رياضة

«الحسكاويون» أشادوا بهوية المنتخب الجديدة.. وطالبوا بالتنحي عن الهوية الدفاعية وتأكيد النزعة الهجومية أمام الهند

| الحسكة- دحام السلطان

تفاوتت آراء الفنيين والخبراء وأهل الشأن الكروي «الحسكاوي» حيال ظهور منتخبنا الوطني الذي يخوض منافسات استحقاق الكرة الآسيوية اليوم، بعد أن أنهى اثنين من استحقاقاته فيها، ولم يجن منها سوى نقطة واحدة فقط من أصل ست نقاط ممكنة، وفق قناعاتهم ووجهات نظرهم وآرائهم الشخصية حول المنتخب وأمل بقائه في حلقات مسلسل المنافسة أو الرحيل عنها.

هوية جديدة ولكن؟

حيث أعطى لاعبنا الدولي السابق روميو إسكندر، وجهة نظره كمدرب وليس كلاعب، في أنه وجد هوية جديدة وعصرية للمنتخب، الذي عرف كيف يلعب كرة القدم من خلالها اليوم، وليس على غرار المنتخب الذي خبرناه فيما مضى، لافتاً إلا أن هذا الكلام قد لا يناسب أذواق الكثيرين في الشارع الرياضي الذي يتعامل معظمه مع الحالة بالعاطفة، إلا أن المدرب «كوبر» تسلّم التدريب فيه لفترة قصيرة، وهي الفترة التي لم تكن كفيلة لتحضير الفريق كما ينبغي، وهذا ما أثر على انسجام اللاعبين بالشكل الصحيح، ومع ذلك فإن الحسنة تُسجّل لـ«كوبر» الذي عرف كيف يتدبّر أموره والخروج بأقل الخسائر الممكنة، لاسيما مع أستراليا، باعتباره الفريق الأكثر تطوراً في المجموعة والبطولة على حد سواء، والذي يمتلك لاعبوه قوة بدنية هائلة وسرعة في الأداء وتكامل في خطوط اللعب، ولذلك فإنه لا سبيل إلى المغامرة معه أو في تحرر خطوط اللعب أمامه، فلم يكن أمام «كوبر» سوى تأمين دفاع المنطقة، واللعب بتكتيك على هذا النحو الذي ظهر عليه منتخبنا في اللقاءين الماضيين، والذي نأمل أن يتحرر أسلوب اللعب ويتحول إلى النزعة الهجومية أمام الهند لأنه لم يبق لدينا ما نخسره، وفي السياق فإننا نطالب القائمين على المنتخب بإعطاء فرصة أطول لـ«كوبر» لأنه بالتأكيد سيؤسس لنا منتخباً ذا شأن كبير في المستقبل.

على حين أن مدربنا الوطني ورئيس فنية الكرة بالمحافظة الكابتن أحمد الصالح، كان له رأي مختلف، مبيناً أن المنتخب امتلك الانضباط خلال اللقاءين الفائتين، إلا أنه لم يمتلك الإبداع ولم تظهر فيه شخصية ولا لهوية اللاعب في الميدان؟ الذي كان من المفترض فيه أن يفرض نفسه بالحالة الهجومية كما كان في الدفاعية، لأن حالة الانضباط مهما كانت في حالة التكتل الدفاعي العالي ليست مجدية بالمطلق، فالأنفع له هنا هو اللجوء إلى الهجوم لأنه هو الأجدر بالدفاع، منوهاً إلى أن هناك سؤالاً يطرح نفسه من جانب جميع المختصين والمتابعين والمهتمين بأمر المنتخب الوطني، هل من المعقول أن يستخدم «كوبر» ذات اللاعبين طيلة 180 دقيقة وعلى نفس الرتم التكتيكي؟ وأين الـ35 لاعباً المسجلون على لوائح الفيفا؟ وما الفروقات الفنية بين الأساسيين والبدلاء؟ وهل يوجد فارق بينهم بالفعل ووفق ما شاهدناه؟ مضيفاً إن هذا كله ينبغي طرحه على الكادر الفني والإداري القائم على المنتخب؟ ومع ذلك فإنه لا بديل عن الفوز على الهند لتحقيق الآمال التي يريدها السوريون في الجانبين الفني والمعنوي، ولكن برتم فني جديد وبالاستغناء عن الرتم الفني السابق الذي أرهق معظم لاعبينا بدنياً خلال لقاءي الفريق أمام أوزبكستان وأستراليا، مؤكداً أننا بحاجة إلى النقاط الثلاث إنما بعقلية ذات نزعة هجومية، وليس بعقلية دفاعية لا مردود لها سوى الإجهاد والضغط النفسي والشد العصبي والنتائج التي لا تُحمد عقباها؟

تأكيد الواجب الهجومي

وأوضح نجم منتخبنا السابق جومرد موسى، أن المنتخب نال العلامة الكاملة بالحالة الدفاعية الجيدة والمنتظمة، وهذه الحالة في حقيقة الأمر لم يكن عليها المنتخب خلال الفترات الماضية، واعتبر ذلك بمنزلة عودة الروح للمنتخب التي تدعو إلى التفاؤل، مشيراً إلى ضرورة إنهاء حالة التقصير في الواجب الهجومي والتأكيد عليه أمام الهند لتكتمل صورة الفريق التي كانت منتظمة في الجانب الدفاعي بالشكل المرجو والصحيح، داعياً إلى ضرورة رفد المنتخب وعلى وجه السرعة بمدير فني كبير وعريق وله اسمه ويمتاز بروح عصرية جديدة لا قديمة تقليدية لا نفع لها إلى جانب المدرب «كوبر» لإعادة وإحياء الروح المطلوبة وإعادة تنظيم الكرة السورية وتطوير المنظومة الإدارية والفنية فيها، خلال فترة ما بعد كأس آسيا، وكي يكون قادراً على التفاهم مع الجيل الجديد من اللاعبين وتطوير النزعة والتكتيك الهجومي لديهم وفق نظرية كروية شاملة وحديثة، مع الأخذ بعين الاعتبار على التركيز على الجانب الذهني والجانب الإداري والفكر الفني، أي التنظيم الذي تفتقر إليه الكرة السورية.

فيما أكد لاعبنا الدولي السابق عبد اللـه السلمان، أن المنتخب أصبحت لديه هوية مختلفة وحضور جديد استطاع من خلاله التعامل مع الخصم بعكس الظهور الذي ظهر عليه خلال الفترات الماضية، لكن عملية تطوير المنتخب بالشكل الذي يريده السوريون تحتاج هنا إلى وقت كاف ، لمتابعة المشهد الذي ظهر عليه المنتخب في كأس آسيا، عندما خرج من مجاراة منتخبات لها اسمها بأقل الخسائر، وبعد ذلك يأتي التفكير بإعداد فريق مناسب للمستقبل سيُعتمد عليه اعتماداً مريحاً، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الاستعجال عليه وإعطاء المدرب «كوبر» الفرصة الكافية، لأنه استطاع بأسلوبه التكتيكي مجاراة منتخبات هي أقوى منا ونحن أضعف منها، وبذلك فإننا كلنا أمل بأن المنتخب سيكون له كلمة أمام الهند، والذي بدوره سيحوّل اللعب من نصف ملعبنا إلى نصف ملعبهم وبأداء هجومي مغاير لطريقة اللعب التي ظهر عليها الفريق في اللقاءين الماضيين، ومن هنا فإننا سنضع قدم التفاؤل والأمل بعد الفوز على الهند في الدور الثاني من المنافسة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن