الاتحاد الأوروبي: الحالة الإنسانية في غزة «مأساوية» … غوتيريش: وقف فوري لإطلاق النار.. بلينكن: هناك فرصة لامتداد الحرب لأنحاء الشرق الأوسط!
| وكالات
جدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الأربعاء دعوته لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، مؤكداً أن هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف المعاناة ومنع امتدادها لكل المنطقة، بدوره قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إن هناك فرصة كبيرة لامتداد الحرب في غزة إلى أنحاء الشرق الأوسط، على حين أكد الاتحاد الأوروبي أن الحالة الإنسانية على الأرض في قطاع غزة المنكوب من العدوان الإسرائيلي أصبحت «مأساوية».
وحسب موقع «الميادين» قال غوتيريش، خلال مشاركته بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن العالم يقف متفرجاً في حين يقتل ويشوه المدنيون، معظمهم من النساء والأطفال في غزّة، وقد تعرضوا للقصف وأُجبروا على ترك منازلهم ومنعوا من الحصول على المساعدات الإنسانية.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن هناك فرصة كبيرة لامتداد الحرب في غزة إلى أنحاء الشرق الأوسط، وقال: «ما يحدث في غزة أمر رهيب ومع الأسف هناك مئات آلاف الضحايا يموتون»! لافتاً إلى ضرورة إيصال المساعدات والحد من سقوط الضحايا، وهناك مسؤولية على إسرائيل أن تتحملها في تخفيف المعاناة الإنسانية!
وعلى الرغم من الدعم العسكري اللامحدود الذي تقدّمه الولايات المتحدة لإسرائيل، قال بلينكن: إن هناك بعض التقدم لكنه غير كاف ومن دون معنى أمام حجم الكارثة المستمرة في غزة!
وعلى النقيض من الموقف السابق، شدّد بلينكن باستمرار على أن «الولايات المتحدة لا تدعم وقف إطلاق النار، بحجة أن مثل هذه الخطوة ستسمح لحماس بإعادة تجميع صفوفها ومهاجمة إسرائيل مرة أخرى»، معتبراً أن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس»، وفي هذا السياق، تحدّثت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن تزويد الولايات المتحدة كيان الاحتلال الإسرائيلي بقنابل كبيرة خارقة للتحصينات، من بين عشرات الآلاف من الأسلحة الأخرى وقذائف المدفعية خلال الحرب المستمرة على غزة.
وفيما يتعلق بملف التطبيع مع الدول العربية، قال بلينكن: ثمة فرصة كبيرة للتطبيع مع إسرائيل في الشرق الأوسط، وإن التحدي يكمن في استغلالها، وأشار إلى أن «هناك دولاً عربية وإسلامية تبدي استعدادها للتطبيع مع إسرائيل للمرة الأولى والاعتراف بها».
على خط موازٍ أكد الاتحاد الأوروبي أن الحالة الإنسانية على الأرض في قطاع غزة المنكوب من العدوان الإسرائيلي، بعد مرور أكثر من 3 أشهر على هجمات 7 تشرين الأول الماضي، أصبحت مأساوية.
وفي كلمة لممثل الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، ألقاها نيابة عنه مفوض إدارة الأزمات يانيز لينارسيتش، أمام جلسة للبرلمان الأوروبي أكد أن عدد الضحايا المدنيين في غزة، بما في ذلك نسبة عالية جداً من الأطفال، أمر غير مقبول لدى الاتحاد الأوروبي.
ووفقًا لما نقله موقع «الشؤون الخارجية الأوروبي» قال بوريل في كلمته أمس الأربعاء: إن حماية المدنيين ذات أهمية قصوى، ويجب على إسرائيل أن تفعل المزيد لممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وإن احترام القانون الإنساني الدولي أمر حتمي وغير قابل للتفاوض، وهذه هي الرسالة التي ننقلها باستمرار إلى إسرائيل، كما يجب على حركة حماس إطلاق سراح جميع المحتجزين لديها دون شروط مسبقة.
وأضاف: إنه على حين تحافظ إسرائيل على أهدافها العسكرية المتمثلة في تدمير حماس، مع تدمير 60 بالمئة من المساكن والبنية التحتية، فإن الجهات الفاعلة الإنسانية تصف غزة بالفعل بأنها مكان غير صالح للعيش فيه، مضيفاً: لذلك هناك حاجة إلى هدنة إنسانية جديدة الآن وخاصة أن الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، حيث أصبح 85 بالمئة من السكان الآن نازحين ويعيشون غالباً في العراء ويواجهون خطر المجاعة والمرض.
ونوه بوريل بأن الاتحاد الأوروبي يقوم بدوره للمساهمة في تخفيف الأزمة الإنسانية، مع تخصيص أكثر من 100 مليون يورو من المساعدات الإنسانية في عام 2023، مشيراً إلى أنه كان هناك بعض الخطوات الإيجابية، مثل فتح معبر كرم أبو سالم، ولكن من الواضح أن هناك حاجة إلى المزيد.
وأكد أنه يجب زيادة المساعدات الإنسانية وإمكانية الوصول بشكل كبير كما يتعين منح الجهات الفاعلة الإنسانية، بما في ذلك الأمم المتحدة التي يعد دورها أساسياً في جهود الإغاثة، حرية الوصول دون قيود إلى مختلف أنحاء غزة بما في ذلك الشمال.
ولفت إلى أن الوضع الهش في الضفة الغربية يزيد من خطر انتشاره، قائلاً: في عام 2023 ومنذ بداية هذا العام، شهدنا مستويات غير مسبوقة من هجمات المستوطنين المتطرفين والتهجير القسري للمجتمعات الفلسطينية والقيود الواسعة النطاق على الحركة حتى إن الاقتصاد الفلسطيني يتعرض أيضاً للعرقلة بسبب احتجاز إسرائيل لعائدات الضرائب الفلسطينية.
وأردف كبير الدبلوماسيين الأوروبيين بالقول: إنه في أي سيناريو مستقبلي لليوم التالي، لا بد من إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية، وعودتها في نهاية المطاف إلى غزة، ولكن هناك حاجة إلى الكثير من المساعدة، لذلك سيواصل الاتحاد الأوروبي القيام بدوره في هذا الملف، مع الإشارة إلى أن المفوضية الأوروبية اعتمدت في كانون الأول 2023 حزمة مساعدات بقيمة 118.4 مليون يورو لدعم السلطة الفلسطينية، مع التعهد بطرح حزمة أكبر متوسطة المدى في عام 2024، بهدف نقل الدعم إلى السلطة الفلسطينية وتمهيد الطريق للاستقرار الاقتصادي والسياسي على المدى الطويل في غزة والضفة الغربية.