رياضة

اليوم ختام الجولة الثانية لمجموعات آسيا.. أبناء الرافدين يسقطون الساموراي بجدارة … روزنامة دور الستة عشر تبدأ بالتبلور والفوز على الهند يؤهل منتخبنا

| محمود قرقورا

أحداث كثيرة متسارعة حدثت خلال عطلة «الوطن» في الكرنفال الآسيوي الثامن عشر المقام في قطر، فاكتفى منتخبنا بنقطة من مباراتين عقب الخسارة أمام أستراليا بهدف، وعاشت الجماهير العربية عموماً والعراقية خصوصاً سهرة صباحية عقب تجاوز الساموراي الياباني بجدارة بعدما ظن الكثيرون أنه القوة التي لا تقهر، هرب الفوز من أسود كنعان الفلسطينيين بمواجهة الإمارات، وبلغت إيران النقطة السادسة بتجاوزها هونغ كونغ بصعوبة في مباراة قادها طاقم تحكيم سوري بقيادة حنا حطاب وكان موفقاً، وكان ممكناً للمنتخب المصنف 150 عالمياً و28 قارياً أن يباغت إيران عندما كانت النتيجة سلبية وكان بإمكانه نيل التعادل.

كما استطاع منتخب إندونيسيا المصنف 146 عالمياً و27 قارياً تجاوز فيتنام التي سقطت في مباراتيها مع فارق أنها زارت شباك اليابان مرتين وعجزت أمام إندونيسيا التي أهدت الصدارة للعراق.

مباريات الخميس

جرت مباراتا المجموعة الثانية ففازت أوزبكستان على الهند بثلاثية ترجمها فايزوليف وسيرجيف وناصرلويف في الدقائق (4 و18 و45) وخسر منتخبنا أمام أستراليا بهدف جاكسون إيرفين في الدقيقة (59)، فتصدر المنتخب الأسترالي بست نقاط مقابل 4 لأوزبكستان ونقطة لسورية ولا شيء للهند.

وفي المجموعة الثالثة تعادلت الإمارات مع فلسطين بهدف لمثله وسجل للأبيض سلطان الأميري (23) وللفدائي بدر ناصر بمرماه (50) وهو الهدف العكسي العشرون في المسابقة والرابع بأقدام إماراتية كرقم قياسي، وأضاع تامر صيام ركلة جزاء لفلسطين عند الدقيقة التاسعة والثلاثين، وشهدت المباراة تصدي حارس الإمارات خالد عيسى لثماني تصديات كأكثر حارس إماراتي في البطولات الخمس الأخيرة، ويحسب لفلسطين أنها سجلت للمباراة الثانية على التوالي ولكنها ما زالت تبحث عن الفوز الأول الذي كان أقرب من حبل الوريد في هذه المباراة.

مباريات الجمعة

استكملت مباريات المجموعة الثالثة أمس الأول الجمعة ففازت إيران على هونغ كونغ بهدف مهدي قائدي في الدقيقة (22) فتصدرت إيران بست نقاط مقابل 4 للإمارت ونقطة لفلسطين ولا شيء لهونغ كونغ التي لم تحقق الفوز في 12 مباراة خاضتها بأمم آسيا وما زالت تحلم بالشباك النظيفة، وبالمقابل كان التأهل السريع المتوقع لإيران التي لم تغادر دور المجموعات إلا مرة واحدة كانت عام 1992.

ويوم الجمعة أيضاً جرت مباراتا المجموعة الرابعة اللتين تمخضتا عن صدارة عراقية مستحقة عقب الفوز المثير على اليابان بهدفي أيمن حسين في الدقيقتين (5 و45) مقابل هدف إيندو في الوقت بدل الضائع، فتأهل أسود الرافدين للمرة التاسعة على التوالي في الوقت الذي سقط فيه الساموراي للمرة الأولى في دور المجموعات منذ نسخة 1988 في قطر، وبات أيمن حسين خامس لاعب يسجل ثنائية بمرمى اليابان بعد القطري عادل خميس 1988 والصيني شي يوشين 1992 والكويتي جاسم الهويدي 1996 والسعودي مالك معاذ 2007.

وتغلبت إندونيسيا على فيتنام بهدف مانغوالام من علامة الجزاء عند الدقيقة الثانية والأربعين ليحافظ المنتخب الإندونيسي على نظافة شباكه للمرة الثانية فقط في 14 مباراة خاضها في البطولة، فتأهلت العراق متصدرة بست نقاط مقابل ثلاث نقاط لليابان وإندونيسيا ولا شيء لفيتنام.

مباريات أمس واليوم

لعب أمس ضمن المجموعة الخامسة الأردن مع كوريا الجنوبية والبحرين مع ماليزيا، واليوم يتقابل ضمن المجموعة السادسة عُمان مع تايلند عند الخامسة والنصف والسعودية مع قيرغيزستان بتمام الثامنة والنصف.

المنتخب العماني يواجه تايلند بعدما قدم مباراة كبيرة أمام الأخضر السعودي الذي حسم الموقف في الوقت بدل الضائع، وقد لاح في الأفق فوز منتخب السلطنة ودخول الأخضر دوامة الخطر بعد الخلل الذي حدث بعد مشكلة استبعاد العقيدات والغنام والفرج وما رافق ذلك من تصريحات هزت الشارع الرياضي السعودي عقب تصريح المدرب الإيطالي مانشيني، ولكن الذهنية العالية وخبرة المواعيد الكبرى مكّنت الصقور الخضر من العودة وكنسلة التقدم العماني الذي كان مستحقاً من علامة الجزاء عبر صلاح اليحيائي فكان الرد السعودي بفضل عبد الرحمن غريب وعلي البليهي.

