رياضة

مدربنا الوطني حاج إبراهيم: الموسم الحالي هو الأفضل فنياً ودعوة اللاعبين مستعيدي الجنسية سيكون كارثياً في هذه الحالة

| الوطن

نجح مدربنا الوطني ياسر حاج إبراهيم في فرض نفسه بقوة كمدرب من مستوى عال عندما حقق المركز الثالث مع نادي أهلي سدأب العماني خلال فترة تحضيرية قصيرة، وأكد من خلال هذه النتائج بأن مدربنا الوطني يبدع عندما تتوفر لديه كل مقومات العمل الرياضي الصحيح لأنه يمتلك إمكانات فنية كبيرة لكنها بحاجة إلى من يهتم بها ويوفر له المناخات الملائمة.

«الوطن» اتصلت مع مدربنا ياسر حاج إبراهيم وأجرت معه الحوار التالي:

• كيف تحقق إنجاز المركز الثالث في الدوري العماني رغم الفترة التحضيرية القصيرة؟

قبل توقيعي العقد كانت إدارة أهلي سدأب تتجه للانسحاب من الدوري بسبب انتقال معظم لاعبي الفريق لأندية أخرى، حيث خرج من الفريق عشرة لاعبين، وقبل الدوري بستة أيام ثبتت الإدارة المشاركة في الدوري وتزامن قرار المشاركة مع وجودي في السلطنة حيث اتصلت بي الإدارة وتم الاتفاق قبل أربعة أيام فقط من بداية الدوري، بعدها تم جمع ما تبقى من لاعبين والاستعانة ببعض اللاعبين من فريق الشباب، وباشرنا التمارين وكان المطلوب مني بناء فريق جديد وتحضيره للمواسم القادمة.

لعبنا أولى مباراياتنا في الدوري ضد فريق ظفار وفزنا بصعوبة، وخسرنا الثانية بفارق كبير أمام السيب، وفي هذا الوقت تكونت لدي فكرة كاملة عن مستوى اللاعبين وطريقة اللعب التي تناسبهم هجومياً ودفاعياً وتعاقدنا مع اللاعب السوري وائل جليلاتي، ومع مرور الوقت وبالتزام اللاعبين بالتمارين اليومية وانضباطهم تمكنا من الوصول للمركز الثالث في إنجاز لم يكن أشد المتفائلين يتوقع وصولنا إليه.

• ما طموحكم على صعيد نتائج الدوري المقبل؟

تتجه النية لتجديد عقدي مع نادي أهلي سدأب لموسم آخر، وبدأنا بالتفكير لوضع إستراتيجية العمل والهدف هو المنافسة بقوة على بطولة الدوري من خلال الإبقاء على جسم الفريق الحالي وتعزيزه بالتعاقد مع ثلاثة أو أربعة لاعبين محليين والبدء بالإعداد المبكر وإقامة معسكر خارجي.

• ما رأيك بمستوى السلة السورية في الفترة الحالية؟

تابعت كل مبارياته تقريباً، الدوري هذا الموسم من أجمل المواسم تنافسياً ومن أفضلها فنياً خلال السنوات العشر الأخيرة، وربما يعود السبب لوجود المحترفين الأجانب، في الملعب إضافة لدعم واهتمام إدارات الأندية باللعبة، ولكن لتقييم مستوى اللعبة في محيطها علينا الانتظار حتى نهاية المشاركات الخارجية للأندية والمنتخب الوطني والنظر إلى النتائج فإذا كانت في تحسن هذا يعني أن مستوانا في تطور، وأما في حال بقيت كما كانت فهذا يعني أننا نراوح في مكاننا وأن المستوى الجيد الذي نشاهده في الدوري المحلي سببه وجود المحترفين الأجانب وليس تطور سلتنا بعناصرها الوطنية والمحلية.

