسة نقدية واحدة هي «إلى العيون الحزينة» عام 1984، و«وعادت السمراء» عام 1985، و«أغنية للعيد» عام 1987، و«مع خالص حبي» عام 1990، و«وفي الروح متسع للصهيل» عام 1994، و«وجهك الصبح وعيناك البلاد» عام 1994، و«ابتهالات بين يدي سيدة الفل والياسمين» عام 2000، و«جلنار المساء» عام 2005، إضافة إلى دراسة نقدية بعنوان «رؤى نقدية في شعر المتنبي» عام 2009، وهي رسالة الدكتوراه في الأدب العربي.
حين يقطفني المغيب
في مجموعته الشعرية التي حملت عنوان «حين يقطفني المغيب»، اقتصرت على الشعر الموزون بشكليه الشطرين والتفعيلة والالتزام بقواعد اللغة والقافية والروي وفق المواضيع التي ترصدها العاطفة الموجودة في الموهبة الشعرية.
وأنشد في قصيدته «شعرة معاوية» الصدق وبقاء المواقف الصحيحة والمحبة من خلال استخدامه تفعيلات البحر البسيط وحرف الفاء ليوحده كَرَويّ يختتم فيه أبياته ما يزيد في علاقة المتلقي بموضوع الشعر فقال:
وهل يخيب الذي يدعوك معترفاً
بغير ما كان قبل اليوم يعترف
بكل ما سودت يمناه من صحف
بياضها.. كم تمنت مثله الصحف
أما في قصيدة «قامة الأسى» فتختلف الحالة الشعورية عند الشاعر وتختلف البنية التركيبية للموسيقا فالتفعيلة تتحرك مع الحدث، والعاطفة تحدد الحالة النفسية التي جعلت القصيدة تذهب إلى ما ينادي به الشاعر في الإصغاء إلى الذات ومتابعة ما تمليه بحذر ودراسة لأن النفس تصدق مع صاحبها فقال:
اصغ إلى نفسك.. لا يضيء.. فيه دم.. ولا يؤاخيك المدى..
ترفع في المساء قامة الأسى.. وتطفئ الصدى
وفي المجموعة وعبر تفعيلات مختلفة مواضيع متنوعة تصور كثيراً من الحالات النفسية والاجتماعية منها «كيف نحارب هذا المغيب؟» و«حافة الحلم» و«حينما كنت طفلاً» و«اركضي يا دقائق» وغيرها.
راحلون سابقون
وكان الشهر الأول من العام الجاري قد شهد رحيل مبدعين آخرين هما الأديب والشاعر والناقد وفيق خنسة الذي يعتبر من رواد الجيل الثاني في الشعر والنقد، إضافة إلى أدب الأطفال والسيناريو والشعر العامي.
أما المبدع الثاني فهو الأديب والمترجم حسن صقر صاحب القصص الشديدة الواقعية التي حلّق من خلالها، بالواقع على أجنحة سريالية، ليطلقها في فضاء الفن.
يشار إلى أن العام الماضي شهد رحيل أربع عشرة شخصية ثقافية سورية في مجال الأدب والشعر والقصة والرواية والترجمة والنقد والفكر والتأليف، هم: الكاتب والمترجم رفعت عطفة، الأديب نذير العظمة، الكاتب والشاعر شوقي بغدادي، الأديب ناظم مهنا، الكاتب والمترجم الدكتور نزار عيون السود، الكاتب والأديب السوري حيدر حيدر، المفكر والكاتب حليم بركات، الأديب والناقد المسرحي عبد الفتاح قلعجي، الأديبة والروائية سهام ترجمان، الأديب والروائي سهيل الذيب، الطبيب والمؤلّف إبراهيم حقي، الروائي والسيناريست خالد خليفة، الأديب والروائي وهيب سراي الدين، الشاعر محمد حسن العلي.