سورية

في الذكرى السادسة لهجوم الاحتلال التركي على عفرين … مصادر لـ«الوطن»: الظروف المحلية والإقليمية والدولية لن تساعد أردوغان بتوسيع احتلاله إلى تل رفعت ومنبج

| حلب - خالد زنكلو

سعت إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ احتلال القوات التركية عفرين بريف حلب الشمالي، والتي صادفت أول من أمس الذكرى السادسة لبدء الهجوم على المدينة، إلى توسيع رقعة احتلالها لقضم مناطق جديدة في الريف الحلبي، إلا أن التطورات الميدانية ومواقف الدول الفاعلة في الملف السوري دلت على أن الرغبة التركية مرفوضة جملة وتفصيلاً.

ولطالما رفعت إدارة أردوغان سقف مطالبها بتوسيع ما سمته «المنطقة الآمنة» المزعومة إلى عمق ٣٠ كيلو متراً داخل الأراضي السورية، بذريعة إبعاد خطر «حزب العمال الكردستاني» وميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، عن حدودها، إلا أن مواقف موسكو وواشنطن الرافضة لذلك حالت دون تنفيذ مطامح أردوغان على الأرض.

مصادر متابعة للوضع الميداني في ريف حلب الشمالي، أكدت أن جميع جهود إدارة أردوغان ومآربه الشخصية بالتمدد من عفرين شمال حلب نحو مدينة تل رفعت جنوباً ومن جرابلس إلى مدينة منبج المتاخمة بريف حلب الشمالي الشرقي باءت وستبوء بالفشل لاصطدامها بفيتو روسي أميركي مزدوج، ما تزال مبرراته قائمة وغير قابلة للتعديل والإلغاء، على الأقل في المدى المنظور.

وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن الظروف المحلية والإقليمية والدولية لم ولن تساعد أردوغان على تحقيق ما يطمح إليه بتوسيع رقعة احتلاله للأراضي السورية لتضم تل رفعت ومنبج، ففي الأولى يمانع وجود الجيش العربي السوري وحليفه الروسي فكرة استحواذ جيش الاحتلال التركي على المدينة الإستراتيجية التي لا تبعد سوى ٣٥ كيلو متراً عن مدينة حلب، على حين يفرض التواجد الروسي والحماية الأميركية على الأخيرة إبعاد خطر احتلالها.

ونفت المصادر بشكل قاطع ما روجت له الإدارة التركية مراراً عبر وسائل إعلام معارضة عن احتمال وجود «صفقات» مغرضة روسية- تركية لتبادل أراض في إدلب مقابل التخلي عن تل رفعت، التي ترفض إيران أيضاً من حيث المبدأ اقتراب الخطر التركي منها ومن محيطها الجغرافي على الطريق الذي يربط غازي عنتاب التركية بحلب.

وكذلك الأمر، وحسب المصادر، لا يزال فيتو واشنطن ساري المفعول فيما يخص سيطرة الاحتلال التركي على منبج، على الرغم من وعود أميركية سابقة ومعسولة بهذا الخصوص، نظرا لما تشكله المنطقة من ثقل اقتصادي وبشري كبير لما يسمى «الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سورية» الكردية الانفصالية، ولذلك فهي ليست بوارد التخلي عنها، في ظل دعم موسكو لهذا التوجه وتمركز الجيش العربي السوري في ريف المنطقة الجنوبي وانتشار وحداته على ضفة نهر الساجور خط التماس مع مرتزقة الاحتلال التركي المسماة «الجيش الوطني».

وذكرت المصادر أن التطورات الميدانية تسارعت مطلع حزيران ٢٠٢٢، وعقب تصريحات أردوغان بشأن إنشاء منطقة آمنة تشمل منطقتي تل رفعت ومنبج، حيث انطلقت آلة الحرب التركية لتنفيذ ما أطلق عليه عملية «المخلب- السيف» بقصف غير مسبوق لقوات الاحتلال التركي على مناطق هيمنة «قسد» شمال وشمال شرق البلاد، لكن موسكو وواشنطن ظلتا عند خطوطهما الحمر حيال منح إدارة أردوغان المزيد من الأراضي السورية.

وأضافت: أعقب ذلك حملة قصف عنيف، وعلى مرحلتين، تشهد المرحلة الحالية أحد فصولها، بتدمير البنية العسكرية لـ«قسد» والبنية التحتية لـ«الإدارة الذاتية»، مع استمرار التصعيد العسكري باتجاه تل رفعت ومنبج كرد فعل انتقامي عن إخفاق الهيمنة التركية.

وتوقعت أن تظل حدود خطوط تماس الجبهات، المرسومة منذ نهاية تشرين الأول ٢٠١٩ إبان مد الاحتلال التركي نفوذه إلى تل أبيض في الرقة ورأس العين في الحسكة، على ما هي عليه الآن ولفترة طويلة قادمة، ما لم تتغير موازين القوى في المنطقة لمصلحة أي طرف فاعل على الأرض السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن