«البعث» يطلق من اتحاد الكتّاب في المزة «مراجعة نقدية في الفكر والتطبيق» … دخل اللـه لـ«الوطن»: تجربتنا تعطينا القدرة ليجدد الحزب نفسه باتجاهات جديدة
| منذر عيد
أكد عضو اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي – رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام مهدي دخل اللـه أمس، في لقاء حواري بعنوان «حزب البعث مراجعة نقدية في الفكر والتطبيق» عقد في مبنى اتحاد الكتاب العرب، أن تجربة الحزب في التجديد والتغيير البنيوي تعطيه القدرة على أن يجدد نفسه الآن باتجاهات جديدة، مشيراً إلى أن المطروح حالياً أن يتجه الحزب نحو المجتمع أكثر من السلطة.
وقال في تصريح خاص لـ«الوطن»: «السؤال الحقيقي المطروح الآن هل يستطيع حزب البعث أن يكون حزباً راهناً؟ بمعنى هل عنده قدرة على الراهنية والمتابعة في وقت كل الأحزاب تقريباً تصاب بأزمات، والإيديولوجيا تصاب بأزمات»؟ وتابع: «بالتأكيد من اللازم أن تكون هناك جهود كبيرة لتطوير حزب البعث، ويكون عنده القدرة على التطوير، وتاريخ البعث يؤكد أنه كانت عنده تلك القدرة، لأنه مر تقريباً بخمس أو ست مراحل، كان التغيير والتجديد فيها بنيوياً كاملاً».
وأضاف: «الحزب كان لديه تجربة في التجديد والتغيير البنيوي، وهي تعطيه القدرة على أن يجدد نفسه الآن باتجاهات جديدة، والمطروح أن يتجه الحزب نحو المجتمع أكثر من السلطة، أي أن يتجه نحو النقابات ولكن بشكل جديد».
بدوره ركز الباحث نبيل صالح في محوره ضمن الندوة على ضرورة وجود النقد وكشف السلبيات وتغيير الغلط وأن يكون دور الحزب أساسياً في هذا النهج وعدم ترك أي أزمة بنيوية وصولاً إلى كشف الغلط وتغييره إلى الصواب.
ولفت صالح إلى أنه لا بد من الحراك الثقافي وتوفير الثقافة المنفتحة والابتعاد عن الانغلاق والتصميم على تغيير السلبيات والتمسك بالإيجابيات والاستماع إلى الخصوم والأصدقاء والاستفادة مما يخدم المصلحة العامة ودعم النخب الفكرية والعلمية لأنها تخدم التطور.
وقال: «الثورة فعلياً يجب أن تكون ثورة ثقافية تنتقل بالجمهور من دائرة الإرث الثقافي الديني والقومي المغلقة على نفسها إلى ترسيخ ثقافة المواطنة والمصلحة المشتركة»، وأضاف: «لذلك فإن الحزب في حاجة الآن إلى استعادة وسمه المدني كممثل لحقوق ومصالح الفقراء والكادحين، ومدير ناجح لأعمال الصناعيين والمطورين المستثمرين، وحاضن للنخب الفكرية والعلمية، عبر خطوات انتقالية مدروسة لتحقيق التشاركية مع الأحزاب والنخب الثقافية المستقلة».
وختم صالح: «يفترض أن تتحول قيادة الحزب من الوصاية وفرض الطاعة إلى الرعاية والحماية، على خط إعادة توحيد سورية والمجتمع السوري، وتفعيل مجلس الشعب والجبهة الوطنية وإدخال الأحزاب الجديدة إليه، بعد ذلك لن يبقى داخل الحزب سوى أعضائه المخلصين، ولن يخسر سوى الفاسدين والمنافقين الذين سيتركونه بطبيعة الحال بعد فك الحزب عن السلطة المباشرة، ضمن معادلة الحوكمة الرشيدة، وسوف تكون بداية نهضة البعث وإعادة تموضعه في عقول وقلوب الناس».