وبناء عليه يخوض الأحمر العماني مباراة مصيرية بمواجهة تايلند التي هزمت قيرغيزستان بهدفين دون مقابل سجلهما سوبوشاي شايديد في المباراة الأول وبات شايديد أول تايلندي يسجل في بطولتين، حيث كان مسجل الهدف بمرمى الصين في دور الستة عشر للبطولة المنصرمة وانتهت صينية بهدفين لهدف، ما يجعلها تلعب على أنصاف الحلول التي تضعها في الدور الثاني بنسبة كبيرة اليوم.

وفي لغة التاريخ تبادل المنتخبان الفوز في النهائيات القارية ففازت عُمان 2/صفر عام 2004 وردت تايلند بالنتيجة ذاتها عام 2007، وتاريخياً لم يخسر منتخب السلطنة ثلاث مباريات متتالية بأمم آسيا، وكما قد خرج من دور الستة عشر في النسخة الماضية عقب الخسارة أمام إيران بهدفين وبدأ بالخسارة أمام السعودية في هذه النسخة.

وبدوره المنتخب السعودي كعبه أعلى عندما يلاقي قيرغيزستان نظير الفوارق الفنية والإمكانيات والطموحات وخاصة بعد الجرعة المعنوية التي اكتسبها من ريمونتادا المباراة الأولى التي لم تبح بأسرارها كاملة حتى الوقت بدل الضائع، وبناء عليه الفوز السعودي منتظر وغير ذلك مفاجأة كبيرة ويعيد الأخضر إلى مرحلة الشك التي لازمته قبل انطلاق الكرنفال.

منتخبنا تحت المجهر

سنتناول مباراة سورية والهند بوقتها ولكن لا بد من التعريج على مباراة سورية وأستراليا التي اعتمد فيها المدرب كوبر على التشكيل ذاته في المباراة الأولى المكون من:

(أحمد مدنية وعبد الرحمن ويس ومؤيد عجان وأيهم أوسو وثائر كروما ومحمود الأسود وخليل إلياس وإيزاكيل العم وعمار رمضان وبابلو صباغ وإبراهيم هيسار)، واستعان بلاعبين من دكة البدلاء كان قد استعان بهما في المباراة الأولى وهما عمر خريبين وفهد اليوسف مكان بابلو صباغ ومحمود الأسود، كما استعان بخدمات أنطونيو يعقوب بدل إبراهيم هيسار، ويرى البعض أن التبديل لم يكن جريئاً لأنه قام على استبدال مهاجمين بمهاجمين دون مغامرة والنتيجة 1/صفر لأستراليا.

واعتمد نسور قاسيون على الأسلوب الدفاعي الذي كان ناجحاً إلا في كرة ظهر فيها التكاسل والاتكالية فكان الهدف الوحيد الذي ولج مرمى المدنية في 180 دقيقة، والصورة الأمامية كانت أفضل من المباراة الأولى فرد القائم كرة لبابلو صباغ وسدد عمار رمضان بالقرب من القائم الأيمن كما سدد مؤيد العجان كرة كادت تخدع الحارس الأسترالي الخبير ماثيو ريان. إضافة لبعض المحاولات المتناثرة لكن بالنهاية أعتقد أن الكرة كانت منصفة بفوز الكنغارو الذي تحكم بمجريات المباراة.

وبالعموم هدف في مرمانا خلال المباراتين الأصعب (أوزبكستان وأستراليا) مؤشر إيجابي على التطور الدفاعي بعد قدوم أيهم أوسو صمام الأمان في الخط الخلفي والظهور اللافت لعبد الرحمن ويس على الجهة اليمنى وقد اختير في التشكيلة المثالية للجولة الأولى، والرهان على أحمد مدنية بمكانه وقد اختير رجل المباراة الأولى أمام أوزبكستان نظير توقيته السليم والتصدي للكرة الخطرة مع غروب شمس المباراة، واللافت أيضاً ندرة الفرص المحققة التي صوبت باتجاه مرمى أحمد مدنية في المباراتين، ولكن الصيام عن التسجيل يعد مشكلة ولا بد من الطاقة الكامنة عند بابلو صباغ وإبراهيم هيسار من الانفجار، وهذا هو السبيل الوحيد للرد على المشككين الذين ما زالوا يهمسون من قناة استبعاد عمر السومة، وخاصة أن الفوز على منتخب الهند بأي نتيجة يؤهل منتخب سورية نحو دور الستة عشر للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته الآسيوية، وغير ذلك سيكون محبطاً.

أمس واصل منتخب سورية تحضيراته للمباراة الحاسمة في الملعب التدريبي بنادي الغرافة، والكل يشعر بالمسؤولية تجاه جماهير الكرة السورية التي تبدو راضية في الدوحة عن الأداء، وتنتظر التأهل كهدية طال انتظارها، وفي هذا رد لجميل الجماهير التي لم تبخل بالحضور لملعب جاسم بن حمد بنادي السد في المباراتين السابقتين، حيث تجاوز الحضور السوري في كل مباراة حاجز عشرة الآلاف متفرج.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن