مع اقتراب موعد بداية الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024 يحاول الديمقراطيون تقديم النصيحة للرئيس الأميركي جو بايدن في كيفية كسب دعم الناخب الأميركي والتغلب على منافسه الجمهوري مهما يكن، ومن أهم هؤلاء السيناتور بيرني ساندرز الذي ينتمي إلى التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي الذي نافس بايدن على ترشيح الحزب في انتخابات 2020.
أصدر ساندرز تحذيراً قوياً قال فيه مخاطباً بايدن: «كن أكثر شراسة في معالجة مخاوف ملايين الناخبين المتأرجحين، وإلا فإنك تقوم بتسليم البيت الأبيض للرئيس الأميركي السابق ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب المناهض للديمقراطية».
وقال ساندرز في مقابلة له مع صحيفة «الغارديان» البريطانية إن «على الرئيس بايدن الاعتراف بالأزمات الكثيرة التي تواجه الطبقة العاملة في الولايات المتحدة، وإلا فإن منافسه الجمهوري سيفوز»، وقال أيضاً: «علينا أن نرى البيت الأبيض يعالج أموراً لها علاقة بالرعاية الصحية والإسكان والإصلاح الضريبي والتكلفة المرتفعة للأدوية»، وأضاف: «إذا تمكنا من جعل الرئيس يتحرك في هذا الاتجاه، فسوف يفوز»، وذكر السيناتور الأميركي عن ولاية فيرمونت أنه على اتصال بالبيت الأبيض للضغط في هذا الاتجاه، ويأتي تحذير ساندرز في وقت حرج للديمقراطيين وخاصة مع بدء تجمع الجمهوريين في ولاية أيوا لحضور الاجتماعات الحزبية التي تمثل البداية الرسمية للانتخابات الرئاسية لعام 2024.
الرئيس بايدن لا يواجه أي منافس جدي في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، أي إنه على الأغلب سيفوز بترشيح الحزب، ما جعل البعض يخشى من مواجهة أخرى بين بايدن وترامب في تشرين الثاني المقبل إذا فاز الأخير بترشيح حزبه، في حين يرى البعض الآخر أن مواجهة أخرى بين الرجلين ستؤدي إلى فوز بايدن للمرة الثانية.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن ترامب يحقق أرقاماً جيدة في الولايات الرئيسية التي تمثل ساحة المعركة الأساسية، كما أنه يكتسب قبولاً لدى المجموعات الديموغرافية التي ساعدت في فوز بايدن عام 2020، بما في ذلك الناخبين من أصول لاتينية والشباب، هذا ما دفع الكثير من الديمقراطيين ومن بينهم السيناتور ساندرز إلى التحذير من تهاون البيت الأبيض في التعامل مع هذه الانتخابات، وهؤلاء يؤكدون أن «فريق بايدن لا يقومون بعمل جيد وخاصة فيما يخص شرح ما أنجزه بايدن على الصعيد الاجتماعي».
وأشاد ساندرز بخطة بايدن للإنقاذ التي تبلغ قيمتها 1,9 تريليون دولار التي ساعدت في تجنب الانهيار الاقتصادي في أثناء الجائحة، وبقانون خفض التضخم الذي ضخ الأموال لتحويل الطاقة الأميركية بعيداً عن الوقود الأحفوري، كما كان متحمساً لقرار بايدن التاريخي بالانضمام إلى اعتصام عمال السيارات المتحدين «UAW» في أثناء إضراب النقابة مع أكبر ثلاث شركات لصناعة السيارات، ما جعله أقوى رئيس مؤيد للنقابة منذ فرانكلين روزفلت في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، إلا أن السيناتور الديمقراطي الذي حث الرئيس على الافتخار بإنجازاته قال إن على بايدن أن يعترف بالأزمات التي تواجه الأميركيين «فعليه أن يعترف أن الناس لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية الصحية والأدوية وغيرها من المشكلات».
اقترح ساندرز في النهاية أن بايدن يمكن أن يتعلم من المثال التاريخي الذي قدمه فرانكلين روزفلت في أثناء حملة إعادة انتخابه عام 1936، وهو الرئيس الذي أخرج أميركا من الكساد الكبير من خلال سياسته المشهورة باسم «نيو ديل» التي تعني توسيع استثمارات الحكومة لتشغيل العمل والقضاء على البطالة.
فهل حقاً سيستطيع بايدن تحسين موقفه أمام الناخب الأميركي كما يرى بيرني ساندرز؟ أم إنه خسر عدداً لا بأس به من داعميه بشكل نهائي؟.
كاتبة سورية مقيمة في الولايات المتحدة