أدوية «السكري» لعلاج البدانة! … اختصاصي لـ«الوطن»: لا يصح تعميم الأنظمة الغذائية لإنقاص الوزن لاختلاف أسباب البدانة
| راما العلاف
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن استخدام أدوية مرض السكري في معالجة البدانة، إضافة إلى العشوائية في تناول أدوية التنحيف واتباع الأنظمة الغذائية بهدف إنقاص الوزن من دون مراجعة طبيب أو إجراء فحص طبي يكشف سبب البدانة و يسهم في تحديد العلاج المناسب.
الدكتور فهمي المبيض اختصاصي الأمراض الداخلية والهضمية ومعالجة البدانة بيّن في حديثه لـ «الوطن» أن موضوع البدانة أمر شائك جداً حيث تقسم إلى نوعين بدانة حدثت منذ الصغر وبدانة حدثت عند الكبر وتعتبر البدانة منذ الصغر أصعب ولا تستجيب للأنظمة الغذائية غالباً، وذلك لأن عدد الخلايا الدهنية بالجسم يصبح أكبر بالتالي مهما استطاع النظام الغذائي انقاص كمية الدهون لكنه لن يستطيع تقليل عدد الخلايا رغم التزام المريض إلا أن الجسم بعد فترة يصبح لديه أسلوب اقتصادي بالتعامل مع الطعام إذ يستفيد من الكمية القليلة ويعتاد عليها والأفضل في هذه الحالة إنقاص كمية الطعام وإذا لم يستطع المريض يتم اللجوء إلى إجراء قص المعدة في حال وجود استطباب طبي وعدم فاعلية النظام الغذائي.
وأوضح أن اتباع الأنظمة الغذائية والوصفات العشوائية لإنزال الوزن أمر غير صحي أبداً لأن أسباب البدانة متعددة وقد يضع الطبيب نظاماً غذائياً معيناً لمريض يعاني من قصور الغدة الدرقية مثلاً لإنقاص الوزن الزائد لديه لا يصح تعميمه على جميع الأفراد ممن لديهم وزن زائد أيضاً إذ يجب أن يتم وصف نظام غذائي خاص بكل شخص من طبيب الغدد يراعي حالته الصحية وسبب البدانة.
وحول استخدم أدوية داء السكري لإنقاص الوزن أكد المبيض عدم وجود أي دليل علمي يثبت فعالية دواء «الميتفورمين» الخاص بمرض السكري في عملية إنقاص الوزن، عدا أنه دواء سكري لا يسبب زيادة في الوزن إذ إن هناك أدوية للسكري تسبب ذلك، وذكر أنه ورد إليه العديد من مرضى السكري الذين قد خسروا بعضاً من وزنهم بعد تناول دواء الميتفورمين، وأوضح أن السبب العلمي وراء ذلك هو عدم انضباط نسبة سكر الدم لديهم وليس الدواء بحد ذاته إذ إن ارتفاع سكر الدم يعد سبباً في عدم نزول الوزن.
وأشار إلى أن استخدام دواء الميتفورمين في معالجة متلازمة المبيض متعدد الكيسات pcos تحديداً أمر صحيح ومفيد جداً وينصح به للمريضات من أطباء الأمراض النسائية.
وحول أدوية إنقاص الوزن أكد المبيض أن هناك دواء واحداً فقط عالمياً ثبتت فاعليته في إنقاص الوزن وتدعى التركيبة العلمية له بـ «اورليستات» يعمل على تخريب الخمائر التي تهضم المواد الدهنية «ليباز» بالتالي لا يستطيع الجسم امتصاصها فتخرج مع البراز وله فوائد جيدة إلا أن آثاره لا تبدأ فوراً بل مع العلبة الرابعة من بدء تناول الدواء ولكن المرضى غالباً يستخدمون علبة فقط ويضجرون لعدم لحظهم أي فرق مشيراً إلى أهمية الاستمرارية في تناول الدواء للحصول على النتيجة المرجوة مؤكداً عدم فعالية هذا الدواء في ثبات الوزن بعد توقف تناوله والعودة إلى تناول الطعام كما السابق إذ لا يوجد دواء في العالم يعمل على تثبيت الوزن على عكس ما تروج له الإعلانات التجارية.
وأما عيوب هذا الدواء فهي تسببه بإسهال لونه برتقالي يظن الشخص أنه دم ولكنه ناتج عن اختلاط الدواء مع المواد الدهنية فينتج هذا اللون ويحدث الإسهال من دون إرادة من الشخص فقد يكون نائماً ويستيقظ ليجد ملابسه ملوثة بمادة برتقالية حمراء دهنية ما يشكل إزعاجاً كبيراً يمكن تداركه بطرق عديدة إذا أراد الشخص الاستمرار بتناول الدواء.
تجدر الإشارة إلى أن أحدث دراسة نُشرت في مطلع شهر كانون الثاني من العام الحالي في مجلة «الرابطة الطبية الأميركية» (JAMA Network Open)، أوضحت أن أدوية إنقاص الوزن أصبحت تمثل ظاهرة طبية خطيرة لشيوع تناولها وأعراضها الجانبية.
وأوضحت الدراسة أنه وعلى وجه التقريب هناك مراهق من كل 10 مراهقين قام باستخدام منتجات إنقاص الوزن من دون وصفة طبية على مستوى العالم، وأوردت الدراسة كلمة (منتجات) بدلاً من أدوية؛ لأن التركيبة الطبية للعديد من هذه المنتجات غير معروفة تماماً، وبالتالي لا يمكن معرفة الجرعات الآمنة منها ولا مدى تأثيرها على أعضاء الجسم المختلفة.