أكد في قمة «عدم الانحياز» على إصلاح المؤسسات الدولية وانخراط أعضاء الحركة بالعملية … صباغ: نقدر مساندتكم لجهود مكافحة الإرهاب ونتطلع إلى دعمكم في التعافي
| الوطن - وكالات
أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ أمس أن سورية تعرب عن تقديرها لدعم بلدان حركة عدم الانحياز لحقها الثابت والراسخ في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان العربي السوري المحتل، ولإنهاء التواجد اللاشرعي للقوات العسكرية الأميركية والتركية على أراضيها ووقف قيام تلك القوات بدعم التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية، وتتطلع لمواصلتهم دعمها في منع أعمال العدوان الإسرائيلي المتكررة على أراضيها، مشدداً على ضرورة إصلاح المؤسسات الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن، وانخراط أعضاء الحركة في هذه العملية، مجدداً وقوف سورية إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمها لحصوله على حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف، ودعمها لخطوة جمهورية جنوب إفريقيا لمقاضاة إسرائيل بجرم الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية.
وقال صباغ خلال إلقائه كلمة سورية في القمة التاسعة عشرة لرؤساء وقادة بلدان حركة عدم الانحياز أمس في كمبالا بأوغندا، وتلقت «الوطن» نسخة منها: «يشهد عالمنا اليوم تحدياتٍ كبيرة وخطيرة تلقي بآثارها المباشرة على أمن ورفاه شعوبنا وعلى القيم والمبادئ التي قامت عليها حركتنا، لا بل إنها تهدد حتى ركائز العمل الدولي المتعدد الأطراف، وفي صلبها مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، حيث تحاول بعض الدول تقويضها والاستعاضة عنها بما يسمى «النظام القائم على القواعد الذي لا يعرف أحد ماهيته».
وأكد صباغ «أن دول حركتنا اليوم بحاجة لتعزيز التعاون فيما بينها، واستعادة دورها التاريخي والحيوي على الساحة الدولية وإعلاء مبادئ مؤتمر باندونغ لعام 1955 ».
وأوضح أن سورية تشدد على ضرورة إصلاح المؤسسات الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن، وانخراط أعضاء الحركة في هذه العملية حيث يتم مراعاة التوازنات الدولية الجديدة وضمان التمثيل الجغرافي العادل لجميع الدول الأعضاء، إلى جانب مراجعة آليات العمل فيها بما يضمن احترام ميثاق الأمم المتحدة في الحفاظ على سيادة الدول واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، والمساواة فيما بينها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها.
وقال صباغ: «إن الجمهورية العربية السورية إذ تدين بأشد العبارات العدوان الهمجي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والدعم الأعمى واللامحدود الذي توفره الإدارة الأميركية لسلطات الاحتلال، بما في ذلك مظلة الحصانة والإفلات من العقاب، فإنها تطالب الأمم المتحدة – وبشكل خاص مجلس الأمن – بتحمل مسؤولياته، والتحرك على نحو جاد وفاعل بما يتناسب وفظاعة ما تقوم به «إسرائيل» القوة القائمة بالاحتلال، لإلزامها بوقف آلة القتل بحق الفلسطينيين، وفك الحصار المفروض على قطاع غزة وضمان إيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، ورفض كل محاولات التهجير القسري لهم».
وأكد أن سورية تجدد دعمها للخطوة المهمة التي اتخذتها جمهورية جنوب إفريقيا لمقاضاة إسرائيل بجرم الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمها لحصوله على حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأعرب عن تقدير سورية لدعم بلدان الحركة لحقها الثابت والراسخ في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان العربي السوري المحتل واستعادته كاملاً حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967، ورفض كل الإجراءات الإسرائيلية الهادفة لتغيير وضعه القانوني والجغرافي والديموغرافي كأرض سورية محتلة .
وتابع: «تتطلع سورية لمواصلة بلدان الحركة لدعمها أيضاً في منع أعمال العدوان الإسرائيلي المتكررة على أراضي الجمهورية العربية السورية، كما تتطلع إلى دعم بلدان الحركة لإنهاء التواجد اللاشرعي للقوات العسكرية الأميركية والتركية على أراضيها ووقف قيام تلك القوات بدعم التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية».
وأشار صباغ إلى أن التدابير القسرية الانفرادية اللاشرعية التي تفرضها أميركا والاتحاد الأوروبي على الشعب السوري خلفت معاناة إنسانية كبيرة، ولهذا تشيد سورية بمساندة دول الحركة في المطالبة بالرفع الفوري والكامل وغير المشروط لتلك التدابير اللاإنسانية، مؤكداً تضامن سورية مع جميع الشعوب – وفي مقدمتها شعب كوبا – في مواجهة التدخلات الأميركية في شؤونها الداخلية، والتدابير القسرية اللاقانونية واللاأخلاقية المفروضة عليها .
وختم صباغ: «تقدر سورية مساندة الحركة لجهود الدولة السورية في مكافحة الإرهاب، واستعادة الأمن والاستقرار، وإعادة بناء المنجزات التنموية التي حققتها خلال العقود الماضية والتي تم تخريبها بفعل الأدوات الإرهابية، وهي تتطلع إلى دعم بلدان الحركة لجهودها في التعافي، وإعادة الإعمار، والوفاء بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما يساعد على تعزيز صمود السوريين وعودة اللاجئين والمهجرين إلى مناطقهم».
وعلى هامش أعمال القمة بحث صباغ مع رئيس وزراء جمهورية غويانا التعاونية، مارك فيليبس، العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها، حسب ما ذكرت وكالة «سانا».
وخلال اللقاء قدم صباغ التهنئة لرئيس وزراء جمهورية غويانا التعاونية على تولي بلاده مقعداً غير دائم في مجلس الأمن الدولي لمدة عامين اعتباراً من مطلع العام الجاري، متمنياً لها النجاح في النهوض بهذه المسؤولية المهمة.
وشدد صباغ على أهمية التنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن التي تنتمي إلى حركة عدم الانحياز، والتنسيق مع الدول الأخرى الأعضاء في الحركة والتي لديها موضوعات أمام المجلس.
وأشار إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية في إطار مكافحة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار، والتعاون مع الأمم المتحدة لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسوريين، وتيسير عودة اللاجئين والمهجرين.
من جانبه أكد رئيس وزراء جمهورية غويانا التعاونية التزام بلاده بالعمل خلال عضويتها في مجلس الأمن على تعزيز السلام العالمي وجعل العالم مكاناً أفضل، معرباً عن تطلع بلاده لتجاوز سورية التحديات التي تواجهها، وذلك بجهود أبنائها ومن دون أي تدخل خارجي.
كما رحب بتعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها، مشيداً بجهود ونجاحات الجالية السورية في أميركا اللاتينية عموماً، وفي بلاده خصوصاً.