عدوان إسرائيلي على مبنى سكني في المزة والحرس الثوري يعلن استشهاد خمسة من مستشاريه … دمشق: على مجلس الأمن مساءلة المجرمين الصهاينة.. طهران: لن يمر من دون رد

استشهد عدد من المدنيين وأصيب آخرون جراء عدوان إسرائيلي بالصواريخ استهدف مبنى سكنياً في حي المزة بمدينة دمشق أمس، وفي حين أعلن الحرس الثوري الإيراني استشهاد خمسة مستشارين عسكريين إيرانيين في العدوان الذي لقي إدانات واسعة، وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن «العدوان الإرهابي لن يمر من دون رد»، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين أن العدوان الإسرائيلي على العائلات الآمنة في منازلها، وهدم بيوت المدنيين الآمنين فوق رؤوسهم، أصبح نهجاً إسرائيلياً معتاداً، داعية مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ومساءلة المجرمين الصهاينة.

ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري قوله في تصريح: «نحو الساعة العاشرة و20 دقيقة من صباح (أمس) نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بناءً سكنياً في حي المزة في مدينة دمشق وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها»، وأضاف: إن العدوان «أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المدنيين وتدمير البناء بالكامل وتضرر الأبنية المجاورة».

وزارة الخارجية والمغتربين قالت في بيان على موقعها الرسمي أمس: «إن هذا العدوان الهمجي إضافة إلى ما يقوم به العدو الصهيوني من إبادة بشرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يثبت بما لا يدع مجالاً للشك الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان وقادته».

وأضافت: «تدعو سورية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الجرائم والمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الأبرياء المدنيين والممتلكات المدنية، والتي تخل بالأمن والسلم الإقليمي والدولي، وتنتهك مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والأهداف التي قامت من أجلها المنظمة».

وقالت: «إن العدوان الإسرائيلي على العائلات الآمنة في منازلها، وهدم بيوت المدنيين الآمنين فوق رؤوسهم، من دون مراعاة لطفل أو كهل أو امرأة، أصبح نهجاً إسرائيلياً معتاداً، وقد تم شرحه خلال المداولات الأخيرة لمحكمة العدل الدولية، وهذا تأكيد آخر على سياسة الإبادة التي تتبعها الصهيونية الفاشية القائمة على إنكار وجود الشعوب وحقوقها».

وأوضحت الخارجية أن سورية تؤكد أن هذا العدوان لن يزيدها إلا إصراراً على الوقوف في وجه هذه المخططات الصهيونية اللاإنسانية، ونهج الإبادة والتطهير العرقي الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي بكل أبعاده ومضامينه من دون اكتراث للقوانين والمواثيق الدولية.

وختمت: «تطالب سورية دول العالم بالوقوف في وجه سياسات الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الإسرائيلي في المنطقة العربية، كما تدعو مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ومساءلة المجرمين الصهاينة، سياسيين وعسكريين، ووضع حد لسياساتهم اللاإنسانية واللاأخلاقية».

بدوره أدان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي العدوان، وقال في برقية تعزية لعائلات المستشارين أمس: «مرة أخرى قام الكيان الصهيوني الإجرامي بانتهاك الأجواء السورية وشَنَّ عدواناً إرهابياً، ولا شك أن استمرار مثل هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية التي تدل على تزايد إخفاق الكيان الصهيوني غير الشرعي في تحقيق أهدافه الشريرة، وعمق يأسه، وعجزه أمام مقاتلي جبهة المقاومة، لن يمر من دون رد»، حسب ما ذكرت وكالة «سانا».

وأعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان استشهاد «خمسة مستشارين عسكريين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، وأضاف: «مرة أخرى قام الكيان الصهيوني الوحشي والمجرم بشن العدوان على عاصمة سورية دمشق، وخلال العدوان الذي شنه الكيان المعتدي والغاصب، استشهد أربعة مستشارين عسكريين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفق ما نقلت وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية، وفي وقت لاحق أعلن الحرس استشهاد مستشار خامس متأثرا بجراحه، حسب ما نقلت وكالة «مهر» الإيرانية.

في سياق متصل، نددت جمهورية أبخازيا بالعدوان، وأكد وزير الشؤون الخارجية في الجمهورية إينال أردزينبا في بيان له أن العدوان الإسرائيلي على أحد المباني السكنية القريبة من السفارة الأبخازية بدمشق يتعارض مع القانون الدولي والقيم الإنسانية.

وقال في بيان له أوردته «سانا»: إن حياة دبلوماسيينا الذين يقومون بعملهم بإخلاص هي عرضة للخطر، وإن مثل هذه التصرفات تدمر أسس الأمن الدولي والعلاقات الدولية ونحن ندينها بشكل قاطع»، وأوضح أن الغرب لا يريد تحقيق الأمن والاستقرار في سورية، معرباً عن دعم بلاده لسورية وأمله بعودة الأمن والسلام إلى كامل أنحائها.

بدورها، وفي بيان تلقت «الوطن» نسخة منه، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين: إن العدوان «الذي استهدف قادة في الحرس الثوري الإيراني» يأتي في إطار محاولات حكومة الكيان الغاصب لتصدير فشلها العسكري في الميدان عبر توسيع رقعة العدوان في المنطقة».

جبهة النضال الشعبي الفلسطيني شجبت في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه أمس العدوان الإسرائيلي وأكدت أنه انتهاك لسيادة سورية مشددة على أن هذا العدوان «الآثم» لن يؤثر على المواقف التاريخية والثابتة للشعب السوري وقيادته باعتبار القضية الفلسطينية هي قضية الشعب السوري وقيادته، ولن يثني سورية عن مواقفها وعن حقها في الدفاع عن سيادتها الوطنية.