نصر اللـه أكد أن «طوفان الأقصى» شكلت هزيمة لا يمكن أن تمحى من وجدان العدو … إيران: القضية الفلسطينية أصبحت الأكثر أهمية على الساحة الدولية
| وكالات
جددت إيران تأكيد حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكل الأشكال وأنه ينبغي البحث عن جذور المسألة الفلسطينية في أكثر من 70 عاماً من العنف واغتصاب الأراضي، وذلك بالتزامن مع انطلاق مؤتمر «غزة رمز المقاومة» الدولي الثاني عشر في العاصمة طهران بمشاركة نخبة من المسؤولين والقادة العسكريين وضيوف من جبهة المقاومة العالمية ونشطاء في مجال القضية الفلسطينية.
وفي كلمة له خلال أعمال القمة الـ19 لدول حركة عدم الانحياز المنعقدة في العاصمة الأوغندية كامبالا، اعتبر النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر أن الحصار الطويل الأمد على قطاع غزة وتحويله إلى أكبر سجن مفتوح في العالم مهّد لانطلاقة قوى المقاومة وانتفاضها على أعدائها والتحرك لاستعادة حقوقها المفقودة، حسب وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية للأنباء.
وأوضح مخبر أن أي عمل يقوم به الفلسطينيون في ظل الاحتلال هو حق أصيل ومشروع لهم في المقاومة بأي وسيلة ممكنة وأن محاولة الكيان الصهيوني وداعميه الغربيين إدراج هذه المقاومة المشروعة ضمن الأعمال الإرهابية هي محاولة مضللة وخادعة لا أساس قانونياً لها.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني يسعى إلى توسيع رقعة الحرب لتشمل دولاً أخرى من أجل تجنب هزيمته والتغلب على هذه الأزمة التي افتعلها بنفسه وامتصاص الغضب العالمي الذي نشأ ضده، وقال: ينبغي البحث عن جذور الأزمة الفلسطينية في أكثر من 70 عاماً من العنف واغتصاب الأراضي واستخدام السياسات التمييزية ضد الشعب الفلسطيني، مضيفاً إن الحصار الطويل الأمد على قطاع غزة وتحويله إلى أكبر سجن مفتوح في العالم مهّد لانطلاقة قوى المقاومة وانتفاضها على أعدائها والتحرك لاستعادة حقوقها المفقودة.
ودعا مخبر أعضاء حركة عدم الانحياز إلى استخدام كل قدراتهم السياسية والاقتصادية لمواجهة كيان الفصل العنصري الصهيوني واستغلال كل جهودهم من أجل الاعتراف بالحق الأصيل للفلسطينيين، مؤكداً ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، والإرسال الفوري للمساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق قطاع غزة، والوقف الكامل لسياسة التهجير القسري للأهالي، والبدء الفوري بعملية إعادة بناء غزة.
وأعرب عن التقدير لجنوب إفريقيا على موقفها الشجاع ومبادرتها بتقديم شكوى دولية ضد هذا الكيان الغاصب في محكمة لاهاي، وشدد على أن السلام المستدام والعادل في فلسطين یتحقق فقط من خلال إنهاء احتلال جميع الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية وعودة اللاجئين الفلسطينيين وضمان حق القرار الحر عبر الاستفتاء العام لجميع الفلسطينيين الأصليين الذين يعيشون في فلسطين أو طردوا من وطنهم من أجل تقرير مصيرهم وتحديد مستقبلهم.
وفي إشارة إلى محاولة الغرب الهيمنة السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية على الدول الأخرى، أوضح النائب الأول للرئيس الإيراني أن «هذا الأمر قد وضع العديد من قيمنا الأخلاقية والأصلية تحت التهديد»، لافتاً إلى أنه وفي حالة عدم وجود التآزر اللازم لدعم المبادئ الواردة في ميثاق «عدم الانحياز»، فإن نطاق تأثير وهيمنة الثقافة الغربية وتدمير القيم الأصلية والوطنية سيتزايد يوماً بعد يوم.
في الغضون، صرح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني وحيد جلال زادة بأن قضية تحرير فلسطين أصبحت تؤخذ بعين الاعتبار كالقضية الأولى والقضية الأكثر أهمية على الساحة الدولية.
وفي مقابلة مع «إرنا»، بيّن زادة أن عملیة «طوفان الأقصى» كان لها تداعيات ونتائج كثيرة في المنطقة والعالم وستظهر جليّة في السنوات التالية كما أظهرت العديد من الأحداث العظيمة نتائجها على مر التاريخ، وأوضح زادة أن أحد تداعيات «طوفان الأقصى» هي التداعيات الأمنية «الباهظة» التي تكبدها الكيان الصهيوني، وقال إن عملیة طوفان الاقصى كشفت للجميع أن هذا الكيان الذي يعد نفسه «محصناً وغير قابل للاختراق من الناحية الأمنية وباع هذا الموضوع للدول العربية بثمن باهظ»، غير قادر حتى على توفير أمنه بنفسه وتم اختراق منظومة قبته الحديدية وحتى قواته العسكرية فوجئت بقوات المقاومة وهي في حالة من الإهمال والنوم.
واعتبر زادة أيضاً أن عملية «طوفان الأقصى» كان لها تداعياتها كذلك في المجال السياسي، إذ انهارت الهيمنة الصهيو-أميركية وانكشف القناع عن الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني الذي قتل النساء والأطفال والأبرياء أمام مرأى ومسمع من العالم اجمع، وبقيت أميركا عملياً وحيدة إلى جانبه، كما اعتبر أن تحول قضية تحرير فلسطين إلى خطاب فعال بالساحة العالمية هو أحد تداعيات عملية «طوفان الأقصى»، موضحاً أن قضية تحرير فلسطين أصبحت تؤخذ بعين الاعتبار كالقضية الأولى والقضية الأكثر أهمية على الساحة الدولية.
في الأثناء، انطلق صباح أمس في العاصمة الإيرانية طهران مؤتمر «غزة رمز المقاومة» الدولي الثاني عشر، وألقيت في المؤتمر رسالة من الأمين العام لحزب اللـه اللبناني حسن نصر اللـه تلاها عبد اللـه صفي الدين ممثل الحزب في طهران قال فيها: إن «عملية طوفان الأقصى شكلت هزيمة لا يمكن أن تُمحى من وجدان العدو الصهيوني وهشمت مشروعه وأعادت القضية الفلسطينية التي عملوا طويلاً على خنقها لتتصدر العالم»، وفق ما نقلت وكالة «سانا».
وأضاف نصر الله: إن «الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته ومقاومته يوجب علينا جميعاً مسؤوليات جساماً واستنفاراً دائماً لتحشيد قدرات الأمة نصرةً ودعماً له وإسناداً لمقاومته الباسلة التي تكتب اليوم بحق بتضحياتها وبطولاتها ودماء رجالها وثبات وصمود شعبها مستقبل الأمة وتصون كرامتها وترسخ عنفوانها».
وأشار نصر اللـه إلى أن الغرب في هجمته على منطقتنا وفي مقدمته الولايات المتحدة وبريطانيا حاول تكريس مخططات التجزئة والتضليل والخداع والتفتيت، وعمل على تمزيق شعوبنا وإشغالها، ولكن بقيت فلسطين وحدها صمام وحدة، ومسار تلاق، وقاعدة استنهاض ومعراج عبور إلى المستقبل الذي تتلهف إليه شعوبنا، مستقبل المنعة والعزة والحرية والسيادة والاستقرار والرفاهية.
وجدد نصر اللـه تأكيد أننا كأمة لا خيار لنا سوى المقاومة وأن المواجهة مع العدو ليست مواجهة محدودة، وإنما هي مواجهة مستمرة ومتواصلة ومتراكمة ويجب أن نبقى حاضرين في هذه المواجهة، مشدداً على أن عهد المقاومة اللبنانية أن تبقى في موقع النصرة لغزة حتى تحقيق النصر.
وشارك بالمؤتمر جمع من أسر شهداء المقاومة ونخبة من المسؤولين والقادة العسكريين وضيوف من جبهة المقاومة العالمية ونشطاء في مجال القضية الفلسطينية، وتم خلاله الإعلان عن الكتب الفائزة بجائزة فلسطين العالمية للآداب.