منتخب الهند منافس منتخبنا تحت المجهر … مدربه كان يدرب منتخب كرواتيا الأول وحقق انتصاراً على منتخب الكويت
| خالد عكو
يواجه منتخبنا الوطني يوم غدٍ الثلاثاء منتخب الهند في آخر جولات الدور الأول من البطولة الآسيوية في مباراة لا يمكن لمنتخبنا التفريط بنقاطها من أجل تحقيق حلم الصعود للدور الثاني من البطولة والذي لم يتحقق في تاريخ مشاركات منتخبنا الست السابقة.
ويصطدم طموح منتخبنا بالصعود للدور الثاني بحلم منتخب الهند الذي يمتلك حظوظاً قوية بالفعل للتأهل للدور الثاني (رغم حلوله أخيراً في المجموعة وعدم امتلاكه لأي نقطة) وذلك في حال انتصاره على منتخبنا لا قدر الله، لأن نظام البطولة ينص على تأهل أفضل أربعة فرق حاصلة على المركز الثالث من المجموعات الست، وبالتالي فإن فوز الهند علينا يعني أن حظوظه قوية جداً بالتأهل.
ويخطئ بشكل كبير من يظن أن مواجهة منتخبنا لمنتخب الهند ستكون بمثابة نزهة للاعبينا بالنظر لخسارته في الجولتين السابقتين، لأن منتخب الهند بات أحد المنتخبات الجيدة والتي تطورت بشكل سريع في السنوات الأخيرة، ونتائجه اللافتة تتحدث عنه بطريقة لا تدعو للشك.
وكمثال على تلك النتائج فقد فاجأ منتخب الهند الجميع حين فرض على المنتخب القطري عام 2019 (بطل آسيا في نفس العام) التعادل السلبي في عقر داره ضمن تصفيات بطولة كأس العالم لعام 2022. ( أجاز حينها الاتحاد الآسيوي لمستضيف بطولة كأس العالم قطر المشاركة في التصفيات رغم تأهله المسبق).
ومنذ شهرين ونيف حقق منتخب الهند نتيجة لافتة وكبيرة بتغلبه على منتخب الكويت في الكويت بهدف نظيف في أولى جولات تصفيات كأس العالم 2026، ما يعني أن لاعبي الهند شجعان حقاً وأصحاب عزيمة كبيرة.
ومنذ أربعة أشهر ونيف أيضاً فرض منتخب الهند على منتخب العراق القوي التعادل الإيجابي بهدفين لهدفين في بطولة ودية دولية نظمتها دولة تايلند قبل أن يحسم العراق نتيجة المباراة لمصلحته بركلات الترجيح. وقبلها بشهرين أيضاً حصد المنتخب الهندي بطولة كأس اتحاد جنوب آسيا المقامة في الهند بمشاركة عشرة منتخبات آسيوية بينها الكويت ولبنان وكانت مشاركتهما في البطولة كضيفي شرف بدعوة من الاتحاد الجنوب آسيوي.
ولا ننسى أن نذكر بالطبع أن منتخب الهند قد فرض التعادل الإيجابي علينا نحن أيضاً في بطولة نهرو الدولية والتي أقيمت عام 2019 بنتيجة هدف لكل فريق، وقد فضل مدرب منتخبنا الوطني الأرجنتيني هيكتور كوبر إبقاء هذه الأسماء على الدكة في المباراتين السابقتين في البطولة أمام أوزبكستان وأستراليا.
وبالنظر بتمعن لمباراتي الهند مع كل من أستراليا وأوزبكستان فإن الهند رغم تلقيها خمسة أهداف في مجموع المباراتين قد قدمت أداء شجاعاً وقوياً ولم تكن باللقمة السائغة أمام فريقين من كبار آسيا، ويكفي أن نقول إن الشوط الأول بين الهند وأستراليا انتهى بالتعادل السلبي قبل أن يتمكن منتخب أستراليا من حسم النتيجة لمصلحته بإحراز هدفين في الشوط الثاني، أما مواجهة أوزبكستان فعلى الرغم من خسارة الهند بثلاثة أهداف نظيفة في تلك المباراة، فإنه للمفارقة العجيبة قد تفوق منتخب الهند بالاستحواذ على الكرة على المنتخب الأوزبكي بنسبة 52% حسب الإحصاءات العالمية، كما تفوق وفقاً لتلك الإحصاءات المنتخب الهندي بعدد التمريرات بل بنسبة الدقة في تلك التمريرات، وتفوق أيضاً بعدد الركنيات في المباراة التي بلغت أربعاً مقابل ركنية واحدة فقط لأوزبكستان.
وبلغت تسديدات لاعبي الهند خلال المباراة تسع تسديدات، منها ثمان مسددة من داخل منطقة الجزاء وهو رقم لا بأس به، بل ارتطمت الكرة مرتين في الخشبات الثلاث خلال المباراة مع رفضها التام للدخول ورسم البسمة على وجوه لاعبي المنتخب الهندي، وعلى العموم فإن هدف أوزبكستان الأول الذي جاء في الدقيقة الرابعة من عمر المباراة بين الهند وأوزبكستان قد أربك حسابات الهنود ما جعلهم يخسرون بهذه النتيجة الكبيرة.
إن المؤشرات والإحصاءات السابقة تعني أن المنتخب الهندي سيكون بعيداً كل البعد عن الاكتفاء بالدفاع والعودة للوراء في مواجهة منتخبنا الوطني، وهذا من المفروض ألا يكون غائباً على مدربنا كوبر الذي سبق له أن درب فالنسيا وإنتر ميلان، علماً أن الهند يدربها مدرب خبير آخر هو الكرواتي إيغور استيماتش الذي سبق له أن درب منتخب كرواتيا الأول بين عامي 2012 و2013.
وبالطبع فإن كلامنا السابق لا يعني أن منتخبنا غير قادر على الفوز على منتخب الهند المتطور، وثقتي كبيرة بأن منتخبنا قادر بشكل كبير على إحراز غلة تهديفية كبيرة تقوي حظوظه بالمنافسة على التأهل كصاحب مركز ثانٍ وليس ثالثاً، ولكن ذلك متعلق أولاً بعزيمة اللاعبين وعدم تهاونهم أبداً بلاعبي الفريق الخصم، وثانياً بحسن إدارة الأمور من الجهازين الفني والإداري وتأمين أجواء مريحة داخل المعسكر.