شؤون محلية

أسعار خيالية للحواضن في المشافي السورية تصل 6 ملايين ليرة … مفارقة في عدد الحواضن في المحافظات.. في دمشق 100 حاضنة وفي طرطوس 207 و111 في درعا

| نورمان العباس

يجمع الأهالي القادمون من مختلف المحافظات عناء البحث عن فرصة وجود حاضنة شاغرة ولو ليوم واحد ترحمهم من أسعار المشافي الخاصة، وبقى الانتظار سيد الموقف على باب مشفى الأطفال في دمشق.

ويروي أحد الأهالي القادم من الحسكة لـ«الوطن» معاناته في رحلة البحث عن حاضنة لطفله في مشفى الأطفال بعد أن فقد الأمل بمشافي مدينته، مضيفاً: «الانتظار أفضل من اللجوء إلى المشافي الخاصة التي تطلب أسعاراً خيالية مقابل ليلة واحدة حتى ولو على حساب حياة أطفالنا» تعاني المشافي الحكومية والخاصة من نقص حاد في عدد الحواضن الشاغرة مقارنةً بعدد الولادات السنوية.

بلغة الأرقام

كشفت مديرة التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة لـ«الوطن» أن عدد الحاضنات الداخلة بالخدمة في جميع المحافظات السورية 1622 حاضنة تتوزع على النحو التالي: في دمشق 100 حاضنة، وفي اللاذفية 255، وفي طرطوس 207، وفي الحسكة 51، وفي درعا 111 حاضنة…

في حين أكد مدير قسم الحواضن في مشفى الأطفال الدكتور نادر عيد لـ«الوطن» أن مشفى الأطفال في دمشق يستقبل الأطفال من جميع المحافظات حيث قُدِرَ عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى حواضن في دمشق بنحو 42الف طفل سنوياً في حين أن عدد الحواضن الداخلة بالخدمة في دمشق 100 حاضنة

وأشار مدير قسم الحواضن إلى أن عدد الحاضنات في مشفى الأطفال 58 حاضنة، وهناك 16 في مشفى المجتهد، و14 في الزهراوي، والباقي يتوزع على المشافي الخاصة.

وأشار إلى أن وجود حاضنات من دون كادر طبي مختص لا يحل المشكلة، وأكد أهمية وجود مركز طبي موازٍ لمشفى الأطفال مجهز بكادر مختص بالأطفال حديثي الولادة، إضافة إلى التجهيزات الطبية.

وبيّن أن عدد القبولات السنوية في قسم الحواضن بمشفى الأطفال نحو ألفي طفل يأتون من المحافظات السورية إلى مشفى الأطفال ما يزيد الضغط على المشفى، الذي يقصدونه من جميع المحافظات، في حين يكون هناك خمسة قبولات يومياً و35 أسبوعياً.

وأضاف: إن نقص الكادر الطبي المختص بحديثي الولادة يشكل عائقاً كبيراً حيث لايوجد سوى 4 أطباء اختصاص حديثي ولادة، فالمشافي تعتمد على طبيب أطفال عام، إضافة إلى نقص الكادر التمريضي لكل 15 طفلاً يوجد ممرضة أو اثنتان تكشف عليهم بأوقات محددة في الليل، في حين المتعارف عليه في البروتوكول الطبي أنه يجب أن يكون هناك طبيب اختصاصي لكل 10 إلى 15 حاضنة، وطبيب مقيم لكل 5 إلى 10 حواضن، وممرضة لكل 4 حاضنات.

وبيّن أنه من الممكن أن يكون هناك 15طفلاً باليوم من دون حاضنة وأحياناً يكون هناك 3 أو 4 أطفال بلا حواضن، فالطفل من الممكن أن يبقى بالحاضنة من يومين إلى ثلاثة أشهر، وفي بعض الاحيان تغطى جميع الحالات.

40 وفاة في قسم الحواضن

في حين صرحت شعبة الإحصاء في مشفى الأطفال لـ«الوطن» أن عدد وفيات الشهر الماضي في قسم الحواضن 40 وفاة ترجع للأسباب متعددة، أشارت إلى أن عدد قبولات الشهر الماضي بلغ 111 طفلاً.

وأكدت طبيبة مقيمة في مشفى الأطفال لـ«الوطن» أن الأهالي ينتظرون دورهم في قسم إسعاف الحواضن لعدم توافر المقدرة المادية وأشارت إلى أن المشافي الخاصة تطلب أسعاراً خيالية مقابل الليلة الواحدة وفي اتصال مع أحد المشافي الخاصة ذات الإقامة الفندقية الفارهة للسؤال تبين أن أجور الحاضنة ليوم واحد من مليون ونصف لـ4 ملايين للحاصنة العادية، و6 ملايين مع عناية.

الوزارة والشكاوى

وفي حديث لـ«الوطن» أكد مدير المشافي في وزارة الصحة إياد حماد أن أي شكوى تصل إلى وزارة الصحة تتم معالجتها وفق القرار79 الناظم للتعرفة الطبية وأضاف: مديريات الصحة في كل محافظة موكلة إجراء جولات وزيارات رقابية على المشافي الخاصة للتأكد من التزامها وهي تعالج الشكاوى بشكل مباشر وفيما يتعلق بأسعار المشافي الخاصة بيّن حماد أن الأسعار تختلف بين المشافي حسب الخدمات المقدمة.

وحول الإجراءات المتعلقة بالتراخيص التي تمنح من الوزارة للمشافي الخاصة في حال أرادت فتح حواضن جديدة أو التوسع في قسم الحواضن أكد حماد أنه يجب أن يكون في المشفى قسم توليد ونسائية أو أطفال بحيث تسمح الوزارة للمشفى بـضم 15 لـ20 حاضنة شرط أن توفر المشفى المستلزمات الخاصة بقسم الحواضن من أطباء أطفال، وغرفة مراقبة وشروط تعقيم مناسبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن