مسؤولون إسرائيليون وأميركيون: أنفاق غزة أذهلتنا وحماس حوّلت القطاع إلى قلعة … إعلام العدو: التدهور الأمني في الضفة خطرٌ يجب منعه.. وسياسة نتنياهو تؤججه
| وكالات
حذر الإعلام الإسرائيلي بأن العملية المزدوجة في مستوطنة «رعنانا» إشارة خطرة قد تنذر بموجة من الهجمات، مؤكداً أن تدهوراً أمنياً في الضفة الغربية يشكل خطراً يجب منعه، في حين كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن نطاق وعمق وجودة الأنفاق التي بنتها حماس أذهلت المسؤولين والجنود الإسرائيليين الذين رأوها، كما أذهلت المسؤولين الأميركيين الخبراء في المنطقة، واصفةً هذه الأنفاق بـ«الكابوس للجيش الإسرائيلي».
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عملية الطعن والدهس في مستوطنة «رعنانا» هي إشارة خطرة إلى موجة من الهجمات، مشيرةً إلى أن تحسين الاقتصاد والإفراج عن الأموال للسلطة الفلسطينية من حكومة نتنياهو لن يكونا كافيين لمنع الهجمات.
واستنكرت صحيفة «هآرتس» سياسة حكومة نتنياهو الحالية، معتبرةً أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يفضّل تعريض إسرائيل للخطر أكثر من حكومته، التي تعتمد على اليمين المتطرف المتعطش لضم الأراضي والتفوق اليهودي والحرب».
وأوضحت الصحيفة أن «هذا هو الاستنتاج الحتمي من تجاهله الإجرامي للتحذيرات المتكررة من الجيش الإسرائيلي والشاباك»، كما أشارت إلى أن «عملية الطعن والدهس في «رعنانا» الإثنين، والتي قُتلت فيها، عدنا بلوشتاين، البالغة من العمر 79 عاماً وأصيب 17 إسرائيلياً، هي إشارة خطرة تنذر بموجة من الهجمات».
ورأت الصحيفة أن «تدهوراً أمنياً في الضفة الغربية وفتح ساحة أخرى في الحرب يشكلان خطراً يجب منعه»، لافتةً إلى أنه «من المرعب أن الحكومة تؤججه من خلال خنقٍ اقتصادي، وتصريحات مستفزة تجاه السلطة الفلسطينية، وإعطاء المستوطنين الضوء الأخضر للتسلح وطرد المزيد من الفلسطينيين من أراضيهم في الضفة».
وحسب الصحيفة «يدرك نتنياهو وحكومته كلياً خطورة إنهاء التنسيق الأمني، لكنهما يفضلان مع هذا مخاطرة متسيّبة، في حين تقاتل قوات الجيش الإسرائيلي في غزة وعلى الحدود الشمالية»، مؤكدةً أنه «ممنوع السماح لمتطرفي المستوطنين في الحكومة بإملاء السياسة ودهورة إسرائيل إلى انتفاضة ثالثة».
واعتبرت الصحيفة أنه «على إسرائيل أن تقرر ما تنوي القيام به في الأراضي المحتلة»، مضيفةً: «على المدى الطويل، لن يكون تحسين الاقتصاد والإفراج عن الأموال للسلطة الفلسطينية كافيين لمنع هجمات»، وأكدت أنه «يجب على إسرائيل أن تعترف بالواقع: فقط الحل السياسي يمكنه أن يحل مشكلة وطنية. لكن للقيام بذلك يجب على إسرائيل مفارقة نتنياهو، الذي فشل فشلاً كاملاً في هذه الساحة أيضاً».
وأول من أمس، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود خطر حقيقي من اندلاع «حريق وشيك» في الضفة الغربية، يتجاوز بكثير ما حصل منذ بداية الحرب على غزة.
واعترف الإعلام الإسرائيلي، أول من أمس، بمقتل مستوطنة، وبوقوع أكثر من 20 إصابة في مستوطنة «رعنانا» شمال شرق «تل أبيب»، وذلك في عملية مزدوجة بين طعن ودهس في عدة ساحات مختلفة.
وأتت العملية البطولية في ظل تحذيرات المستوى العسكري الإسرائيلي من أن «تنفجر الضفة الغربية»، مع تصاعد وتيرة المواجهات في مدنها بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
وتصاعدت وتيرة العمليات في الضفة ضد الاحتلال، بالتزامن مع مواصلة المقاومة الفلسطينية في غزة ملحمة «طوفان الأقصى» لليوم الـ103.
على خط مواز أكد المسؤولون والجنود الإسرائيليون، الذين رأوا أنفاق قطاع غزة، إضافة إلى المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين ذوي الخبرة في المنطقة، أن «نطاق وعمق وجودة الأنفاق التي بنتها حماس أذهلتهم»، حسب ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وأضافت الصحيفة: إن الأنفاق تُعدُّ بمنزلة «كابوس تحت الأرض بالنسبة للجيش الإسرائيلي، وجوهر قدرة حماس على البقاء»، موضحةً أن «كل هدف إستراتيجي لإسرائيل في غزة يرتبط الآن بمحو الأنفاق».
وأضافت «نيويورك تايمز» بتأكيدها إن «الجيش الإسرائيلي فوجئ حتى ببعض الآلات التي استخدمتها حماس لبناء الأنفاق، وأمام هذا الواقع أقرّ مسؤول إسرائيلي حسب «الصحيفة» بأن «تدمير أنفاق غزة ليس بالمهمة السهلة»، معترفاً بأن المحاولات الأخيرة من أجل «هدم الأنفاق عبر إغراقها بمياه البحر، باءت بالفشل»، كما قدّر أن «تعطيل نظام الأنفاق قد يستغرق سنوات».
أميركياً، رأى المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية، آرون جرينستون، أن حماس استخدمت الوقت والموارد على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، من أجل تحويل غزة إلى قلعة.
وأضافت الصحيفة أيضاً: «تم تقييم الشبكة بنحو 250 ميلاً، في كانون الأول الماضي، أما كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين، الذين تحدّثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، ليناقشوا المسائل الاستخباراتية، فيقدّرون أن الشبكة «تتراوح حالياً بين 350 و450 ميلاً».
وعلى حدّ وصف الصحيفة هذه أرقام «غير عادية» بالنسبة لمنطقة «تبلغ أطول نقطة فيها 25 ميلاً فقط»، كما قام اثنان من المسؤولين بتقييم «وجود ما يقارب 5700 فتحة منفصلة، تؤدي إلى الأنفاق».
وفي حين تعجز إسرائيل عن تحقيق هدفها المتمثّل بتدمير أنفاق غزة، أكدت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، في وقت سابق، أن «اعتماد حركة حماس المتزايد على الأنفاق في قطاع غزة، وجهودها الإنشائية المتقنة ساعدتا الحركة في تحقيق أهدافها»، مشدّدةً على أن أنفاق حماس هي «نقطة الضعف الأكبر لإسرائيل في الحرب».