عدوان إسرائيلي على مبنى سكني في المزة وشهداء مدنيون ومستشارون إيرانيون … دمشق: لن يزيدنا إلا إصراراً على الوقوف في وجه المخططات الصهيونية.. وطهران: لن يبقى من دون رد
| الوطن
عدوان إجرامي إسرائيلي جديد استهدف هذه المرة قلب العاصمة دمشق، في وضح النهار وأمام مرأى العالم ومنظماته وقوانينه الدولية.
العدوان الإسرائيلي الذي طال مبنى سكنياً في حي المزة، وسقطت صواريخه على رؤوس سكانه وتسبب بانهيار المبنى بالكامل وتضرر الأبنية المجاورة له، واستشهاد وإصابة عدد من المدنيين، إضافة إلى عدد من المستشارين الإيرانيين، وصفته دمشق بالهمجي، مؤكدة أنه لن يزيدها إلا إصراراً على الوقوف في وجه المخططات الصهيونية، فيما أكدت طهران وعلى لسان رئيسها إبراهيم رئيسي بأنه لن يبقى من دون رد.
مصدر عسكري كشف بعضاً من تفاصيل العدوان وقال: إنه تم في الساعة العاشرة و20 دقيقة من صباح (أمس)، ونفذ بعدة صواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، حيث تصدت وسائط دفاعنا الجوي لها وأسقطت بعضها.
من جهته تحدث الإعلام الإيراني عن استشهاد يوسف قائدِ فَيْلَقِ القدس في سورية أوميد زاده، الشهير بـ«الحاج صادق»، معَ نائبِه وثلاثة آخرين.
الخارجية السورية ربطت في بيان لها بين هذا العدوان الهمجي وما يقوم به العدو الصهيوني من إبادة بشرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرة أن هذا يثبت بما لا يدع مجالاً للشك الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان وقادته.
ودعت في بيانها المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الجرائم والمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الأبرياء المدنيين والممتلكات المدنية، والتي تخل بالأمن والسلم الإقليمي والدولي، وتنتهك مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والأهداف التي قامت من أجلها المنظمة.
وختم بيان الخارجية بالقول: «تطالب سورية دول العالم بالوقوف في وجه سياسات الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الإسرائيلي في المنطقة العربية، كما تدعو مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ومساءلة المجرمين الصهاينة، سياسيين وعسكريين، ووضع حد لسياساتهم اللاإنسانية واللاأخلاقية».
بدوره أدان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي العدوان، وقال في برقية تعزية لعائلات المستشارين أمس: «مرة أخرى قام الكيان الصهيوني الإجرامي بانتهاك الأجواء السورية وشَنَّ عدواناً إرهابياً، ولا شك أن استمرار مثل هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية التي تدل على تزايد إخفاق الكيان الصهيوني غير الشرعي في تحقيق أهدافه الشريرة، وعمق يأسه، وعجزه أمام مقاتلي جبهة المقاومة، لن يمر من دون رد».
وأعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان استشهاد «خمسة مستشارين عسكريين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، وأضاف البيان: «مرة أخرى قام الكيان الصهيوني الوحشي والمجرم بشن العدوان على عاصمة سورية دمشق، وخلال العدوان الذي شنه الكيان المعتدي والغاصب، استشهد أربعة مستشارين عسكريين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفق ما نقلت وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية، وفي وقت لاحق، أعلن الحرس الثوري استشهاد مستشار خامس متأثراً بجروحه، حسب ما نقلت وكالة «مهر» الإيرانية.
وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية هذا العدوان، مؤكدةً أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وقال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني: إن هذا العدوان والاعتداءات المتكررة على سورية تأتي نتيجة عجز الإسرائيليين في ساحة المعركة أمام المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة والضفة الغربية.
وأدانت أيضاً فصائل فلسطينية العدوان الإسرائيلي، وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عبر بيان تلقت «الوطن» نسخة منه، أن العدوان يأتي في سياق محاولات حكومة الاحتلال «تصدير فشلها العسكري في الميدان، عبر توسيع رقعة العدوان في المنطقة».