• هل وجود لاعبين أجانب اثنين يطور مستوى اللعبة بشكل عام؟

تطوير اللعبة يمر بمراحل عديدة وإحدى هذه المراحل وجود لاعبين أجانب اثنين في الملعب، اللاعب الأجنبي يدخل إلى سلتنا أسلوب لعب مختلفاً ومهارات مختلفة عن التي يملكها لاعبنا المحلي، وبالتالي فإن اللاعب المحلي يتعلم من اللاعب الأجنبي، كما أن الدفاع على اللاعب الأجنبي يتطلب دفاعاً مختلفاً عن الدفاع على اللاعب المحلي، وهذا كله يساهم في تطوير اللعبة ولكن اللاعب الأجنبي يتحول من نعمة إلى نقمة إذا ما كان الاعتماد عليه كاملاً وجرى تهميش دور اللاعبين المحليين.

• ما الفرق بين مستوى السلة السورية عن نظيرتها العمانية؟

السلة في سورية أكثر عراقة وجماهيرية منها في عمان، السلة في عمان هي اللعبة الشعبية الرابعة بعد كرة القدم والهوكي وكرة اليد على حين هي في الواجهة حالياً في سورية، وبشكل عام السلة السورية أكثر تطوراً، واللاعبون السوريون أكثر مهارة من اللاعبين العمانيين الذين يمتازون بالقوة البدنية والارتقاء العالي ولكن يعيبهم ضعف التأسيس وقلة الخبرة، وما يعمل القائمون حالياً على السلة العمانية هو تطوير مهارات اللاعب العماني عبر تطوير المدربين وزيادة عدد المسابقات والاهتمام ببطولات الفئات العمرية والسماح للأندية بالتعاقد مع المحترفين الأجانب من اللاعبين والمدربين ونشر اللعبة في كل أرجاء السلطنة وزيادة شعبيتها، وإذا بقي العمل بهذا الشكل فأنني أعتقد أن السلة العمانية ستحقق تطوراً ملحوظاً في القادمات.

• هل ترغب في قيادة فريق أهلي حلب في المستقبل؟

قيادة فريق أهلي حلب هو حلم وطموح لأكبر مدربي المنطقة، والحمد لله نلت شرف تدريب رجال أهلي حلب في موسم ٢٠١٩، حالياً ليست لدي الرغبة بالعودة للعمل في سورية، فأنا سعيد هنا في السلطنة، وأرغب في إكمال مسيرتي هنا مع نادي أهلي سدأب، ولكن أنا حاضر وخادم لنادي أهلي حلب إذا ما احتاجني في أي زمان أو مكان.

• كيف يمكن أن نبني منتخبا وطنيا للمستقبل؟

البناء يحتاج لأساس قوي ومتين يرتكز عليه، وأساس البناء هو القواعد، كرة السلة عملية تعليمية بين مدرب ولاعبين وحجر الأساس في هذه العملية هو المدرب ولتأسيس قواعد جيدة ومتينة يجب البدء بإعداد المدربين الأكفياء.

لا يمكن أن تتطور السلة السورية وأن تصبح منافسه على المستوى الإقليمي والقاري من دون البدء بالاهتمام بالقواعد وإيجاد طريقة تلزم الأندية على الاهتمام بفرق القواعد كما تهتم بفرق الرجال

كما أن تشجيع الأكاديميات ودعمها والسماح لها بالمشاركة في البطولات سيساهم في تطويرها.

• هل عمل اتحاد السلة باستقدام لاعبين مستعيدي الجنسية مفيد وسوف يطور المنتخب؟

لا مانع من استقدام اللاعب المغترب لترقيع وتجميل المرحلة الحالية، فتطوير مستوى المنتخب هو عمل ذو شقين، الأول تكتيك مرحلي للوقت الحالي والثاني استراتيجي للمستقبل، وعندما يتزامن استقدام اللاعبين المغتربين ومستعيدي الجنسية للمرحلة الحالية مع العمل على تطوير القواعد واللاعب المحلي للمستقبل يكون العمل صحيحاً، ولكن إذا كان الهدف هو فقط تحقيق نتائج سريعة من دون التفكير بمستقبل اللعبة، فإن مشاركة اللاعب المغترب ومستعيدي الجنسية ستأتي بنتائج كارثية على مستقبل السلة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن