مشهد كرة السلة السورية في الآونة الأخيرة يذكرنا بالمثل القائل (من برا رخام.. ومن جوا صخام).
فالجماهيرية الكبرى التي باتت العلامة الكبرى للدوري السوري للمحترفين بكرة السلة، باتت هي ذاتها مصدر مشاكل وإشكاليات، وحولت معها الجو الرياضي إلى الأسوأ من ناحية انضباط الجمهور.
لا يختلف اثنان على أن النسخة الحالية من دوري سلة المحترفين هي الأجمل جماهيرياً مقارنة مع النسخ القديمة.
وبالوقت نفسه يتفق الكثيرون على أن الحضور الجماهيري بات مصدر قلق وانزعاج المجتمع مما يسمعه من عبارات مؤذية وخادشة للحياء.
فالنغمة النشاز طالت الحكام هذه المرة وبطريقة مؤسفة وغير مسبوقة، ولعلها من المرات القليلة أو النادرة التي يتوجه فيها الجمهور بكلامه نحو حكم معين وتحديده وبالاسم من أصل الحكام الثلاثة في الملعب، والغريب أن صيحات الاستياء من الحكم بدأت من المدرجات من قبل أن تبدأ المباراة.
يستحق الشكر ذلك الحكم لتحمله كل ما قيل بحقه قبل وفي أثناء المباراة، وتعامله معها بحكمة واستيعاب وضبط للنفس، فكان ناجحاً في فصل حواسه ليقود المباراة بمنتهى الثقة والجرأة والعدل، وعاد إلى جهاز الإعادة (الفار) عدة مرات لضمان الدقة الكاملة في كل قراراته تاركاً الكرة في ملعب اتحاد اللعبة الذي تجاوزها بدوره من دون أي إجراء ولو بتنبيه رسمي فاتحاً الباب أمام تصرفات كهذه، لتكون الحلقة الثانية في مباراة أخرى ولفريق آخر، حيث توجه جمهوره بعبارات مسيئة للحكم ذاته.
الغريب بالأمر أنه إذا كان أفضل حكم دولي سوري بشهادة الاتحاد الدولي لكرة السلة الذي يجد فيه الثقة الكاملة لقيادة العديد من المباريات الدولية المهمة على المستويين الدولي والعالمي) يتعرض لذلك التنمر، فما حال بقية الحكام؟!!!